خبر : نتنياهو يبقى نتنياهو : سحر بيبي الاخير \ بقلم: باروخ ليشم \ يديعوت

الأربعاء 03 ديسمبر 2014 01:07 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          كل من يحب عروض السحر يعرف المناورة الشهيرة. فالجمهور ينظر الى يدي الساحر الخبيثتين وهو يوشك على سحب الارنب من قبعته. يعرف أنه يوشك على ان يخدع. ويركز انتباهه كي يفهم كيف يتم هذا. وفي الثانية الاخيرة تصرف انتباهه معاونة الساحر ذات الملابس القليلة أو سحابة دخان تصعد في طرف المسرح. ويأتي الارنب من الزاوية بينما المشاهدون الذين يتفاجأون مرة اخرى يهتفون حماسة.

 

          لقد كان قانون القومية عمليا مناورة صرف انتباه قام بها كبير السحرة في تاريخ الشعب اليهودي. فنتنياهو لن ينجح في أن يجيزه بصيغته الحالية، ولكننا كلنا نسينا ما شغل بالنا حقا في الفترة الاخيرة: تعاظم الارهاب، تخفيض مستوى التصنيف الائتماني لاسرائيل والارتفاع في البطالة. ويضطر مواطنو اسرائيل الى حل اللغز الدراماتيكي: هل نحن دولة يهودية وديمقراطية أم ربما العكس – ديمقراطية ويهودية؟

 

          وقنبلة الدخان الموسمية هذه بالذات بددت، على نحو عجيب، ضباب الواقع السياسي عندنا. نتنياهو، بسحره السابق، نجح في اقناعنا بانه حقا شكل حكومة حقيقية. فها هو داني دانون، رجل بلاد اسرائيل الكاملة، في ائتلاف واحد مع تسيبي لفني، امرأة اسرائيل المقسمة. فكيف يتدبر هذا؟ مع بعض مسحوق السحر كلي القدرة. نتنياهو يخطب عن حل الدولتين ويصعد بالتوازي البناء في المناطق.

 

          سؤال جيد هو كيف دخل الاثنان مسبقا في ائتلاف مشترك مع نتنياهو. بحث سيع في غوغل كان سيبين لهما بان كل حكومة أقامها تفككت بسبب عدم الايفاء بوعوده لشركائه السياسيين. حكومة نتنياهو الاولى (1996 – 1999) سقطت بعد أن هجرتها كتلة غيشر لدافيد ليفي، اما اسرائيل بعليا، الطريق الثالث، شاس ويهدوت هتوراة فقد رفضت تأييد الميزانية بسبب خرق نتنياهو لتعهداته.

 

          في حكومة نتنياهو الثانية (2009 – 2013) شارك ايضا حزب العمل وجاء في الاتفاق الائتلافي بان "الحكومة ستعمل على دفع المسيرة السياسية الى الامام وستعمل على تقدم السلام مع جيراننا". وترك حزب العمل بمعظمه الحكومة بعد أن علقت المفاوضات السياسية، باستثناء ايهود باراك وأربعة نواب آخرين. وقد اختفت الاثار السياسية لاولئك منذئذ. شاؤول موفاز هو الاخر، رئيس كديما، انضم الى ذات الحكومة مع وعد بتغيير طريقة النظام وتجنيد الاصوليين. وقد فر منها بعد شهرين ونصف عندما تبين له بان نتنياهو بقي نتنياهو.

 

          وتثبت المفاوضات التي أدارها نتنياهو مع الاصوليين بان ضم لبيد ولفني الى حكومته الثانية كان ذرا للرماد في عيون الجمهور. فالحديث يدور عن فكر معاكس جوهريا، مما يدل على ان دافع نتنياهو الوحيد هو تحطيم الرقم القياسي لبن غوريون في عدد سني تولي المنصب، دون ان يفعل شيئا. وكان لاعب كرة القدس نيسي حطم الرقم القياسي في الدوري الاسباني بفضل عدد الاهداف الاكثر التي سجلها. ويخطط نتنياهو لتحطيم الرقم القياسي الاسرائيلي دون أن يسجل حتى ولا هدف واحد.

 

          حسنا، نتنياهو هو ساحر مع شهادات. اذا ما كف عن الخداع فقد يفقد مصداقيته. ولكن ماذا كان تفسير لبيد ولفني ليواصلا كونهما هامشين للساحر رئيس الوزراء حتى يوم أمس؟ ماذا كان ينبغي ان يحصل كي يكفا عن التعاون في حفلة التنكر هذه حتى اللحظة الاخيرة. ففي لقاء لبيد مع نتنياهو أول امس تبين للبيد نهائيا بانه لا توجد أي قيمة لاي اتفاق مع نتنياهو.

 

          ان قرار نتنياهو اقالة لفني ولبيد اعفاهما من المعضلة. عليهما أن ينضما الى جبهة مشتركة مع هرتسوغ كي يشكلوا بديلا ويجعلوا الحكومة الحالية السحر الاخير لبيبي.