خبر : انتبهوا .. إذا كسرت هيبة الأمن لن تعود ..مصطفى الصواف

السبت 17 يناير 2015 09:51 ص / بتوقيت القدس +2GMT
انتبهوا .. إذا كسرت هيبة الأمن لن تعود ..مصطفى الصواف



من يحاصر غزة مجرم، من يحرم الموظفين رواتبهم مجرم، من يرفض تحمل المسئولية عن القطاع مجرم، ومن يقوم بالتفجيرات في مختلف أماكنها مجرم، من يحاول إشاعة الفوضى وينشر الفلتان الأمني مجرم، من يعطل الاعمار بدعوى المعابر مجرم، من يتلذذ بمعاناة المهدمة بيوتهم ويقف متفرجا لا يحرك ساكنا مجرم، من يحول دون انتظام الكهرباء في قطاع غزة مجرم.

المجرمون كثر والجرائم لها أشكال وألوان مختلفة، والتصدي لها بات أمرا واجبا على الجميع وليس مقصورا على جهة بعينها وإن كانت المواجهة بنسب متفاوتة كل حسب إمكانياته ومكانته، لا يوجد احد معفى من المسئولية وأن يرمي بالأحمال على الغير ويقول تلك المقولة البائسة (وأنا مالي).

الأجهزة الأمنية تتصدر المسئولية في الجرائم التي تخصها، وهنا سأركز على التفجيرات التي وقعت ضد الصراف الآلي لبنك فلسطين أو تلك التي وقعت في المركز الثقافي الفرنسي، وهنا ارفض مقولة العاجز (القضية سجلت ضد مجهول) لأن كل جريمة يقف خلفها مجرم، هذا المجرم لا يوجد ما يمنع من إلقاء القبض عليه، أو إبقاء القضية مفتوحة والبحث مستمر مع تكثيف البحث في كل الاتجاهات لمعرفة الجناة مهما كان نوعهم أو انتماؤهم أو تركيبتهم النفسية أو العقدية أو الفكرية.

الأمن مسألة حياة أو موت، والموت لا يعني المواراة تحت التراب، فكم من حي هو ميت في خوفه وفقد أمنه، فالحياة في ظل الخوف والفلتان الأمني هي موت. ألم نردد هذه الكلمة كثيرا عندما يشعر احدنا بالخوف، أو نرى أي شخص خائف ونقول (ميت من الخوف)؟ لذلك لا حياة مع الخوف. ألم نردد كثيرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا) ، الأمن عنصر مهم في الحياة وإذا فقد الواحد منا أمنه فقد حياته المستقرة والطمأنينة وعاش حالة من التوتر والقلق.

هذه التفجيرات على ندرتها إلا أنها لا تقل آثارا من جرائم الاحتلال على نفسية المواطن الذي بات يشعر بأن أمنه الداخلي مهدد وهذا ربما يغيب عن منفذي هذه التفجيرات بأنهم يجرون القطاع الذي عاش سنوات سبع ينعم بالأمن العام ولازال ينعم به وإن تسربت لنفسه بعض المخاوف والقلق من هذه الأعمال غير المسئولة التي يمارسها البعض.

اختم وأقول كفوا عن العبث بالأمن ويكفي الناس أوضاعهم المعيشية وحالة الإذلال التي يعيشونها بعد العدوان، نتيجة المماطلة في الاعمار وتعطيله ونتيجة الحصار والبطالة وغيرها، فهل ستفقدوه مجرد الشعور بالأمن من خلال أعمال صبيانية لن تؤتي بنتائج على أي صعيد من الصعد، وعلى الأجهزة الأمنية ألا تتوانى عن كشف هذه الجرائم ومحاسبة فاعليها دون الاعتبار إلى أي أمر آخر لأن أمن المجتمع الأمن العام مقدم على أي مصالح شخصية أو غير شخصية، فلا تستهينوا بمثل هذه الأعمال تحت شعار (الأمور مسيطر عليها) من يصمت مرة سيجد نفسه يصمت كثيرا، وإذا كسرت الهيبة فمن الصعب عودتها مرة أخرى.