خبر : عودة زخم الثورة مع بدء الدراسة في جامعات مصر

الإثنين 13 أكتوبر 2014 11:34 ص / بتوقيت القدس +2GMT
عودة زخم الثورة مع بدء الدراسة في جامعات مصر



القاهرة / وكالات / بعد انتهاء اليوم الدراسي الأول بالجامعات المصرية السبت 11 أكتوبر، تنفس رؤساء الجامعات الصعداء، وأشادوا بنجاح شركة الحراسة "فالكون" التي كشفتها وزارة التعليم بحراسة 15 جامعة في ضبط العملية التعليمية وعدم وقوع مظاهرات.

ولكن يبدو أن الطلاب كانوا يجسون النبض أولًا قبل بدء فعالياتهم، وجاء اليوم الثاني (الأحد 12 أكتوبر) ليكون يوم سقوط أسطورة "فالكون" تحت أقدام طلاب الجامعات الذين كتبوا على أبواب الجامعة "لسه الطالب هو الحل".

البداية كانت من طلاب جامعة الأزهر -أكثر الجامعات تصادمًا مع قوات الأمن وبها أكثر الطلاب شهداء ومعتقلين- بعدما أعلنوا على صفحاتهم على فيس بوك "عودة عوض"،.

"وعودة عوض" مصطلح طلابي شهير يقصد به طردهم الأمن من الجامعة، في إشارة لسبق قيام طلاب الأزهر العام الدراسي الماضي بطرد الشرطة من جامعتهم وإشعال عرباتها المصفحة أمام الجامعة وتصويرهم هرب الضباط والجنود وهم يصيحون على بعضهم البعض "يا عوض"، ما أصبح شعارًا ساخرًا للطلاب.

ففي اليوم الثاني للدراسة أمس الأحد، اشتعلت المظاهرات الطلابية في عدة جامعات مصرية خاصة الأزهر وعين شمس والقاهرة، وحطم المئات من طلاب الأزهر بوابة إلكترونية وضعتها شركة "فالكون" للحراسات الخاصة عند بوابة مدخل كلية الطب بالجامعة، اضطرّ على أثرها أفراد شركة الأمن إلى الانسحاب من تأمين بعض الجامعات بعد تحطم معداتهم.

ويرفض الطلبة اجراءات التفتيش التي يقوم بها أفراد الشركة عند دخولهم الجامعة والتي يصفها الطلاب بالمهينة.

وكانت أشد المظاهرات سخونة في جامعة الأزهر، حيث عاودت المظاهرات الطلابية الاشتعال مرة أخرى بعد يوم واحد من بدء العام الدراسي الجديد، وانطلقت مظاهرة طلابية أمام مبنى إدارة الجامعة وسط الحرم الجامعي بمدينة نصر شرقي القاهرة للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين، والتنديد بالقمع الأمني والإداري من قبل الجامعة ورفض شركة الحراسة (فالكون) التي استعانت بها الجامعات لحراستها وتفتيش الطلاب قبل وبعد دخولهم الجامعة.

وعقب حدوث مشادات بين الطلاب وأفراد الشركة، لاذَ أفراد الأمن بشركة فالكون بالفرار من أمام الطلاب خوفًا من الاعتداء عليهم، فيما هاجم المئات من الطلاب البوابة الإلكترونية وقاموا بتحطيمها مرددين هتافات: "أرض الجامعة حرة حرة.. شركة فالكون برّه برّه"ـ و"خلوا فالكون تنفعكم" و"مش هانخاف ولا هانطاطي .. إحنا كرهنا الصوت الواطي".

كما ردد الطلاب هتافات منددة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور عبد الحي عزب رئيس الجامعة.

أيضًا، اقتحم الطلاب بوابات جامعة عين شمس، وحاول أفراد الأمن منعهم، من خلال إغلاقها، لكنّهم لم يستطيعوا غلق إحدى البوابات، واستطاع الطلاب الاندفاع من البوابة المفتوحة إلى الحرم الجامعي، بعد منعهم وإيقافهم في طوابير مهينة للتفتيش، وفور دخولهم بدؤوا في تنظيم مظاهرة مرددين هتافات مناهضة للانقلاب والشرطة.

كما اقتحم الطلاب البوابة الخلفية لجامعة القاهرة من ناحية المترو، وطردوا أفراد الأمن التابعين لشركة "فالكون"، وأفراد الأمن الإداري التابعين للجامعة المتمركزين على بوابة المترو الخلفية، وأشعلوا مظاهرة كبيرة انطلقت من ساحة كلية تجارة عقب صلاة الظهر.

وجابت مسيرة الحرم الجامعي، تحت عنوان: "رجعوا التلامذة"، لرفض حبس الطلاب والمطالبة بعودة الطلاب المفصولين من الجامعة، وردد الطلاب المتظاهرون هتافات مناهضة لقوات الجيش والشرطة ولإدارة الجامعة.

وبعد انسحاب "فالكون" قام أفراد الأمن الإداري بإخلاء الحرم الجامعي للجامعة من السيارات وأغلقوا جميع منافذ الدخول والخروج بالحرم الجامعي، ومنعوا الدخول للجامعة بعد اختفاء أفراد الأمن التابعين لشركة فالكون للتأمين والحراسة.

وفى جامعة حلوان نظم الطلاب مظاهرة داخل الحرم الجامعي، للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم، وعودة المفصول منهم، وإسقاط "حكم العسكر" رافعين شعار "رابعة".

وقد تدخلت قوات الشرطة لتفريق الطلاب المتظاهرين على أبواب الجامعة وقامت بإطلاق قنابل الغاز المسيل عليهم لتفريقهم بالقوة، ووقعت اشتباكات حادة بين مئات من الطلاب المتظاهرين وبين قوات الأمن، وذلك عقب تنظيم طلاب بالأزهر مظاهرة حاشدة بالقرب من بوابة كلية الطب بالجامعة للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين.

وتوعد رئيس جامعة الأزهر الطلاب المتظاهرين باتخاذ إجراءات ضدهم ،في إشارة لإعطاء قانون الجامعات بعد تعديله الحق له لفصل الطلاب دون تحقيق، مؤكدًا أنه تم تصوير كل الطلاب الذين تظاهروا وجاري التحقق منهم وفصلهم لاحقًا مثل 110 طالب سبق فصلهم العام الماضي وحكمت محكمة بإعادة 100 منهم، ولكن جامعة الأزهر اعترضت على الحكم القضائي وقامت بنقضه.

وقال بدوره رئيس شركة "فالكون" شريف خالد، إن الأحدث التي شهدتها جامعات "القاهرة وعين شمس وحلوان"، لم تزعزع أفراد الأمن التابعين للشركة عن القيام بمهام عملهم، ونفى صحة ما تردد عن انسحاب أفراد أمن "فالكون" من جامعة القاهرة، كما نفى مزاعم صحف حكومية وخاصة عن إلقاء الطلاب قنابل مولوتوف على أفراد الأمن.

وتعتقل السلطات المصرية أكثر من 40 ألف مصري في السجون معظمهم قيادات وكوادر جماعة الإخوان المسلمين التي تم حظرها بعد الانقلاب على الرئيس محمد مرسي قبل أكثر من عام ، فيما لقي المئات مصرعهم أثناء فض قوات الأمن والشرطة لاعتصامي رابعة والنهضة العام الماضي.