خبر : ليبيا: انفجار سيارتين مفخختين قرب سفارتي مصر والإمارات المغلقتين في العاصمة طرابلس

الجمعة 14 نوفمبر 2014 10:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ليبيا: انفجار سيارتين مفخختين قرب سفارتي مصر والإمارات المغلقتين في العاصمة طرابلس



طرابلس- أ.ف.ب: انفجرت سيارتان مفخختان بالقرب من سفارتي مصر والإمارات العربية المتحدة المغلقتين امس في طرابلس التي يسيطر عليها مسلحون في ظل موجة من اعمال العنف المستمرة في ليبيا منذ الاطاحة بنظام معمر القذافي في 2011.
واعلنت وكالة الانباء الليبية الرسمية (لانا) ان اثنين من حراس السفارة المصرية اصيبا بجروح طفيفة، بينما قال مسؤول في جهاز الأمن الدبلوماسي الليبي إن اثنين من عناصر الجهاز أصيبا في الانفجارين.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس ان السيارة المفخخة كانت مركونة في موقف قريب من سفارة مصر في حي الضهرة (شمال) موضحاً ان الانفجار أدى الى تحطم زجاج المبنى والحق أضرارا بالسيارات المتوقفة بالقرب منه.
وبعد دقائق انفجرت سيارة مفخخة ثانية امام سفارة الامارات العربية المتحدة في حي قرقارش في طرابلس، كما اضافت الوكالة الليبية الرسمية التي اوضحت ان التفجير لم يسفر عن اصابات.
لكن في الامارات، قال مسؤول طلب عدم كشف هويته ان سفارة بلاده في طرابلس استهدفت "بانفجار كبير" في وقت مبكر من صباح الخميس، مشيرا الى ان ثلاثة اشخاص غير اماراتيين يتولون الأمن، جرحوا في الخارج.
وسفارة مصر في طرابلس مغلقة منذ شباط بينما اغلقت سفارة الامارات في ايار.
وفي أول رد فعل رسمي، دانت مصر "بكل قوة" التفجير الذي وصفته بانه "انتهاك سافر للقوانين والأعراف الدولية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي في بيان صحفي ان التفجير "يمثل انتهاكا سافرا للقوانين والأعراف الدولية وحرمة مقار البعثات الدبلوماسية ويسيء للعلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع بين مصر وليبيا وشعبيهما الشقيقين".
كما دان عبد العاطي في الوقت ذاته "بأشد العبارات" سلسلة التفجيرات الأخيرة التي استهدفت سفارات أخرى ومنشآت ليبية عامة "سواء في طرابلس أو طبرق أو البيضاء" على مدار اليومين الماضيين.
وحملت الامارات الميليشيات الاسلامية التي تسيطر على طرابلس مسؤولية التفجير "الإرهابي" الذي استهدف سفارتها في العاصمة الليبية.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية ان "هذا التفجير الإرهابي يقتضي من الجميع العمل الحاسم والسريع للقضاء على هذه الممارسات الإرهابية الإجرامية التي تستنكرها المجتمعات الدولية".
وحمل الشيخ عبدالله "الجماعات المسلحة والتي تشمل أنصار الشريعة وفجر ليبيا المسؤولية الجنائية والقانونية لهذا العمل الإرهابي".
وأكد الوزير الإماراتي دعم بلاده "كافة الجهود الرامية لدعم الشرعية المتمثلة في مجلس النواب المنتخب والحكومة الليبية الممثلة في رئيسها عبدالله الثني ولمساندة السلطات الليبية في تحقيق تطلعاتها نحو الاستقرار والازدهار".
وتمنى ان "تتلاشى مظاهر العنف والقوة واستعمال السلاح وأن يسود السلام والأمان والاستقرار".
ويسيطر تحالف من الميليشيات ومعظمها اسلامية تحمل اسم فجر ليبيا منذ نهاية آب على طرابلس وجزء كبير من غرب ليبيا بعدما طرد خصومه على اثر معارك طاحنة. وفر البرلمان والحكومة المعترف بهما دوليا من العاصمة الى شرق البلاد.
وكان تحالف فجر ليبيا اتهم الإمارات ومصر المعاديتين للإسلاميين، بشن غارات جوية في آب على قواته التي كانت تخوض معركة حينذاك للسيطرة على طرابلس.
وأكدت الولايات المحتدة الغارات التي رأت الدول الغربية انها تساهم في تأجيج التوتر في ليبيا الغارقة في الفوضى. ونفت مصر "اي تورط مباشر" في هذه العملية بينما التزمت الإمارات الصمت حول مشاركتها في الغارات.
ورأى مسؤول اماراتي امس ان الانفجارين اللذين استهدفا الخميس سفارتي الإمارات ومصر يؤكدان انتشار "حالة الفوضى" محذرا من عواقب استمرار سيطرة الميليشيات الإسلامية على العاصمة الليبية.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس ان "الوضع المضطرب الذي نشهده سيذهب الى الى مزيد من التدهور اذا ما استمرت الميليشيات المتطرفة بالسيطرة على العاصمة الليبية".
واعتبر المسؤول الإماراتي ان هذا التطور في ليبيا يظهر "ضرورة التوصل الى حل سياسي يدعم المؤسسات الشرعية في ليبيا لاسيما البرلمان" المعترف به من قبل المجتمع الدولي.
وانتقلت الحكومة والبرلمان المعترف بهما دوليا من طرابلس الى مناطق في الشرق.
وقال مسؤول جهاز الأمن الدبلوماسي الليبي الذي طلب عدم ذكر اسمه إن الجهاز بدأ مع الجهات ذات العلاقة في التحقيقات الأولية لمعرفة ملابسات الحادثين والجهات التي تقف خلفهما، موضحا ان أجهزة الأمن باشرت جمع أقوال شهود العيان وتقوم بمراجعة أشرطة الفيديو التي سجلتها كاميرات المراقبة الموضوعة على مقري السفارتين.
وأضاف إن "هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها سفارات هذين البلدين الشقيقين نظرا للاتهام الدائم والمتواصل بدعم هذين البلدين لقوات اللواء المتقاعد من الجيش الليبي خليفة حفتر" الذي يخوض حربا ضد المليشيات الإسلامية.
وأشار إلى أن مجموعات الثوار المسلحين يتهمون مصر والإمارات بتزويد قوات حفتر بالعتاد والأسلحة والمشاركة في القتال بمقاتلات بعيدة المدى قالوا إنها أغارت على مواقع لهم في أماكن متفرقة من غرب وشرق ليبيا.
لكن هذين البلدين إضافة إلى قوات حفتر والسلطات الليبية نفوا جميعا هذه التهم.