خبر : تساؤل برسم الحقيقة؟ اختطاف.. وترويج الإشاعات المغرضة د. محمد المغير

الثلاثاء 24 فبراير 2015 10:52 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تساؤل برسم الحقيقة؟ اختطاف.. وترويج الإشاعات المغرضة د. محمد المغير



قبل سته اعوام، وفي طريق عودتي إلى أرض الوطن من جولة أوروبية، كنت قد حصلت فيها على جائزة التميز في العمل الإعلامي، تعرضت لضرب مبرح من جهاز الأمن التابع للاحتلال "الشاباك"، وتسبب ذلك في إصابات لا زلت أعاني منها حتى يومنا هذا..
أنا أتفهم أن يعتدي عليَّ جهاز أمن الاحتلال، نظراً لما أقوم به من عمل وطني، لتوضيح الحقيقية؛ كأي إعلامي فلسطيني يحمل رسالة المظلومية للشعب والقضية. 

أما أن يتم اختطافي وضربي وأنا في وطني، فإن مثل العمل الإجرامي غير مفهوم، ولا يمكن تبريره تحت أي سبب من الأسباب، وأخشى أن يكون هذا الفعل المشين قد جاء في إطار مجموعة من الظواهر السلبية، والتي بدأت تعطي مؤشرات لبوادر فلتان أمني آخذٌ بالازدياد والتوسع، وكان قد غاب عنا خلال الفترة الماضية بشكل نسبي.


إن حالة الأمن والأمان كانت ولا تزال من أكبر الإيجابيات للعهد الذي سبق من حكم حماس، والتي كنا نتكئ عليها في تشجيع الأجانب للقيام بزيارات لقطاع غزة، والاطلاع على صور وأشكال المعاناة فيه.. كنا نعتز ونفاخر بأن غزة آمنة مطمئنة، وليس هناك مجالاً للعبث الأمني فيها، حيث كانت عيون حماس وأجهزتها الأمنية ساهرة تحرسها، كما أن هيبة تلك الأجهزة كانت رادعة لكل من تحدثه نفسه بافتعال الفوضى والفلتان، والعمل على كسر تلك المنظومة الأمنية.

واليوم، وبعد الإعلان عن عدة خروقات أمنية، ووقوع تفجيرات على خلفيات سياسية، واستهداف المركز الثقافي الفرنسي، وحادث الاختطاف الذي طالني بشكل شخصي، إلا أن الفاعل – للأسف - خلف كل هذه الجرائم بحق الوطن ما زال مجهولاً!! الأمر الذي يطرح علامات استفهام وتساؤلات كثيرة، ويدفعني لطرح العديد من الأسئلة المشروعة حول هوية الجناة، والجهات التي تقف خلف هذه الأعمال أو تتستر عليها، وتتحدى – بوقاحة - هيبة الأجهزة الأمنية، وتطال من مكانة كتائب القسام وصورتها في الذهنية الفلسطينية من حيث طهارتها الوطنية؟ حيث إن الحوادث التي يتم التكتم عليها غالباً ما تأخذ طريقها إلى ألسنة الناس لتسويق الاشاعات، بهدف تشويه تلك الصورة، والتحريض على رجالات المقاومة.


إنني ومن موقع المسئولية الوطنية، والحرص الكبير على سمعة غزة الأمنية، والخشية من عواقب التكتم على جريمة الخطف والاعتداء، التي جرت بحقي قبل ما يقرب من ثلاثة أسابيع، ولكوني أعمل مع مؤسسات أوروبية لها مشاريع إغاثية وتنموية في قطاع غزة، فالخشية أن يكون ذلك سبباً في تفكير الكثير من الأجانب العاملين في السلك الدبلوماسي والمنظمات الأهلية الدولية وحتى الصحفيين بالعزوف عن القدوم إليها، باعتبار أنها منطقة غير آمنة. حيث إن المنطق يستدعي القول: إذا كانت غزة غير آمنة لأبنائها، فكيف ستكون آمنة لهم؟!.


نحن اليوم بانتظار الأجهزة الأمنية التي نُقدرها، ونعتز بتاريخ إنجازاتها على مدار أكثر من ثماني سنوات، كي تكشف لنا ملابسات الجريمة، والجهات التي تقف وراء هذا العمل الآثم، والذي يسيء لمكانة الوطن قبل أن يتسبب في الإساءة لي علي المستوي الشخصي؛ كإعلامي فلسطيني يكتب للصحافة الدولية، وله اسم وعنوان وعلاقات مع جهات سياسية وأكاديمية وإعلامية في العديد من الدول الغربية، وقد أزعجهم كثيراً ما وقع لي من اختطاف تمَّ في وضح النهار، وعلى مشهد التقطته إحدى كاميرات المراقبة، والجناة الفاعلين بملامحهم من حيث الصوت والصورة.


إن هناك من يحاول تسويق الإشاعات، والتوسع في تشويه مسيرتي النضالية، كشخصية وطنية حظيت بمكانة إعلامية عالمية، ليغطي على الجريمة وحرف مسار ما يجري من تحقيقات، وأنا احتفظ بحقي في الرد والتوضيح، انتظاراً لنتائج التحقيق، مع تقديري واحترامي للأجهزة الأمنية، التي تسعى مشكورة لمعرفة الجناة وملاحقتهم، حيث إن خيوط الجريمة واضحة المعالم والأهداف.