خبر : الكشف عن الارهاب الدولي من خلال : البدلة الواقية لحزب الله \ بقلم: يورام شفايتزر وبنديتا بارتي

السبت 10 يناير 2015 06:03 م / بتوقيت القدس +2GMT




وفقا للتقارير الاخيرة الواردة من لبنان ووسائل الاعلام العالمية معا، فإن حزب الله كشف وقدم للقضاء عميلا يشغل درجة عالية مع اربعة من معاونيه، للاشتباه بأنهم عملوا لصالح اسرائيل . ووفقا لما ورد، فإن المشتبه بهم كانوا اعضاء في وحدة العمليات الخارجية التابعة للحزب المسماة (الوحدة 910)، ويعتبر محمد شواربة، المتهم الرئيسي في القضية والذي عمل في السابق مسؤولا عن طاقم الحماية الشخصية المكلف بحماية حسن نصر الله حيث عمل كنائب لقائد الوحدة.
ويفترض ان مصدر المعلومات لوسائل الاعلام بالكشف عن المشتبه بهم جاء من داخل حزب الله وليس من مصدر رسمي للمنظمة، وينضم هذا التطور الاخير الى سلسلة من "فضائح التجسس" التي كشفتها اجهزة امن المنظمة. حيث اولى الحزب منذ سنوات اهتمامه بالامن الوقائي، لمكافحة التجسس ومن اجل كشف العملاء المحتملين من الاجانب.
في بداية العام 2000، وكجزء من الدعم الشامل الذي تلقاه من ايران، انشأ الحزب وحدة "للمخابرات الوقائية" حيث تلقى مساعدات لذلك من افراد الحرس الثوري الايراني المتواجدين في لبنان. بهدف البحث والكشف عن متسللين محتملين ولمنع تسرب المعلومات .
وبالمثل، فأحد العبر التي تم استخلاصها من الحرب ضد اسرائيل في العام 2006، كان يستوجب الاستثمار في شبكات الاستخبارات والحماية في المنظمة. وهذا ايضا بمساعدة من طهران، من اجل تقليص حجم الاضرار في المنظمة من خلال الكشف عن المتسللين الى صفوفها. ومن ذلك الحين تركزت الجهود على المخابرات الوقائية لحزب الله بإدارة معركة هجومية لكشف وإعتقال العملاء المحتملين والعملاء المزدوجين في لبنان بشكل عام وفي داخل المنظمة بشكل خاص.
ومن احد الاحداث البارزة في الماضي، الى جانب الكشف عن شبكات تجسس خاصة لصالح اسرائيل، كان الكشف - في حزيران وتشرين ثاني من العام 2011 – عن مجموعة من اعضاء الحزب الذين كانوا متورطين بالتجسس لصالح وكالة المخلبرات الاميركية. حيث كان لهذه الحادثة تأثير كبير على حزب الله، الذي اعترف للمرة الاولى، ان وكلاء اخترقوا صفوفه، الامر الذي مس بسمعته بأنه محصن وغير قابل للاختراق من دخل صفوفه.
وعلى الرغم من الحديث لا يدور عن حدث غير مسبوق، فإن اعتقال وكيل وصل الى درجات عملياتيه عالية داخل الحزب،كشف ايضا بشكل اكبر عن الاضرار التي لحقت بالحزب من خارجه، على الرغم من الصورة المزروعة بأنه حزب محصن ومتماسك. وبالاضافة الى ذلك، فإن لهذا التطور تأثير كبير على المستوي العملياتي للحزب.
في اعقاب عملية الاغتيال التي قامت بها اسرائيل في دمشق في العام 2008 ضد احد العناصر الهامة والكبيرة في جهاز عمليات الحزب، صرح نصر الله امين عام الحزب عن التزامه بالنتقام لموت عماد مغنية. وهو التصريح الذي اعقبه سلسلة من العمليات ضد ممثلين، مؤسسات ومواطنين اسرائيليين في الخارج، والتي فشلت او احبطت.
على ضوء الموقع الرئيسي الذي شغله العميل شواربه، في جهاز العمليات للمنظمة، من الممكن الافتراض ان تعاونه مع اسرائيل ساهم في الاحباط من هجمات حزب الله، من أذربيجان ةتركيا ولغاية قبرص، تايلند ومؤخرا في البيرو، بالاضافة الى جمع معلومات عن قيادة المنظمة.
النجاح الوحيد الذي حققه حزب الله انتقاما لمغنية كان الهجوم على السياح الاسرائيليين في مطار بورغاس البلغاري في العام 2012، والذي اسفر عن مقتل 6 مدنيين، 5 من السياح الاسرائيليين ومواطن بلغاري. وفقا للتقارير، في هذا الهجوم، الذي ساهم الى حد بعيد في قرار المجتمع الاروبي لوضع الجناح العسكري لحزب الله على قائمة الارهاب، والتركيز ليس فقط لامخابرات الوقائية بل بالامن الداخلي.
بالاضافة الى ذلك، الاعتبارات والاسباب الامنية لحزب الله مازالت مستمرة بالتأثرمن مسألة الردع التي زادت اهميتها في اعقاب الحرب ضد اسرائيل في العام 2006. ومنذ بداية الحرب الاهلية في سوريا، تحول الجهد للحفاظ على الوضع القائم الى مسأله صعبة جدا، حيث يحارب حزب الله على جبهتين متناقضتين: فمن جهة – الحاجة لاثبات قوته واصراره وللتأكيد مجددا على قواعد اللعبة في مواجهة اسرائيل، وبشكل خاص في اعقاب ما قامت به اسرائيل في لبنان وسوريا ضد قوافل السلاح الذي كان في طريقه الى حزب الله في لبنان. ومن جهة اخرى- الرغبة، التي ما زالت قائمة، بمنع التصعيد وفتح جبهة كاملة اضافية ضد اسرائيل. على هذه الخلفية، وفي الاشهر الاخيره، اخذت المنظمة على عاتقها المسؤولية عن عدة عمليات صغيرة الحجم نسبيا والتي تمت في مزارع شبعا (هار دوف) وفي هضبة الجولان.
على ضوء الصعوبات المعقدة التي تواجه حزب الله، الكشف على ما يبدو انه إحباط لعملية تجسس، سيتم التلويح بها كنصر عملياتي لحزب الله. الا ان الكشف عن متسليين رفيعي الدرجة، سيمكن الحزب من إظهار قوته وفعاليته العملياتية، وتقويض شبكة جمع المعلومات الاسرائيلية، من المفترض ان يكون تشغيل احد المسؤولين الكبار واربعة من مساعديه قد ساهم بنجاح في إحباط الهجمات، التي تم التخطيط لها من قبل حزب الله في الخارج. لذا، فإن الكشف بالتأكيد سوف يلحق الضرر في الشبكة التي تديرها اسرائيل ضد منظمة الارهاب الشيعية. ففقدان هذا الكنز الكبير سوف يجعل الامور اكثر صعوبة على اسرائيل في نجاحها في المستقبل لاحباط الاعمال الارهابية ضد اهدافها في الخارج.
ان الهجمات المتواصلة انتقاما لموت مغنية تعزز الحاجة لدى اسرائيل للتعاون الدولي في ملاحقة نشاطات المنظمة في الخارج. واضافة الى ذلك، وفإنه على ضوء حقيقة طرق عمل حزب الله في الماضي، والتي شملت الامتناع عن الاعلان عن مسؤولية المنظمة عن الاعمال في الدول الاجنبية، وغياب مصادر المعلومات الداخلية من شأنه ان يصعب الجهود لكشف حزب الله كعنصر ارهاب دولي.