خبر : الحلقة الجديدة في السلسلة الاسرائيلية من اريئيل الى الخط الاخضر \ بقلم: عميره هاس \ هآرتس

الإثنين 09 يونيو 2014 01:43 م / بتوقيت القدس +2GMT



          أحدثت مزرعة كبيرة يمهد ارضها في هذه الايام المجلس الاقليمي شومرون، أحدثت مركز احتكاك جديدا في منطقة القريتين الفلسطينيتين الديك وبرقين في منطقة سلفيت في مركز الضفة الغربية.

          على حسب ما يقول رئيسا مجلسي هاتين القريتين تمر الطريق الوحيدة الى موقع المزرعة من مزارع الزيتون التي يملكها سكان من قرية برقين. وقالا إن مستوطنين وعمالا يمرون من المزارع دون إذن منهم ودون موافقتهم بل إنهم بدأوا يعبدون طريقا للوصول الى المكان. وقد قدم اصحاب المزارع هذا الاسبوع شكوى الى الشرطة الفلسطينية عن المرور غير القانوني من ارضهم ويأملون أن تنقل لجنة الارتباط الفلسطينية شكواهم الى الادارة المدنية الاسرائيلية.

          إن الارض التي تتم فيها اعمال تمهيد الارض فوق تل شمال غرب مستوطنة بروخين، هي جزء من اراضي قرية الديك وبلدة بدية تم الاعلان أنها اراضي دولة في 1986. وما زالت اربع جرافات منذ اسبوعين تسوي الارض الصخرية في رأس التل الذي يبلغ ارتفاعه نحوا من 400 متر.

          توجد على التل بقايا مقبرة اسلامية تدعى الشيخ صباح ويسمى التل عند المستوطنين "شحريت". وتقول نشراتهم إن مساحة الارض الكبيرة هناك (نحو من 450 دونما أعلن أنها اراضي دولة وتشمل مساحة المزرعة) معدة لانشاء مستوطنة اخرى ايضا بجوار مستوطنات: بروخين، فيدوئيل وعاليه زهاف وقرب الشارع 5 – الذي يشق السامرة.

          إن المزرعة التي تبلغ مساحتها نحوا من 100 دونم هي جزء من مسار بناء وتطوير مستمر كثيف في تلك المنطقة ينشيء اتصالا اسرائيليا من الخط الاخضر الى مستوطنة اريئيل عن جانبي الشارع الذي يشق السامرة. وقد أُحلت مع البناء في المستوطنات القائمة في المنطقة في 2012 البؤرة الاستيطانية غير المرخصة بروخين (وهي فرع من مستوطنة عاليه زهاف) وأنشئت قبل أقل من سنة مستوطنة جديدة اسمها "لشيم". عُرضت في البداية على أنها حي آخر من عاليه زهاف لكنها تدار بصورة مستقلة وتعد في المجلس الاقليمي مستوطنة مستقلة بصورة خالصة. ويتم التخطيط لبناء نحو من 700 وحدة سكنية فيها في الحاصل العام.

          في يوم الجمعة الماضي قام سكان القرى الفلسطينية بمظاهرة احتجاج على انشاء المزرعة. وبعد ذلك اغلقت جرافات جاءت الى المكان تصاحبها قوات عسكرية كبيرة، اغلقت بصخور كبيرة طريقين يصلان القرى الفلسطينية جنوب الشارع 5 بقرية سرطة شمال الشارع. قال جمال عمر الديك، رئيس مجلس قرية الديك أمس في حديث الى صحيفة هآرتس إن قريته تمتد على مساحة نحو 16 ألف دونم بني على النصف منها المستوطنات المجاورة – عاليه زهاف وفدوئيل وبروخين – والشوارع التي تخدم المستوطنين. وقال إن ارض التل الذي تجري فيه الاعمال جزء من اراضي قريته يقع في ضمن ملكيتها العامة.

          وقال إن سبب احتجاج سكان القرية على الاستيلاء على اراضيهم الآن فقط بعد 30 سنة تقريبا من اعلانها ارض دولة، ينبع من أنهم لم يكونوا عالمين بالاعلان واعتقدوا أنه تم في 2012 فقط. وأضاف قائلا إنه يكفر على كل حال بصلاحية اسرائيل لأن تحول ارضا عامة لقرى فلسطينية الى ارض دولة مخصصة لليهود فقط. وقال إن صعوبات الوصول، بسبب المستوطنات الكثيرة، والنقص في الماء جعلت فلاحين كثيرين يكفون عن فلاحة ارضهم. وزعم أنه لا شك في أن المزرعة الجديدة ستتمتع بقدر كبير من الماء خلافا لسكان القرية "الذين يخصص لهم فقط 300 متر مكعب من الماء كل يوم، أي نحو من 50 مترا في اليوم لكل فرد".

          وشارك عبد الله أبو رحمة الذي يرأس لجنة تنسيق النضال الشعبي، في المظاهرة في يوم الجمعة الماضي في قرية الديك وقال إن التجربة تدل على أن مزرعة اسرائيلية في موقع كهذا ومساحة كهذه ستشوش أكثر على وصول فلاحين فلسطينيين الى اراضيهم، وتواصل التوجه الذي يرمي الى فصم الصلة بين المناطق والبلدات الفلسطينية. ولذلك زعم أنه يتم التخطيط لاجراء مظاهرات احتجاج اخرى في المكان تضاف الى النضال في المسار القضائي – كتلك التي تجري كل اسبوع في قرى اخرى في الضفة الغربية.

          في الـ 15 سنة الاخيرة وسع المستوطنون في الضفة الغربية مشروعاتهم الزراعية في داخل اراض فلسطينية خاصة استولوا عليها بمخالفة القانون، وفي اراض عامة فلسطينية أعلنت الادارة المدنية أنها اراضي دولة. وعلى حسب بحث كتبه درور أتاكس، وهو باحث مستقل في شأن المستوطنات، بلغت مساحة الارض الزراعية التي يفلحها اسرائيليون في الضفة الغربية حتى 2013، نحوا من 95 ألف دونم. وقال أتاكس في حديث مع صحيفة هآرتس أنه أضيف الى الاراضي الزراعية الاسرائيلية منذ 2013، 1350 دونما اخرى. وأضاف أنه يخطط لانشاء دفيئات يملكها المجلس الاقليمي في تلك الارض كما يقول ناس تحدث اليهم في موقع بناء المزرعة.

          وجاء عن المجلس الاقليمي شومرون ردا على ذلك أن "الاعمال تجري بحسب القانون وبتنسيق مع الجهات ذات الصلة". وجاء عن متحدث الجيش الاسرائيلي ردا على ذلك أنه "تتم قرب تل شحريت اعمال زراعية مرخصة. وفي يوم الجمعة الماضي جاء مئات المتظاهرين الفلسطينيين الى المنطقة وبدأوا اخلالا بالنظام عنيفا غير قانوني شمل رشقا بالحجارة ومحاولات تخريب آلات العمل في ذلك المكان وجرح في اعمال الاخلال بالنظام حارس وجندي من الجيش الاسرائيلي برشق بالحجارة، وعلى أثر هذه الاحداث ولمنع احتكاك آخر أغلق عدد من الطرق في الشارع 5".