خبر : العنوان لا يعمل \ بقلم: ناحوم برنياع \ يديعوت

الأحد 30 نوفمبر 2014 05:01 م / بتوقيت القدس +2GMT



          الازمة الحكومية لم تقلق حتى اليوم اغلبية الاسرائيليين. يوجد اقتراح قانون تم تأجيله، نعم قومية، لا قومية، وهذا لا يهم أي أحد. ليلعب السياسيون لعبتهم، ونحن سنستمر في حياتنا.

          لم يتأثروا ايضا عندما أعلن رئيس الائتلاف زئيف الكين بأن قانون الميزانية لن تتم المصادقة عليه في الكنيست حتى 31 كانون الاول، الحكومة لا تستطيع العمل إلا في الاطار الذي تقدمه ميزانية السنة الحالية. يُقسمون الميزانية الى 12 ويزودون الوزارات الحكومية بالاموال حسب البنود الموجودة في الميزانية الحالية، ليس أكثر ولا أقل.

          تسلمت وزارة الدفاع في ميزانية 2014، 51 مليار شيكل، وطلبت اضافة 6 ملايين شيكل الى ميزانية 2015، وحصلت عليها. ايضا 57 مليار غير كافية، كما يقول وزير الدفاع، ورئيس الحكومة يوافقه الرأي.

          ستضطر وزارة الدفاع في 1 كانون الثاني الى أن تتعايش مع 51 مليار مقسمة على 12 شهريا. وهذا أمر لا يستطيع الجيش الاسرائيلي الصمود به – وعلى ذلك توافق ايضا وزارة المالية. الامر الذي لا يعني فقط الغاء الطلعات الجوية والتدريبات وانما يعني ضررا كبيرا للجاهزية وللامن. وجوقة الجيش سترافق رئيس الاركان الجديد حتى مكتبه، وسيسمع موسيقى "غدا" لنعومي شيمر. لكن الجيش الاسرائيلي سيبقى في الخلف، سيبقى في الأمس.

          جميع اضافات الميزانية التي استطاع لبيد تحقيقها للوزارات الاجتماعية، للتربية والرفاه وللصحة، جميع الاصلاحات التي وافقت عليها الحكومة ستجمد. وقد يكون هناك محللون اقتصاديون يشمتون بالمنظمات الاجتماعية، ولكن في وزارة المالية سيستصعبون مواجهة النتائج.

          إن كلام نتنياهو الصعب ضد لبيد ولفني في الاسبوع الماضي قد أزال الشكوك، عند لبيد على الأقل، حول وجهة رئيس الحكومة. في الانتخابات مثلما في الانتخابات: لبيد يهاجم نتنياهو الآن بكل قوته الكلامية. وحسب قناعته فان هجوم نتنياهو قد خفف عنه مرتين: مرة عندما أخذ على عاتقه مسؤولية انهيار الحكومة، ومرة اخرى عندما قام بتصوير لبيد على أنه عدوه الاكبر.

          قانون القومية ليس سببا للازمة، فهو العارض، يمكن أن تكون الازمة بدأت في احدى الليالي قبل سنتين إلا شهرين، عندما انتهت عملية فرز الاصوات في الانتخابات للكنيست التاسعة عشرة. نتنياهو، على الرغم من الضربة التي تلقاها في صناديق الاقتراع، نجح في تشكيل الحكومة. وفي حكومته الجديدة كانا محاطا بالسياسيين الشباب الطموحين الذين طلبوا ويطلبون وراثته. ليست هذه الحكومة التي رغب بها.

          ويمكن أيضا أن تكون الازمة قد بدأت بالفشل الشخصي الذي مني به نتنياهو في الاشهر الاخيرة، بدءً من صراعه ضد روبي ريفلين، مرشح حزبه للرئاسة، وانتهاءً بوقوف معظم اعضاء الكنيست ضده في التصويت. لقد مل نتنياهو من شركائه ومن شروط اللعبة، ودخل فيما يشبه الاكتئاب.

          منذ مدة ليست بعيدة استقبل نتنياهو عائلة معينة، في اطار مراسم سنوية على كل رئيس حكومة القيام بها. وفي سنوات سابقة حاول أن يكون مؤدبا ويقول ما يتوقعون قوله، لكنه في هذه المرة كان مختلفا.

          "دخلت الى غرفة مظلمة"، قال أحد أبناء العائلة، "بدا نتنياهو متكدرا. أشار الى خريطة الشرق الاوسط وبدأ يتحدث عن وضع الدولة السيء في وجه ايران والتطورات المرتبطة باتساع الاسلام المتطرف في العالم العربي، وفي وجه ما يخطط له الفلسطينيون. كان هذا مرعبا".

          يوجد وزراء مقتنعون أن هذا مجرد تمثيلية: نتنياهو يعمل حسب خطة مرتبة ستؤدي به الى الفترة الانتخابية الرابعة. وهناك وزراء مقتنعون أنه كف عن العمل. الجدل حول ميزانية الأمن مثلا موجود على طاولته منذ اسابيع. وهو لم يقرر بعد. الهستدروت تهدد باضراب عام في يوم الاحد القادم. وهو لا يتدخل. بل ولا يتصل هاتفيا.

          ايضا تعيين آيزنكوت لرئاسة الاركان، فقد انتظر هذا التعيين على مكتبه وقد أجّل وأجّل القرار. لم تكن هنا على ما يبدو مؤامرة كبيرة – فقط شلل في قدرة اتخاذ القرار. أول أمس، يوم الجمعة، شاهد الخازوق في الصحف، وفهم أنه سيتلقى خازوقا مشابها في محطات التلفاز التي ليست تحت إمرته. فأخرج بيانا في يوم السبت يعد فيه أنه سيصدر بيانا عند خروج السبت. وهكذا زف البشرى للاسرائيليين بتعيين رئيس الاركان.

          اليوم يفترض أن تخرج للنور وجهة نظر نتنياهو حول قانون القومية لتحل محل اقتراحين آخرين وتكون أكثر اعتدالا. يمكن تجاوز ازمة قانون القومية، ولكن الاحساس هو أن الجميع قد تأخر عن موعده، وقطار الانتخابات خرج من المحطة.

          بعيدا عن كل هذه الامور الصعبة، هناك عدة كلمات حسنة حول رئيس الاركان الجديد. هو انسان حكيم، متعمق، ومن المتوقع أن ينجح في لجنة تيركل بدون صعوبة وايضا محكمة العدل العليا. وبقي لغزا واحدا هو: كيف أن اسرائيلي، ولد والده في مراكش ووالدته في كازبلانكا، يحمل الاسم البولوني آيزنكوت؟.

          هذا السؤال لم اسأله أنا فقط – بل أبناء آيزنكوت ايضا، والجواب الذي تلقوه من والدهم كان: لا أعرف. يمكن أن اسم العائلة كان مختلفا في الأصل بعض الشيء، وقام شخص ما بجعله اشكنازيا. وفي جميع الاحوال هذا التعيين ممتاز.