خبر : إيران مستعدة للمساعدة على قتال الجهاديين في العراق ولكن بدون تدخل في المعارك

الأحد 15 يونيو 2014 09:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
إيران مستعدة للمساعدة على قتال الجهاديين في العراق ولكن بدون تدخل في المعارك



طهران - وكالات -أعربت إيران عن استعدادها لتوفير مساعدة عسكرية من اجل التصدي لهجوم الجهاديين في العراق من دون استبعاد تعاون مع الولايات المتحدة لكنها في الوقت الراهن ترفض التدخل في المعارك. وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، عن "قلق" قادة طهران من زحف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال وشرق العراق، موضحاً أن "هناك فرقاً بين المساعدة والتدخل". وقال روحاني في مؤتمر صحافي، إن "تدخل القوات الإيرانية" ليس وارداً، نافياً معلومات حول انتشار قوات على الاراضي العراقية لكنه تدارك في الوقت نفسه "من الممكن ان يطلبوا منا المشورة لقتال الإرهاب". 

وقد وافقت ايران اكبر حليف للنظام السوري في قتاله المعارضة المسلحة، على ارسال مستشارين عسكريين الى سوريا لدعم الجيش النظامي الذي حقق مؤخرا عدة انتصارات ميدانية. وصرح ضابط سابق في جهاز الاستخبارات الايرانية لفرانس برس أمس، "لقد هزمناهم، ويمكن تحقيق ذلك مجددا". وتنشط "داعش" أيضاً كثيرا في سورية حيث تسيطر على مناطق واسعة من محافظة دير الزور النفطية (شمال شرق) ملوحة بتقسيم البلاد وضم تلك المنطقة لشمال غربي العراق. واوضح روحاني ان ايران "مستعدة لمساعدة العراق، إذا طلبت منا الحكومة العراقية ذلك، على أساس القانون الدولي وإرادة الشعب والحكومة العراقيين". 

لكنه تدارك "حتى الان لم نتلق اي طلب مساعدة". كذلك لم تستبعد طهران التعاون مع واشنطن للتصدي للمقاتلين المتطرفين رغم انها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 35 سنة، لكنهما اجرتا محادثات في السابق حول الوضع في العراق قبل انسحاب القوات الأميركية منه نهاية 2011. وأضاف روحاني مبتسماً، إن هناك "عدة طرق رسمية وغير رسمية" للتواصل مع الطرف الأميركي. وقال، "إذا رأينا ان الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير (في تعاون) لكن حتى الآن لم نر اي تحرك من جانبهم" بينما استبعد الرئيس الأميركي باراك اوباما إرسال قوات لوقف تقدم الجهاديين في العراق. ورغم تكبد الجيش العراقي هزيمة كبيرة أمام المتمردين الذين باتوا على مسافة مائة كم من بغداد، ما زالت طهران متيقنة من ان العراق سيتمكن من حسم الوضع بدون مساعدة خارجية. وقال روحاني، إن "العراقيين يستطيعون صد الإرهاب بأنفسهم، انهم قادرون على تسوية المشكلة لا سيما بفضل فتوى آية الله السيستاني (اكبر هيئة شيعية في العراق) الذي دعا العراقيين الى إشهار السلاح". 

وأكد الجيش العراقي أمس، انه استعاد السيطرة على ثلاث مدن قرب بغداد مع الإعداد لهجوم مضاد في منطقة تكريت، وقد عزز العراق وايران علاقاتهما السياسية منذ إطاحة الولايات المتحدة بصدام حسين في 2003. والبلدان ذوا أكثرية شيعية بينما هناك العديد من العتبات المقدسة الشيعية في العراق التي يتوافد عليها آلاف الزوار سنويا. وقال مراقب اجنبي مقيم في طهران لفرانس برس، إن "العراق عامل توحيد كبير في ايران مع الدفاع عن العتبات المقدسة الشيعية ودعم بلاد اغلبية سكانها من الشيعة ومكافحة الإرهاب". 

وأضاف، إن "ما يخيف الجميع هو انقسام العراق بين شيعة وسنة واكراد". واعرب حميد ابو طالبي مستشار الرئيس روحاني ايضا عن القلق من انعكاسات انقسام العراق على المنطقة. وقال، إن "سيطرة (داعش) على بعض مناطق شمال العراق قد تكون بداية الانقسام ، واذا انقسم العراق فإن معالم كل المنطقة قد تتغير".