خبر : الرئيس عبد الفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف: البلد في حالة حرب

الإثنين 07 يوليو 2014 11:41 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الرئيس عبد الفتاح السيسي لرؤساء تحرير الصحف: البلد في حالة حرب



القاهرة وكالاتقال الرئيس عبدالفتاح السيسي: إن مصر في حالة حرب في الداخل والخارج، وهو ما يتطلب أن يكون الجميع في حالة تركيز كامل.
وأكد الرئيس خلال لقاء مطول استمر أكثر من ثلاث ساعات مع رؤساء تحرير الصحف المصرية وبعض كبار الكتاب، الأحد، أن هذه هي المرة الأولى التي تتحرك فيها مصر بجد وتواجه مصيرها، قائلًا «مصر اتسابت خمسين سنة، ولم يكن أحد يجابه التحديات الحقيقية».
وتحدث الرئيس مطولًا عن تفاصيل التحديات التي تواجهها البلاد قائلًا: «لدينا فصيل لا يعرف ربنا مستعد يدمر البلد.. هذا الفصيل عايش وسطنا ومتواجد في مؤسسات الكهرباء والبترول وبقية مؤسسات الدولة، نحن تحركنا للإصلاح واتخاذ القرارات والإجراءات الصعبة وهذا التيار يحاول إفشالها، والمطلوب أن نستدعي حالة التحدي التي تواجهنا ونرفع مستوى الوعي بهذا التحدي».
وردًّا على سؤال عن غياب آليات الحكومة وأجهزتها في مواجهة انفلات الأسعار الذي أعقب قرارات رفع أسعار الوقود، أقر الرئيس بعدم وجود آليات كافية، وبالتالي لم يكن أمام الحكومة إلا أن تناشد التجار مراعاة ضمائرهم، قائلًا: إن الإعلام يتحمل مسؤولية وطنية خطيرة، مضيفًا أن الحكومة لم يكن بمقدورها أن تخبر الإعلام بكل التفاصيل قبل زيادة الأسعار لأسباب فنية.
وكرر السيسي خلال الاجتماع الذي عقد في قصر الاتحادية قوله: إنه لا يستطيع أن يحكم وحده والعصا السحرية التي تحدث عنها كانت هي الشعب المصري.
وأضاف الرئيس أن الآليات الموازية لضبط الأسواق تحتاج وقتًا قد يصل إلى ستة أشهر.
وكشف الرئيس عن أنه حذر الأمريكيين والأوروبيين قبل عام ونصف العام من خطورة تنظيم داعش وأنه سيدخل العراق وسوريا والأردن والسعودية، وإذا لم ننتبه سوف يحاولون دخول مصر، وهم كانوا يخططون لهذا الأمر.
كما دعا الرئيس الجميع إلى التأمل والتدبر فيما يحدث في المنطقة الكردية، حيث تتأهب كردستان العراق للاستقلال وقد تنضم إليها منطقة من سوريا وإيران وهناك سايكس بيكو جديد للمنطقة، في ظل انشغال العراق بظروفه وعدم سيطرة الحكومة السورية إلا على شريط ساحلي.
أضاف السيسي «أنا لست مع أو ضد، لكن فقط أحذر وأنبه». مشيرًا إلى أن مصر كانت مرشحة ليطبق فيها هذا السيناريو أيضًا، وبالتالي فلا بد أن تكون الجهة الداخلية "من حديد" حتى يمكن مجابهة هذا المخطط.
ولفت السيسي النظر إلى أن كل تحركاته من أجل مصر، قائلًا: «كنت وزير دفاع على الرأس ومعي جيش من أقوى جيوش المنطقة، لكن نظرت إلى وضع مصر بأكمله، وأنه عندما عرضت حقيقة الأوضاع والتحديات على المجلس الأعلى، فقد تحقق كل ما تنبأ به من أحداث، وكأنه كان يقرأ من كتاب مفتوح». أضاف الرجل أنه قال للمجلس عندما طالبوه بالترشح أنتم ترمونني في النار، فقالوا ليس أمامنا خيار آخر.
وحذر السيسي من خطورة إدارة البلد يومًا بيوم، مطالبًا بوجود خط عام.
وفي هذا الصدد طالب الرئيس بضرورة النظر بجدية إلى البرلمان المقبل في ظل الصلاحيات الكثيرة التي يوفرها له الدستور، وبالتالي فهناك ضرورة لكي يعرف الناس من هم المرشحون الذين يجب أن يتم انتخابهم.
كما حذر الرئيس من خطورة الشعارات البراقة خصوصًا تلك التي تستغل تعاطف الناس مع الدين، واصفًا ذلك بالتخطيط الجهنمي، شارحًا الأمر بأنه يشبه من يضع تفاحة خلف جدار زجاجي، ويأتي البسطاء ليصطدموا بالزجاج ولا يحصلوا على التفاحة، مؤكدًا على أن الحرية هي جوهر الإسلام".
وكرر السيسي ضرورة الاصطفاف الوطني خلف القضايا الوطنية الكبرى ولفهم ومواجهة التحديات التي تواجه مصر، لأننا فعلًا في حالة حرب ولازم ننتصر فيها.
وردًّا على ما طالب به ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، من ضرورة إجراءات رادعة للحصول على حق الدولة من اللصوص، قال السيسي: إنه تم فرض ضريبة البورصة وضريبة الدخل وزيادة الضمان الاجتماعي.
وخاطب مجدي الجلاد، رئيس تحرير الوطن، الرئيس السيسي ألا يلجأ إلى الإجراءات الاستثنائية فقال الرئيس: إن ذلك غير وارد بالمرة، وأنه لن يتم اتخاذ أي إجراء إلا في إطار دولة القانون وأنه عندما يقول: إن القضاء مستقل فهو يعني ذلك فعلًا.
وأكد السيسي أنه يستهدف أن تصل حصيلة صندوق تحيا مصر إلى 100 ألف جنيه يتم توجيهها للمحتاجين وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وطالب الإعلاميين بالتبرع للصندوق بأي مبلغ كي يكونوا قدوة للمواطنين.
وأكد السيسي أن تطبيق الحد الأقصى للأجور سيغلق أبواب الفساد.
وقال الرئيس: "لو مصر هتكبر وأنا أسيب مكاني هاسيبه فورًا"، وشرح قصة الموازنة ولماذا أعادها للحكومة مرة أخرى؛ لأنه لم يرد أن يحمل الأجيال المقبلة العبء، وإذا لم نسارع بحل المشكلة الصعبة فسنكون مثل رب الأسرة الذي يخفي عن أسرته مأساة شركته وحالته المالية. وقال: إنه لم يكن منطقيًّا تأجيل رفع الأسعار شهرًا أو ستة أشهر أو أي مدة، مشيرًا إلى أن ما حدث عام 1977 جعل الجميع يخاف من مجابهة الحقيقة.
وحتى بعد تخفيض دعم الطاقة فإن لتر السولار يتم دعمه بأربعة جنيهات ولتر البنزين بحوالي 240 قرشًا.
قال السيسي أيضًا: إن كوريا الجنوبية كانت تريد أن تستلهم تجربتنا قبل عام 1967 ولذلك فإن ما حصل في هذا العام كان هدفه "قطع أرجلنا" وألا تقوم لمصر قائمة وأن نصل إلى ما وصلنا إليه، قائلًا: إن الحرب دمرت المباني في ألمانيا واليابان ولم تدمر البشر، لكن أريد لها أن تدمر الناس في مصر.
وأكد السيسي أن هناك قوى كثيرة تريد تدمير مصر وأن هذا الصراع لن يتوقف طالما أن دولتنا قائمة وقوية.
أضاف السيسي أنه لن يسمح حتى لأولاده بأن يأخذوا أي جنيه من غير حق، وأنه «محدش هيقدر يأخذ مني جنيه بتاع مصر، أنا آخذ منك لبلدي وآخذ من جيبك لبلدي، لكن لجيبي الشخصي لا، أنت تأخذ مني لا».
وكشف السيسي أنه تم تحويل قضية ضابطين كبار إلى جهات التحقيق، إضافة إلى محاربة المافيا التي تستهدف قوت الناس، كما كشف عن قرب اتخاذ إجراءات تقشف في كثير من المرافق مثل الهيئة العامة للاستعلامات.
وكشف السيسي أنه قال لرجال الأعمال عندما التقاهم: «أنتم حصلتم على دعم غاز بالمليارات في الفترة الماضية، ومن حقي أن آخذ منكم الآن». مضيفًا أن هناك خميرة فساد تجذرت على مدى أربعين سنة، وتحتاج وقتًا حتى يتم استئصالها وسيتم ذلك بالقانون.
وطالب ياسر أيوب، رئيس تحرير مجلة "سبعة أيام" بإلغاء أندية الجيش والشرطة الكروية؛ لأنها تستهلك أموالًا يجب أن تذهب لمجالات أهم، كما طالب بأن يتم مواجهة إعلام مكتب الإرشاد الدولي بطريقة مختلفة؛ لأن الحكومة تخسر كل حروبها الإعلامية أمام الإخوان.
ورد السيسي بالقول: إن الإخوان يعملون منذ عشرات السنين، وظلوا يستغلون القوة الناعمة لمدة ثلاثين سنة ولهم أذرع في أماكن كثيرة بل وداخل مؤسسات أمنية غربية، لكنه قال: إن الدولة المصرية لن تهزم أمام تنظيم الإخوان، ويمكن أن يتم ذلك فقط إذا كانت الدولة مفككة.