خبر : هل هي نافذة فرص للقضاء على حماس؟ \ بقلم: افرايم هليفي \ يديعوت

الثلاثاء 29 أبريل 2014 07:53 م / بتوقيت القدس +2GMT



استطاع الفلسطينيون بسلسلة اجراءات أبو مازن في الاسابيع الاخيرة أن يصوغوا برنامج العمل المباشر في صراعهم مع اسرائيل. وكانت ردود اسرائيل "مقدرة" كما قال متحدثو الحكومة؛ وكان عقاب اقتصادي حذر، وحملة دعائية لتسويد وجه أبو مازن، وانتقاد بالطبع لصورة تناول الادارة الامريكية الضعيفة للوضع. ونحو الداخل دعا وزراء اسرائيل المعارضة الى أن تدع الاختلافات المعتادة في الرأي وتقف الى جانب قادة الدولة في المعركة التي انصبت علينا. "لا نُحادث ارهابيين"، ولا من يوالونهم ايضا.

وماذا عن حماس؟ وبماذا سيُحكم عليها في الوضع الذي نشأ؟.

يتفق الجميع على تقدير أن هذه واحدة من أقسى ساعات حماس. فقد بادرت الى الجري الى الذراعين المفتوحتين لكريهة نفسها – فتح – بعد سلسلة هزائم طويلة. فقد طُردت عن قاعدتها في دمشق، وقلصت ايران المساعدة للمنظمة بسبب الموقف الذي التزمت به، أما مصر – التي كانت الى وقت قريب الجبهة الداخلية والدعامة الاستراتيجية لحماس – فقد أعلنت بأنها منظمة ارهابية.

وفي الساحة الدولية تمتنع الولايات المتحدة عن اجراء أي اتصال بحماس بحسب القانون، وتلتزم اوروبا بألا تعترف بها الى أن تتبنى شروط الرباعية الثلاثة. وتركيا غارقة في صراعات داخلية، وينبغي ألا نفرض أن يشغل رئيس الوزراء اردوغان نفسه بقضية قطاع غزة. وضاقت أكثر الدول العربية والاسلامية ذرعا بقطاع غزة بحيث أصبحت حماس أكثر عزلة وذُلا وضعفا مما كانت من قبل. ونقطة الضوء الوحيدة عندها هي روسيا التي تلتزم في الحقيقة بقرارات الرباعية لعضويتها فيها لكنها تؤيد الاتفاق الفلسطيني الداخلي. بل إن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل دفدانوف هاتف خالد مشعل وهنأه على المصالحة مع فتح.

هذا هو الوقت الذي يجب فيه على حكومة اسرائيل أن تزن بجدية خيار أن تقضي على حماس بعاصفة، فلا أحد سيهب لنجدتها ولن يُنبه أحد الرأي العام الدولي لانقاذها، ولن يقترح أحد انشاء لجنة تحقيق دولية للتحقيق في وقائع هذه الحرب. وهكذا يستطيع رئيس الوزراء "أن يجتث التهديد من جذره" وأن يمنع سيطرة حماس في المستقبل على يهودا والسامرة في ظل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

إن هذه الحرب ستجبي من اسرائيل ثمنا باهظا من الدماء – الخسائر والمصابين. وهذا ثمن فظيع. لكن اذا نجحنا في المهمة فسنسقط عن اسرائيل أكبر تهديد وهو تهديد حماس بالقضاء على اسرائيل. وهو تهديد لا يكل متحدثو اسرائيل عن ذكره. وهذا الاجراء سيضر ضررا شديدا بحزب الله الذي أعلن زعيمه مؤخرا أنه لا يرغب في محاربة اسرائيل. في هذا السياق فقط يمكن أن نتفهم اعداد الرأي العام هنا لمعركة الى درجة الحاجة الى أن تعلق المعارضة نضالها لسياسة الحكومة.

إن سرعة الاحداث في الشرق الاوسط توجب اتخاذ قرارات في أسرع وقت ما بقي العالم مشغولا بأزمة اوكرانيا (ولهذا لن تسارع روسيا الى التدخل من اجل حماس)، وقبل أن يدخل الاقتصاد الدولي ازمة اخرى. فاذا لم تنتهز اسرائيل هذه الفرصة النادرة التي عرضت لها فقد تتغير الظروف. إن الظروف المجتمعة التي وصفت آنفا ستمر وتبقى حماس وتعود الى زيادة قوتها. وستفهم دول المنطقة أن اسرائيل حتى في هذه الحالة المتطرفة التي وصفت هنا قد أحجمت عن القيام بمواجهة مصيرية لعدوتها الضعيفة التي ما زالت تطمح الى القضاء عليها. وقد تكون لهذه النتيجة آثار بعيدة المدى على مكانة تلك التي ترى نفسها قوة من القوى الاقليمية العظمى. وسيضعف صدق ردعها ضعفا شديدا.

يوجد بالطبع بديل آخر وهو محادثة العدو ولا سيما وهي في وضعها الضعيف. وأنا كنت أكتب وأتحدث في ذلك منذ عشر سنوات. فاذا رُد هذا الخيار كليا يبقى الاثنان اللذان ذكرتهما فقط وهما استغلال الظروف للقضاء على التهديد أو الاستمرار على السير في مستنقع "عدم وجود سياسة" مع تحمل تكاليف ذلك الخبيثة حتى تختفي قدرة اسرائيل على ردع عدو ليس دولة.