خبر : الأتراك يصوتون اليوم على مصير أردوغان وحزبه

الأحد 30 مارس 2014 08:50 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الأتراك يصوتون اليوم على مصير أردوغان وحزبه



أنقرة - وكالات - يتوجه الناخبون الأتراك اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب مجالسهم المحلية، في انتخابات تشكل اختباراً لشعبية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، واستفتاءً على استمرار حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المحافظ بالحكم.

ورغم أن الانتخابات محلية الطابع، فإنها تكتسي أهمية بالغة لأنها تأتي في خضم الصراع بين "العدالة والتنمية" وحزب "الشعب الجمهوري" (قومي علماني) الذي يسعى لاستغلال فضيحة الفساد التي شملت أردوغان لوضع حد لحكمه الممتد منذ أكثر من 11 عاماً.

وتنقل أردوغان في الأسابيع القليلة الماضية من أزمة إلى أخرى، فبعد فضيحة الفساد التي شملت مقربين منه، شنّ رئيس الحكومة القوي حملةً لتطهير القضاء وأجهزة الأمن مستهدفاً أنصار الداعية الإسلامي فتح الله غولن، الذي سيتقاسم معه أصوات الناخبين المتدينين بعد أن شكلا جبهة موحدة في الأعوام القليلة الماضية ضد أنصار العلمانية وأنصار الحكم العسكري.

وتعرض أردوغان لضغوط كبيرة بعد نشر تسجيلات مُحرِجة نسبت إليه مع ابنه بلال الذي تدور شبهات بشأن تورطه في فضيحة الفساد. وشنّ رئيس الوزراء حملة على مواقع التواصل الاجتماعي انعكست سلباً عليه على الصعيدين المحلي والدولي، كما تلقى صفعة قبل يومين من خلال نشر تسجيل صوتي لاتصال بين قادة في الجيش والاستخبارات مع وزير الخارجية أحمد داود أوغلو تحدثوا خلاله عن إمكانية التدخل العسكري في سورية، وعن إمكانية افتعال هجوم على الأراضي التركية من داخل الأراضي السورية لتبرير التدخل.

وبينما يعارض حزب "الشعب الجمهوري" سياسات أردوغان فيما يخص الوضع السوري، اتهم أردوغان زعيم "الشعب الجمهوري" كمال كليتشدار أوغلو باتخاذ موقف مؤيد للرئيس السوري بشار الأسد لأنه ينتمي إلى الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد.

ويتوقع المراقبون أن تشهد مدينتا إسطنبول وأزمير انتخابات طاحنة، ويراهن أردوغان على الاحتفاظ ببلدية إسطنبول التي تعتبر أهم مدينة في البلاد ومركز الحكم.

وتتخوف الحملة الانتخابية التابعة لحزب "العدالة والتنمية" من عزوف الشباب الذين يشكلون شريحة كبيرة من المواطنين الأتراك، على خلفية حظر الحكومة لمواقع التواصل الاجتماعي.

وأُجبِر أردوغان (60 عاماً)، الذي يلقبه أنصاره بـ"السلطان"، على إلغاء فعاليتين في حملته أمس الأول بناءً على أوامر الأطباء الذين حذروا من أنه قد يلحقه ضرر دائم بالأوتار الصوتية بعد أن واجه عدة مشاكل في صوته هذا الأسبوع، إلا أنه استأنف حملته أمس.

وبدا رئيس الوزراء أمس واثقاً بالفوز، وقال لأنصاره: "غداً سنلقن هؤلاء الخونة الكذابين درساً قاسياً".

ويرى مراقبون أن أردوغان سيتمكن في النهاية من الحفاظ على موقعه إلا أنه سيظل يواجه ضغوطاً قوية من المعارضة قد تؤثر على الاقتصاد وتمحو الإنجازات الاقتصادية المبهرة التي حققها خلال وجوده في سدة الحكم.