خبر : اليهود والتبرير المتواصل \ بقلم: دان مرغليت \ اسرائيل اليوم

السبت 10 يناير 2015 06:06 م / بتوقيت القدس +2GMT



في التراث اليهودي ترد قصة أن سارة كلما انزعجت من أي شيء فهي تتهم يعقوب وتخلق له المشاكل. وهكذا بالنسبة لاسرائيل والحادث المأساوي الذي جرى في باريس والذي يثبت بأن التاريخ يعيد نفسه، فاليهود فقط هم الذر يعة، والمبرر هو السكر والمخدرات من جانب القتلة. ومرة اخرى النازيون والاسلام السياسي يحاولون السيطرة على العالم واستعباد البشر وسحق كرامة الانسان وحريته.

يا للسخرية. بعض الفرنسيين يعتقدون أن داعش والقاعدة وباقي الأشرار هم الذين عملوا ضد المدرسة اليهودية في طولوز والمتحف في بلجيكا، وليس أحد غيرهم. إنه الاسلام المتطرف في مواجهة الثقافة الغربية والمسيحية والديمقراطية، وكما هو مفهوم اليهودية. صحيح أن بنيامين نتنياهو قد رد أمس وقال إنه مصر على النضال المشترك ضد مسممي الافكار الانسانية. ولكن شيئا لم ينتج عن هذا بسبب أنهم  سيجدون أنفسهم دائما شعوبا وحكومات في حالة من التضليل لأنفسهم لأنهم اذا ضحوا باليهود فسيصنعون السلام لشعوبهم. هكذا كان وهكذا هو الامر اليوم. ففي صبيحة المأساة الفظيعة في باريس سنجد من يقولون أنه لو لم يتواجد اليهود في بلادهم لما كان هذا التوتر مع المسلمين المتطرفين. وكل شيء بالطبع بسبب الاحتلال.

ويوجد حتى يهود يؤمنون بذلك. واليهود الاسرائيليون دخلوا أمس في أحاديث غاضبة اعتبرت الموقف الصهيوني الذي يثير اليهود في البلاد يُهيج على اليهود في اوروبا وفي العالم. ولا يفهم هؤلاء أنه في لحظة الازمة سيسير الاوروبيون ضدهم. إن لاسرائيل مصلحة واضحة في القضاء على الارهاب الاسلامي المتطرف، ولها مصلحة ايضا في التخفيف وتسهيل حياة الطوائف اليهودية التي اختارت الحياة في المنفى وليس في اسرائيل، ومثلهم ايضا اليهود من البلاد الذين يتعرضون للكثير من الضرر. ولكن وضع اليهود أفضل من وضع شعوب اخرى تستضيفهم، فلليهود وطن يمكنهم أن يهاجروا اليه أو حتى ينسحبون اليه، لكن لا يوجد للهولنديين والالمان والبلجيكيين والسويديين وطنا آخر يهربون اليه من أذرع موت داعش المتنامية في اوروبا.

إن قتلة القاعدة قد نجحوا في المعركة مع الارهاب، وإن جزءً من وسائل الاعلام الغربية يمتنع عن عرض الكاريكاتورات التي تصفهم على حقيقتهم، والتي كانت مبررا للهجوم القاتل هذا الاسبوع في فرنسا. فهل ستنجح وسائل الاعلام متعددة الالوان في البلاد أن تحل محل وسائل الاعلام الاوروبية وتنشر ما لم تنشره بهذا الخصوص؟.

*