خبر : ماذا يريد نتنياهو ؟ \ بقلم: يوسي فيرتر \ هآرتس

الإثنين 17 نوفمبر 2014 08:43 م / بتوقيت القدس +2GMT



       السؤال الوحيد الذي سيحسم مصير الساحة السياسية في الايام القريبة القادمة هو: هل لا يزال نتنياهو معنيا بوجود حكومته، الحكومة التي ملها حتى قبل ان تقوم، وبقوة اكبر بعد ذلك، ام أن وجهته نحو حكومة اخرى تبنى بفخار على الليكود، البيت اليهودي والاصوليين.

          أمس، أبدى تصلبا بارزا. وأول أمس استدعى اليه الاصوليين كي يطلق الى العالم اشارة شفافة ليقول ان لديه خيارات. اذا كان يسعى الى التفجير حقا أم فقط يستمتع باستعراض العضلات كي يحقق نقاط استحقاق في اليمين ويدحر وزير المالية الى الزاوية، هو وحده يعرف.

          الشطر الاخر من المعادلة، يئير لبيد، غير معني بانتخابات ليس له فيها الا ما يخسره. وقد أوضح ذلك امس في المقابلات في وسائل الاعلام. وفي ذات النفس واصل التمترس في مواقفه، وترك هامشا ضيقا جدا للحل الوسط حول مواضيع الميزانية. بحيث أن كل شيء كما أسلفنا منوط به.

          أفيغدور ليبرمان، مثلا، مقتنع منذ زمن ما بان رئيس الوزراء حسم أمره لتفكيك هذه الرزمة الفاسدة. وانه متفق تماما مع الاصوليين بان تجرى الانتخابات في ربيع 2015. كما أن هذا هو السبب الذي جعل رئيس اسرائيل بيتنا يحذر اعضاء كتلته من التخطيط لاجازات التزلج في الشتاء القريب القادم. وليبرمان بالذات هو السياسي الوحيد في المحيط الذي بوسعه أن يفكك القنبلة المتكتكة نحو الانتخابات القريبة. كما أن ليس له مصلحة في ان يلتقي بقرار الناخب في المدى المنظور وهو خبير بما يكفي كي يتوسط ويهدىء ويسكت الخواطر. فهو يحظى بثقة اثنين من الصقور: لبيد وتسيبي لفني، التي فتحت امس جبهة من جهتها امام الليكود، على خلفية قانون القومية. ولكن ليس مؤكدا أن نتنياهو قادر على ان يعتمد على الحليف الذي  اصبح خصما مريرا، وكما أسلفنا، ليس واضحا انه يريد على الاطلاق. أمس، كان يبدو أن قطار الائتلاف يندفع بكامل سرعته نحو حافة الهاوية.

          ما قيل أمس عن الاطراف المتقاتلة يذكر قليلا بالتقديرات والتحليلات في الايام التي سبقت حملة "الجرف الصامد": ان العدوين غير معنيين بالتصعيد. ولكليهما رغبة مشتركة "في احتواء المواجهة" وهما مسؤولان بما يكفي كي يديرا أزمة منضبطة. فكيف انتهى هذا، فكلنا نتذكر.

          على شيء واحد لا خلاف، وهو ايضا ينخرط جيدا في المثال الامني: كل من يشارك في جنون المنظومات الائتلافي الذي نشهده في الايام الاخيرة يكرهون الواحد الاخر – لفني تكره نتنياهو وبينيت، والعكس، لبيد يكره نتنياهو، والعكس – مثلما يكرهون التعايش الذي فرض عليهم. الاخ الى جانب أخته، والعكس.

          يبدو ان كل ما يهمهم في هذا الوقت هو عقد الافخاخ الواحد للاخر، والنبش كل بكرامة الاخر، وعرض الخصم – الشريك كصوص غير مسؤول، كعنيد، كرافض. فمن يحتاج معارضة عندما يكون هناك مثل هذا الائتلاف؟ فمن اجل ماذا نحتاج مثلا، فجأة اليوم، لـ "قانون القومية" الذي يعرف دولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي. اذا كان هناك شكوك لدى أحد في ذلك، فهي تنبع فقط من المداولات والمشادات حول صيغة ذاك القانون الزائد.

          السبب الوحيد الذي يجعل نتنياهو يصر جدا على سن القانون هو حملة الانتخابات المقتربة. هذا قانون انتخابات، ليس أكثر. وهذا هو السبب الذي يجعل لفني تحطم كل الاواني في مساعيها لعرقلة الخطوة.

          ومن الجهة الاخرى، لماذا يريد نتنياهو أن يدفن الاصلاح في الجهاز الصحي الذي أعدته ياعيل غيرمان؟ لانها من يوجد مستقبل، ولان لبيد يريد اصلاحا في الصندوق القومي وقانون ضريبة القيمة المضافة صفر الذي يرى فيه نتنياهو مصيبة، وغيره هنا وهناك. ولدى لبيد يوجد هوسه الذي يعبر عن نفسه بصفر استعداد من جهته للمساومة على اجراءات اقرار الميزانية. إذن فإما أن يكون لبيد يقدر بان بيبي جبان وسيتراجع، أو أن بيبي مقتنع بان لبيد هو "الدجاجة" (وإن لم تكن مضاف اليها النعت الذي أرفقه مستشارو اوباما) وهو الذي سيكون من سيتراجع، او ان كليهما مخطآن ودولة اسرائيل ستسير الى انتخابات زائدة، بعد سنتين من الانتخابات السابقة.