خبر : نتنياهو يتحول الى بينيت \ بقلم: بن كسبيت \ معاريف

الخميس 12 فبراير 2015 02:14 م / بتوقيت القدس +2GMT



          لقد خرج المارد من القمقم، أو بصورة أدق رجعت القنينة من "التدوير". اعترف نتنياهو أمس أمام مدرسة التهيئة العسكرية في عيلي بأكبر قلق يشغله: تشكيل الحكومة القادمة. لقد كشف للحضور أن تشكيل الحكومة القادمة لن يلقى على من يقف على رأس الكتلة الاكبر سياسيا، بل على الذي سيقف على رأس أكبر حزب سياسي. كيف يعرف ذلك؟ هو يعرف ذلك من "مصادر موثوقة"، هكذا قال بالضبط.

          في مقر الرئيس يغلون. العلاقات بين نتنياهو ورؤوبين ريفلين، الرجل الذي فعل كل ما في استطاعته من اجل منع انتخابه للرئاسة، لم تكن جيدة حتى الآن. لكن من أمس مساء عادت لتصبح سيئة. بكلام فارغ جر نتنياهو رئيس الدولة، المواطن رقم 1، الى المزبلة السياسية. رجال ريفلين أوضحوا أمس: الرئيس لم يوجه أحدا فيما يتعلق بالمسألة التي تحدث عنها نتنياهو، الرئيس لم يتحدث مع أي شخص وبالتأكيد لم يصرح على من سيلقي مهمة تشكيل الحكومة. الرئيس سيتحدث مع رؤساء الاحزاب ويحاول اقناع الذين لم يوصوا بأن يوصوا، واذا لم ينجح فسيستخرج منهم سلم افضلياتهم. وهكذا هو سيعرف من له حظا أوفر في تشكيل الحكومة، هكذا يعمل، هكذا نص القانون، لكن بيبي يعرف كما يبدو أفضل كيف سيتصرف ريفلين.

       ضجة اعلامية اخرى

          عندما يقول نتنياهو "مصادر موثوقة" يجب الحذر. سجله في هذا المجال اشكالي. في 1993 كانت له مصادر موثوقة أعلمته بوجود تسجيل عنه وهو يعطي هدية محبة لامرأة ليست "السيدة". الرجل لم يرَ الشريط ولم يتلق أي اشارات عنه، لكنه سريعا ذهب الى ستوديو الاخبار وتحدث عن القصة لكل الدولة، وفي النهاية تبين عدم وجود شريط. في 2002 شهد أمام الكونغرس الامريكي بانجليزيته الفصيحة أنه يوجد لصدام حسين سلاح للابادة الجماعية يشمل "برنامج نووي متقدم". نتنياهو ضغط على الولايات المتحدة لغزو العراق وقال لهم اذا قاموا بذلك فان ذلك "سيخدم السلام والاستقرار".

          حسنا، وماذا بعد. من هي "المصادر الموثوقة" له في هذه المرة. أراهن على نداف بيري وعميت سيغل. في اليوم السابق اقتبس اعلان انتخابي رسمي لليكود هذين الثعلبين السياسيين يتوقعان فيه أن يلقي الرئيس مهمة تشكيل الحكومة على رئيس الحزب الاكبر. الطريق من هنا حتى الخوف الهستيري لنتنياهو، قصيرة. بالمناسبة، وللتذكير: قبل ربع ساعة بالضبط افتتح نتنياهو الحملة الانتخابية لليكود في موضوع تغيير طريقة الحكم. ماذا اقترح بدلا من الطريقة الحالية؟ لقد اقترح أن "رئيس الحزب الاكبر يكون بصورة تلقائية رئيسا للحكومة".

          ما يحدث الآن هو عملية أكل للحوم البشر داخل المعسكرات. في هذه اللحظة، في الاساس في كتلة بيبي، ينقض على اصوات بينيت الانتخابية بنهم، لأنه يخشى من أن كل مقعد يذهب لبينيت وليس له سيحول هرتسوغ لرئيس حكومة. هذا هو السبب لانقضاضه على نوني موزيس ووسائل الاعلام أول أمس، هذا هو السبب لفصل البروفيسورات في لجنة جائزة اسرائيل أمس. هذه عملية بينيتية سريعة يمر بها نتنياهو من اجل أن ينهي الانتخابات في كل الاحوال بمقعد واحد زيادة أو حتى بصوت واحد أكثر من هرتسوغ. من الامور المثيرة والمهمة كيف سيرد بينيت على ذلك.

          وفي النهاية، هل سيكون هناك مواجهة تلفزيونية بين المرشحين؟ ليس مؤكدا. هرتسوغ سيرتكب خطأ اذا ذهب الى مواجهة مع رؤساء الاحزاب الاخرى، عليه أن يهييء نفسه ليكون في نفس مستوى نظرهم مثل نتنياهو. بيبي؟ عليه قبل ذلك أن ينهي مواجهته مع الرئيس اوباما قبل أن يفكر بمواجهة مع هرتسوغ. عندما يعود من واشنطن سيفحص الوضع. اذا كان سينتصر في الاستطلاعات فلن يأتي الى المواجهة، وبالعكس. في هذه الاثناء في اعلانه الغريب الذي قال فيه إنه يزن أن يأتي الى المواجهة، لكن "فقط بشرط أن تكون المواجهة مع تسيبي". وهكذا في النهاية فقد أثار ضجة اعلامية جديدة وأشغل نشرات الاخبار مساءً جديدا. لقد خرج بسلام مرة اخرى وفرض مرة اخرى البرنامج اليومي.