خبر : ملكة اسبانيا الجديدة..والدتها ممرضة وجدها سائق..الصحفية "بنت الفقراء"

الخميس 19 يونيو 2014 09:20 ص / بتوقيت القدس +2GMT
ملكة اسبانيا الجديدة..والدتها ممرضة وجدها سائق..الصحفية "بنت الفقراء"



مدريد - وكالات - مطلقة سابقاً، واشتغلت حين كانت من عامة الشعب مذيعة أخبار تلفزيونية غطت هجمات 11 سبتمبر بواشنطن ونيويورك، وبعدها بعامين الغزو الأمريكي للعراق، فأقامت في البصرة، وتعرفت فيها إلى الإسلام ومساجده، وذاقت "طعم" ارتداء المرأة للحجاب، تصبح الخميس ملكة جديدة على إسبانيا، حين تنصيب زوجها الأمير فيليبي ملكاً في حفل يتوقعون أن يتابعه نصف مليار إنسان، برغم المونديال الخاطف للأضواء.
ليتيثيا أورتيز، التي أبصرت النور في 1972 بمدينة "أوفييدو" عاصمة إمارة وإقليم "أستورياس" الذاتي الحكم في أقصى الشمال الإسباني، ربما تكون أول صحفية تضع تاج الملكات على رأسها، مع أنها عاشت في وسط عائلي "من نوع لا يتوقع أحد أن تخرج منه من تدخل يوماً قصور الملوك"، طبقاً لما قرأت "العربية.نت" في سيرة عنها كتبها صحافي إسباني بحث في ماضيها البعيد.
يذكر الصحافي غيليرمي برادو ماس، أن جدها الأبوي مثلا، وهو فرانسيسكو كاماتشو روكاسولانو، كان سائق سيارة بالأجرة في مدريد، حيث عاش وشهد بعينيه دمويات متنوعة في الحرب الأهلية التي بدأت في 1936 ولم تنته بعد عامين و8 أشهر إلا وقد حصدت نصف مليون قتيل، ومثلهم تقريبا مهجّرون وفارون من الجيش والميليشيات والسكان، لذلك ترعرع التطرف بكثيرين عانوا من ويلاتها على كل صعيد.
أما والدتها ماريا دي لا بالوما رودريغز فقد عملت ممرضة طوال حياتها، فيما كان والدها خيسوس خوسيه أورتيز صحافيا في القسم الإداري براديو محلي في "أوفييدو" التي انتقل منها إلى مدريد، تاركاً فيها زوجته وبناته الثلاث: ليتيثيا بعمر 14 وإيريكا وتيلما، ثم التحقت به ليتيثيا وتيلما، وعاشتا بعيداً عن الأم التي طلقها زوجها فيما بعد، من دون سبب معروف، ومن دون أن يعلم أنه زرع في بناته الصغيرات بذور أذى نفسي كبير، نما سرا في إحداهن، فقضت منتحرة.
وحين كانت ليتيثيا طالبة عمرها 16 في العاصمة الإسبانية، تعرف إليها مدرس لغة وآداب، اسمه ألونسو غيرّيرو بيريز، وكان يكبرها بعشرة أعوام تقريبا، فمالت عواطفها إليه، واستمرت طوال 10 سنوات تلميذته في النهار وصديقته الحميمة في الليل.


ثم انتقلت في 1990 إلى جامعة بمدريد درست فيها الإعلام التلفزيوني حتى الماجستير، وحتى مثلها درست الصحافة فيما بعد، وتزوجت في 1998 من أستاذ المدرسة الحميم، لكن الزواج مقبرة للحب أحيانا، لذلك انتهى بين الاثنين كل ارتباط، وبعد عام واحد فقط انهار بنيان الحب، وانتهى الزواج تحت ركام الطلاق، وهي في عز الشباب، بالكاد عمرها 27 سنة.
ومضت ليتيثيا تشق الحياة بمفردها، مقيمة وحدها في شقة ضيقة بالإيجار، فاشتغلت في الفرع الإسباني لمحطة "بلومبيرغ" التلفزيونية، ثم في نظيرتها قناة "24 ساعة" التابعة لمحطة "إسبانيا" والمتخصصة فقط بالأخبار، وبعدها انتقلت مراسلة للقناة في واشنطن، ومنها غطت هجمات 11 سبتمبر، وفق ما جمعت "العربية.نت" ما تيسر عنها من معلومات، أهمها يسهل العثور عليه "أون لاين" لمن يرغب.
بعدها استدعوها لتغطية غرق ناقلة إسبانية اسمها "بريستيج" وتسربت حمولتها من النفط فأحدثت كارثة بيئية، ما زالت إسبانيا تعاني من توابعها للآن، ودفعت وقتها بولي العهد الأمير فيليبي، لينتقل إلى موقع ما حدث للإشراف بنفسه على عمليات المكافحة، وهناك وسط الكارثة عرف "أمير أستورياس" الحب السريع في مذيعة تصغره بأربعة أعوام، وانجذب بكليته إليها، خلافا لفتيات تعرف إليهن بالعشرات.
اللقاءات بدأت في 2002 واستمرت بين الاثنين سرية، لا يدري بها دائما إلا قلة من المقرّبين، وفي بدايتها فاجأ الأمير أبويه، الملك خوان كارلوس الذي تنازل له عن العرش الشهر الماضي، وكذلك والدته الملكة صوفيا، وكلاهما بعمر 76 الآن، كما فاجأ شقيقتيه الأميرتين إيلينا وكريستينا (51 و49) بعلاقته بالمطلقة سابقا ومذيعة الأخبار.
سألوه عنها، وأخبرهم أنها ليتيثيا أورتيز، النحيفة التي تظهر على شاشة الأخبار كل يوم تقريبا، ثم علموا أنها في أواخر2002 بأفغانستان تغطي أخبار الحملة الأميركية على "القاعدة" وطالبان، وبعدها بعام تابعوها وهي في مدينة البصرة تغطي منها الغزو الأميركي للعراق، البلاد التي دخلت فيها إلى مسجد لأول مرة بحياتها، وفيها ولأول مرة أيضا ارتدت الحجاب.
وفاجأ الأمير الإسباني أيضا، حين كشف في 2003 عن الحب الذي توّجه في أواخر العام بخطوبة أثمرت في2004 عن زواج مرت عليه 10 سنوات قبل شهر، والزواج أثمر بدوره عن ولادة أميرتين: ليونور وصوفيا، وعمرهما الآن 9 و7 سنوات "وهما أول أميرتين تلدهما غير متحدرة من أي أسرة مالكة في تاريخ إسبانيا" مع أن "العربية.نت" لم تتأكد من هذه المعلومة، باعتبار أن التاريخ الإسباني عرف أيضا أميرات ولدن من أمهات من عامة الشعب، حتى وأجنبيات، إلا أن ذلك كان في زمن بعيد.
ولم تكن الحياة مدرارة بالعطاء الكريم دائما على "أميرة أستوريا" المقبلة الخميس على وضع التاج الملكي الإسباني على رأسها، فإضافة إلى طلاق والديها، ألمت بها فاجعة قبل 7 سنوات، وكانت من نوع مأساوي يصعب أن تنساه: في 7 فبراير 2007 انتحرت شقيقتها الصغرى إيريكا، وكانت بعمر 31 وتركت طفلة وحيدة اسمها كارلا، من خطيب كانت تقيم معه، ثم انفصلا وغادر إلى الأوروغواي.
تعرفت بعده إلى آخر، وهي معتلة سرا بما لم يكن يعرفه أحد غيرها، واتضح فيما بعد أنه كآبة كانت تعل فيها من طلاق أبويها وهي طفلة، إلا أنها احتدمت عليها مع الزمن، وجعلتها ضعيفة المقاومة، وحين وجدت نفسها ذلك اليوم وحيدة في البيت، وبقربها عبوة حبوب مهدئة، قامت وأفرغت معظمها في فمها، ولم يعلموا بمفارقتها الحياة إلا بعد 13 ساعة.