خبر : من الجرف الصامد الى حافة الهاوية ...عبد الرحمن شهاب

الإثنين 19 يناير 2015 07:06 م / بتوقيت القدس +2GMT
من الجرف الصامد الى حافة الهاوية ...عبد الرحمن شهاب



 
 
ربما كانت أحد الأسباب الدافعة لتسمية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صيف 2014 بـ "الجرف الصامد" هي الرغبة الشديدة للتوقف عند نهاية الجرف وبالضبط على حافة الهاوية، الا  أن صمود المقاومة من جهة ورغبة أصدقاء إسرائيل الشديدة لضرب المقاومة وإنهاكها حتى آخر جندي صهيوني كانا عاملين مهمين في تواصل الحرب وخروجها عن صمود الجرف وسقوطها الى الهاوية ودخولها مرغمةً الى حرب استنزاف مع المقاومة 
لكل انتخابات حربها أم لكل حربٍ انتخاباتها
لقد كتبنا في مركز أطلس قبل ثلاث أسابيع تقديراً للموقف الإسرائيلي بعنوان لكل انتخابات حربها وهذا يعود لمعرفتنا بهذا العدو الذي عودنا أن لكل انتخابات حربها تعمل على اعادة الموضوع الامني للحملات الانتخابية الامر الذي يخدم المتطرفين التواقين الى اصوات من المجتمع الجانح دوما نحو معاداة المحيط  ولكن هناك انتخابات قد تكون هي نتيجة الحرب تبدأ حملتها بسن السكاكين لسلخ من فشلوا في تحقيق اهداف الحرب
نتنياهو المعروف عنه بحذره الشديد وقرارته التي يعتمد في اتخاذها على نظرية العقلانية السياسية والذي يدرك جيداً ،  كما عبر اكثر من مرة في تصنيفه  للتهديدات التي تواجه اسرائيل، أن تهديد حزب الله يأتي في المرتبة الثانية  بعد ايران، يليه في المرتبة الثالثة الصراع الدائر في سوريا ، في حين يأتي تهديد قطاع غزة في المرتبة الرابعة. 
ربما يدور الأن في خلد نتنياهو ما دار سابقاً في خلد السيد حسن نصر الله أثناء حرب لبنان الثانية والذي صرح به عندما قال " لو كنت أعرف أن العدو الصهيوني مجنون لهذا الحد ولا عقلاني لما أقدمت على خطف الجنود". زعيم حزب الله  حسن نصر الله  كان يريد من عملية خطف الجنود  التي نفذها الحزب يومها أن تكون عملية نظيفة بالمعنى العسكري ولكن (لسوء الطالع) بالحسابات العسكرية،  قتل فيها ثمانية جنود إسرائيليين الأمر الذي لم يبقي أمام أولمرت خيار سوى القيام بعملية عسكرية واسعة تدحرجت الى ما سمي حرب لبنان الثانية . نتنياهو الذي يقف الأن في الطرف المقابل والذي أراد أن يوجه ضربة (نظيفة) بالمعنى العسكري الى حزب الله وسوريا أخطر تهديدين يمكن اللعب معهما في هذه المرحلة في أجواء الانتخابات،  وكما صرح " يوآف جالنت " قائد المنطقة الجنوبية سابقاً والذي انضم الى حزب "كولانو" الجديد بقيادة موشي كحلون،" أن نتنياهو أراد ان يدخل عنوةً الموضوع الأمني الى الحملة الانتخابية بعد أن طغى عليها الموضوع الاجتماعي والاقتصادي".  ولكن على حد تقديرنا لم يكن نتياهو يرغب أن تكون نتيجة هذه العملية بهذا الحجم موجعة الى حزب الله مثلما  لم يرغب حسن نصر الله عندما قام بخطف الجنود صيف 2006 ان  تكون النتائج حينها موجعة لأولمرت الى الحد الذي يستدعي ردا عسكرياً متناسباً . 
قد يكون الأمر في هذه المرحلة متشابها مع صيف 2006 إذا لم يتم السيطرة على الأوضاع على الحدود الشمالية لفلسطين والتي قد تكون عاقبتها حرب نهايتها انتخابات تودي بمستقبل نتنياهو السياسي  ويبدوا ان سوء الطالع نفسه يتكرر على الجبهة المقابلة ويتورط نتانياهو بمقتل جنرال ايراني التي تمثل التهديد الاول وقائد من حزب الله يمثل الذي يمثل التهديد الثاني والذي ينظر اليه بان لم بنفذ تهديده بالانتقام لمغنية الاب  وعلى ارض سوريا التي تمثل التهديد الثالث .
 
                                           رغبة واسعة للسيطرة 
ان التوقعات برد موجع من  حزب الله كما صرح العديد من قادة الحزب و حتى الرد المدروس والمحسوب والمسيطر عليه مثلما يتوقع كثيرون ،  قد يجر  منطقة الشام والعراق في دوامة عنفٍ جديدة تقلب الطاولة على رأس كل المخططين لمستقبل هذه المنطقة،  الأمر الذي ربما يدفع بعض الأطراف التي كانت تدير الفوضى بالوكالة من خلف الكواليس، قد يدفعها هذا الأمر الى الدخول علناً في تلك المواجهة : مثل إيران او روسيا أو حتى تركيا ليضمنوا أن تبقى تسير الأمور هناك لصالحهم .
هذا ربما ما لم يرغب به نتنياهو عندما قام بهذه الضربة لحزب الله ولسوريا وهذا أيضاً ما لا يرغب به حزب الله وهو يبحث الأن عن طريقة للرد على إسرائيل وكسب ماء الوجه متأملاً بعقلانية عدوه بأن تسمح له باستعادة كرامته .
مدير مركز اطلس للدراسات الاسرائيلية