خبر : الارهاب الاسلامي ليس "ذئابا منفردة" \ بقلم: يورام أتينغر \ اسرائيل اليوم

الإثنين 17 نوفمبر 2014 08:42 م / بتوقيت القدس +2GMT



       الارهاب بين المسلمين يسود الشارع العربي منذ ظهور الاسلام في القرن السابع. وهو موجه من انعدام التسامح العنيف ومن التطرف الديني، السياسي، القبلي والاثني، دون صلة بالقضية الفلسطينية، باقامة اسرائيل، بالمستوطنات او بالحرم.

          وعليه، ففي ضوء وحشية الارهاب الاسلامي تجاه المسلمين – فما الذي يمكن ان يتوقعه "الكافر" المسيحي، البوذي، الهندي واليهودي في الشرق الاوسط، في آسيا، في أفريقيا، في اوروبا، في استراليا وفي الولايات المتحدة؟ الارهابي المسلم بشكل عام، والفلسطيني بشكل عام، ليس "ذئبا منفردا" مثلما درج الكثيرون على عرضه في أعقاب العمليات الاخيرة (الطعن والدهس)، بل نتيجة فرعة لـ 1.400 سنة من الايديولوجيا المتزمتة، المدعومة بمنهاجية وبطغيان ببنية تحتية تعليمية – من روضة الاطفال، عبر المدرسة وحركة الشبيبة وحتى الجامعة – دينيا واعلاميا. الارهابي المسلم، ليس، في معظم الحالات شخصا يوجهه الغضب الاقتصادي او الاجتماعي، بل توجهه كراهية الاخر ويرى في حرية الدين، التعبير والتنظيم – ولا سيما في المساواة بين الرجل والمرأة – تهديدا واضحا وفوريا بل وتدنيسا للقدسية. فالغضب الاقتصادي، الاجتماعي والسياسي في العالم غير الاسلامي لا يؤدي بشكل عام الى الارهاب. الارهابي المسلم مقتنع بان عمله سيمنحه مكانة الشهيد ويضحي بحياته من أجل الاسلام، في ظل تحقيق فريضة الجهاد ضد "الكافر"، وسينال 72 حورية في الجنة. اما الشهيدة بالمناسبة، فلا تنال الا رجلا واحدا. خط الانتاج الاكثر نجاعة للشهداء أسسه محمود عباس (ابو مازن) برعاية اتفاق اوسلو 1993 عندما أقام جهاز التعليم الفلسطيني. فمثلا، في كتاب "لغتنا الجميلة" للصف السابع، المجلد 2، صفحة 11 – 13، 68: "نزرع أرض فلسطين هياكل وجماجم (الشهداء) ونلونها بالدم... هم يريدون حبسي، ولكني اقول لهم: شهيدا، شهيدا، شهيدا...". وخريجو جهاز التعليم هذا هم ارهابيون محتملون، خلافا لمقاتلي الحرية – يمسون بمنهاجية وعن قصد بالمدنيين وغير المقاتلين، لتقويض ثقة بالمواطن بالسلطات وتحقيق تنازلات كبيرة بالخوف.

          ان القيم التي يغرسها محمود عباس تعبر بأمانة عن فكره، خلافا لحلو لسانه وازدواجية هذا اللسان التي تميز محادثاته مع الاسرائيليين والغربيين. وكذا هي المنح الشهرية لعائلات الارهابيين وتسمية الشوارع، الميادين والمخيمات الصيفية والمناسبات الرياضية باسماء الشهداء.

          يتطلع الارهاب الفلسطيني بتصفية الكيان اليهودي لا تقليص حجمه، مثلما هو واضح من موجات الارهاب قبل قيام الدولة وقبل أن يقوم الحكم اليهودي في المناطق ورغم التنازلات الدراماتيكية التي قدمتها اسرائيل: جلب م.ت.ف من تونس الى رام الله، الانسحاب من 40 في المئة من المناطق ومن كل غزة، اقتلاع مستوطنات غزة والاستعداد للانسحاب الى خطوط 67.

          الحرب ضد الارهاب الفلسطيني تضرر من التركيز على الاعراض وليس على جذور المشكلة، على بعوض الارهاب وليس على تجفيف مستنقع التعليم للارهاب؛ من مظاهر التفهم لاستخدام الارهاب، من الضغط للتنازلات لمثيري الارهاب ومن التطلع للحوار مع الارهاب بدلا من ابادته؛ من تجاهل جوهر محمود عباس؛ من المساعدة المالية لمحمود عباس الذي لم يقلص الارهاب وخرق الاتفاقات ومول التعليم للكراهية. ان التركيز على تجفيف مستنقع التعليم للكراهية، كشرط لكل اتصال مع السلطة الفلسطينية سيوضح لمحمود عباس بان التعليم للكراهية من جهة، والتعايش بسلام واحترام الاتفاقات من جهة اخرى، هي الامر ونقيضه.