خبر : اضطرابات الحرم: تحذير محظور تفويته \ بقلم: دوف كلمنوفيتش \ اسرائيل اليوم

الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 03:04 م / بتوقيت القدس +2GMT



 

          حكمة السياسي، الحزبي وكل زعيم للجماهير وقائد طريق هي أن نشخص السياقات أو الاحداث والتصدي لها قبل تدهورها. اليوم، صحيح الامر بالنسبة للانتفاضة الثالثة التي تعتور في القدس. فالعرب يسمونها "انتفاضة ابو خضير" على أسم الفتى العربي الذي اختطف وقتل. الاحداث الاخيرة في القدس هي نتيجة مسيرة تتقدم وتنضج منذئذ. بداية اندلعت الاضطرابات، واغلقت الطرق، وتعطل القطار الخفيف، واصبحت احياء شمالي القدس خارج نطاق السيطرة الاقليمية من ناحية صاحب السيادة الاسرائيلي. وفي الوسط العربي الاسرائيلي في المثلث ايضا وقعت مظاهرات وأعمال شغب في موعد قريب من عملية القتل.

          هذه هجمة فلسطينية متداخلة، مخططة ومتعددة المنظومات، وجدت تعبيرها في ساحات مختلفة ومن اشخاص مختلفين، في الامم المتحدة وفي الاروقة الدبلوماسية العالمية، في وسائل الاعلام وفي السياسة الاجتماعية. دعوة أبو مازن ("رجل السلام والمناهض للارهاب") في أنه ينفذ بحق الفلسطينيين ليس أقل وليس أكثر من جينوسايد – قتل شعب – هي جزء من معركة منسقة ومخططة ذات هدف واضح – التخلص من الحكم الاسرائيلي وتقويض سيادتنا.

          ان انتفاضة أبو خضير تقع على آذان صاغية بل وتحظى بانجازات دولية، وذلك ايضا في ضوء التغييرات الديمغرافية التي تحل بالسكان المسلمين الذين يسكنون في اوروبا. من ينظر على نحو سليم ليرى تواصل الاحداث يفهم معناها ليس فقط بالنسبة الى هنا والان – بل وايضا من ناحية السياقات التي تخلقها في المجتمع الفلسطيني المدني، في المجتمع العربي في المنطقة وفي الحركات الاسلامية العالمية.

          من يقطع خطاب الجينوسايد لابو مازن عن اعمال الشغب في الحرم يعاني من عمى تام وعدم فهم العالم الفلسطيني الداخلي. توجد هنا مسيرة واضحة تشبه ما تطور في الانتفاضة السابقة ويكرر نفسه الان ايضا.

          لقد اصبت في الانتفاضة الاولى وأعمل في البحث فيها وفي المتابعة للاحداث التي أدت الى اندلاعها. ولنذكر أنفسنا – الانتفاضة الاولى اعترف بها كانتفاضة بعد اشهر طويلة من اندلاعها. زعماؤنا في حينه، وعلى رأسهم وزير الدفاع اسحق رابين الراحل، لم يشخصوا ولم يفهموا ماذا يحصل على الارض حقا. ولم تتناسب ردود فعلهم مع المسيرة وتأثيرها الاجتماعي على المجتمع العربي وعلى أمم العالم. وحاول رابين اصلاح خطأه في معالجة الانتفاضة الاولى بالتوقيع على اتفاقات اوسلو التي انهارت، وأنا أنظر وارى الضغط الدبلوماسي المتعاظم اليوم؛ من يدري اذا لم تتكرر احداث الارهاب، انفجار الباصات والانتحاريين بعد الاتفاقات الجديدة التي ستعقد في اعقاب الضغط الذي سيمارس علينا في اطار انتفاضة أبو خضير.

          يا رئيس الوزراء ويا وزير الامن الداخلي – عليكما ملقي الواجب لتنفيذ العقد الذي بين المواطن وزعمائه. رجاء افتحا عيونكما، لاحظوا الاشارات المتعاظمة واحمونا.