خبر : غزة أولاً وإعادة الانتشار في الضفة ثانياً ..اطلس للدراسات

الخميس 22 مايو 2014 03:00 م / بتوقيت القدس +2GMT
غزة أولاً وإعادة الانتشار في الضفة ثانياً ..اطلس للدراسات



السلطة وإسرائيل بعد فشل المفاوضات ووصولها الى الطريق المسدود؛ تدخلان مرحلة جديده تتميز عن مرحلة حكومة نتنياهو السابقة، ليس فقط بوقف المفاوضات، بل بالكثير من المتغيرات على مستوي الظروف والبيئة السياسية، محلية وإقليمية ودولية، وتوجهات سياسية مبنية على قناعات تأصلت أكثر، واستنفاذ جهود التسوية بعد إفلاس رصيد اليمين الصهيوني في الخداع والتضليل والمناورة والعلاقات العامة، وتتلخص أهم معطيات المرحلة الراهنة:

على المستوى الفلسطيني
- انكشاف مشروع اليمين الاسرائيلي للتسوية بعد الكثير من العلاقات العامة للتمويه والمناورة وإخفاء حقيقة نواياهم، والمقصود هنا هو انكشافهم للرأي العام الدولي، وفي مقدمته أمريكا، حيث على خلاف فشل "كامب ديفيد" فإن الادارة الأمريكية حملت اسرائيل (بشكل أو آخر) مسؤولية رئيسية عن فشل المفاوضات، (بوف كيري الشهيرة، وحديثه داخل الغرف المغلقة عن مستقبل اسرائيل بدون قيام دولة فلسطينية، علاوة على أحاديث انديك الرسمية وغير الرسمية، وكذا تسريبات التجسس الاسرائيلية على أمريكا، حيث وصفت إسرائيلياً بأنها حملة منظمة)، وعلى الرغم من أن معظم تلك الأحاديث والتصريحات قد تم سحبها أو نفيها أو الاعتذار عنها؛ إلا أن صداها ورسالتها والانطباع الذي غرسته في عقول الرأي العام لا يمكن سحبه ولا مصادرته.
- حالة تعاطف دولي أكبر مع الحقوق الفلسطينية في ظل التعنت والرفض الإسرائيلي.
- سقوط المراهنات الفلسطينية على خيار المفاوضات كخيار وحيد أو رئيسي بمعزل عن أوراق الضغط الأخرى.
- نضوج القرار الفلسطيني للتوجه إلى المؤسسات والمنظمات الدولية.
- المصالحة الفلسطينية ستشكل ريح إسناد لتمكين الفلسطينيين من تفعيل معظم، إن لم يكن كل، أوراق قوتهم.
- تبلور رفض كلي فلسطيني لاستمرار الوضع الراهن بكل مشهده الاحتلالي المعروف، في ظل الموقف الإسرائيلي، وفي ظل مؤشرات قوية على استمرار هذا الموقف، واستمرار المشهد السياسي الاسرائيلي بقيادة اليمين على الأقل لفترة طويلة.
- الوضع الراهن هو وضع متحرك حتى اللحظة لصالح الاحتلال.

على المستوى الاسرائيلي
- حكومة نتنياهو، وهي تمثل الصهيونية اليمينية، فقدت هامش مناورتها السياسي، وقد أدخلها خطاب الاعتدال السياسي الفلسطيني في أزمة حقيقية، فلم يعد بوسعها ممارسة التضليل والخداع، وحشرت في الزاوية، وباتت أمام خيارات صعبة طالما نجحت في التملص منها.
- عدم جدوى ورقة العقوبات، حيث إنها تدرك أن كل عقوبة سترتد عليها سلباً في ظل بيئة دولية متعاطفة مع الفلسطينيين، ولم تعد تحتمل وقاحة الاحتلال، وقناعة اسرائيل أن العقوبات لم تعد تردع الفلسطينيين عن استكمال مشروعهم.
- غياب التجانس والتوافق عن الأجنحة الرئيسية في الحكومة الاسرائيلية في مواضيع سياسية محددة.
- تبنى فكرة الانسحاب أحادي الجانب من قبل غالبية النخب العسكرية والسياسية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق.

تعمق قناعات
- عدم وجود شريك فلسطيني، ومن غير المجدي انتظاره.
- استمرار الوضع الراهن سيقضي على أي حل يتيح الانفصال ويؤمن يهودية الدولة.
- إن لم نبادر فسيفرض علينا العالم حلولاً مؤلمة.
- انهيار السلطة خطر كارثي.
- استمرار الاحتلال والاستيطان دون مفاوضات سيسرع مسيرة نبذ اسرائيل وعزلها.
- لا يجب أن نمنح الفلسطينيين حق الفيتو على مشروع حل الدولتين.
- بعد اتفاق الشاطئ؛ سقطت الورقة الإسرائيلية بردع واخافة عباس من تهديدات حماس.

الخيارات الاسرائيلية
الخيارات الاسرائيلية في مواجهة التحديات السياسية على مستوى الصراع مع الفلسطينيين محدودة للغاية، وهي تراوح ما بين فرض المزيد من العقوبات واستمرار الوضع الراهن، والضم، وخيار إعادة الانتشار وترسيم حدود تعلن أنها مؤقتة، ونحن نقصد هنا الخيارات التي يمكن تحقيقها، وليس كل الخيارات النظرية؛ مثل خيار روابط القرى أو طرد سكان الضفة... الخ.
وإذا ما استبعدنا خيار الضم الذي يدعو إليه حزب "البيت اليهودي" والجناح المتشدد في "الليكود"؛ فإن حكومة نتنياهو تقف أمام خيارين: خيار استمرار الوضع الراهن، الذي هو متحرك ولديه قابلية الانفجار، وهو مرتبط بالمزيد من الجرائم الاحتلالية على كل المستويات في ظل حالة من الاحتقان الفلسطيني وبيئة دولية سئمت من وقاحة وصلف الاحتلال.
ومن بين هذه الخيارات؛ فإن المؤشرات تشير إلى أن نتنياهو يدرس بجديه خيار إعادة الانتشار على أن يكون منسقاً مع السلطة، سواء بشكل معلن أو سري، ومع أمريكا والاتحاد الأوروبي؛ عزز لدينا هذه القناعة تصريح نتنياهو من طوكيو، الأسبوع المنصرم، أنه يدرس مع شركائه في الحكومة كيف يمنع الانزلاق لدولة ثنائية القومية.
- نتنياهو كان يعارض شخصياً هذه الفكرة، ودوماً يستذكر تجربة غزة، وكان أبرز انتقاده لها يتركز في أنها كانت بدون تنسيق وبلا مقابل، وهو يعتقد أن التنسيق سيجلب المقابل المتمثل في كل أشكال الالتزامات الأمنية على الأقل.
- نتنياهو في حال تبنى المشروع فهو سيضع عليه لمساته ليخطب ود المستوطنين.

غزه أولاً وإعادة الانتشار ثانياً
في حال سقط الانقسام نهائياً وعاد الرئيس لقطاع غزة؛ فإن أسباب الحرب الإسرائيلية على غزة ستكون أكبر، وستزول بعض الأسباب التي كانت تمنع العدوان عليها، وربما سيفضل نتنياهو أن يقوم بمغامرة عدوانية على القطاع قبل أن ينفذ إعادة الانتشار في الضفة، أي إنه سيرغب ربما بغسل يديه من دماء غزة في الضفة، وربما يعتقد أنه بإعادة انتشاره في الضفة سيقدم للعالم رشوة كبيرة تغفر له جرائمه في غزة، وتخدمه كما خدمت سلفه شارون في إظهاره بأنه يقاتل "الإرهاب" على جبهة، ويحد من توسع الاحتلال على جبهة أخرى، كما سيخدمه ذلك على المستوى الداخلي.