خبر : الولايات المتحدة في هجوم لم يسبق له مثيل على يعلون \ بقلم: حيمي شليف \ هآرتس

الأربعاء 19 مارس 2014 01:30 م / بتوقيت القدس +2GMT



          هاجمت الادارة الامريكية في يوم الثلاثاء بصورة شخصية وبشدة لم يسبق لها مثيل وزير الدفاع موشيه يعلون الذي قال إن الولايات المتحدة "توحي بضعف" في جبهات مختلفة في العالم، واتهمته بالافساد المتعمد للعلاقات بينها وبين اسرائيل. وقد أغضبهم في الادارة في الأساس الانتقاد الذي وجهه يعلون للسلوك الامريكي في مسألة الازمة في اوكرانيا ولأنه عبر عن عدم تقدير للمساعدة الامنية لاسرائيل. وقيل كلام يعلون الشديد في الادارة الامريكية في حفل في جامعة تل ابيب وكشف عنه أمس في صحيفة "هآرتس".

          "أدهشتنا ملاحظات وزير الدفاع التي تُشكك في التزامه بالعلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة"، قال موظف رفيع المستوى في الادارة الامريكية في اعلان صيغ بدقة وأُدلي به بعد الاذن والموافقة. ورفض الموظف الافصاح عن اسمه لكنه أكد أن "الحديث عن اسلوب مقلق يعبر به وزير الدفاع عن استخفاف بالادارة الامريكية ويُهين أكبر موظفيها. وفي ضوء التزام هذه الادارة الذي لم يسبق له مثيل بأمن اسرائيل نتساءل لماذا يبدو وزير الدفاع مصمما على افساد هذه العلاقات".

          وأفضى الغضب على يعلون الى نشر مدبر للاعلان الشديد اللهجة غير العادي في ماهيته الذي يعبر عن عدم ثقة شخصية بوزير الدفاع. وقال مصدر يهودي رفيع المستوى اطلع على الصيغة الدقيقة لاعلان الموظف، أمس إنه لا يتذكر هجوما شخصيا بهذه الشدة والمرارة في السنوات الاخيرة من قبل الادارة الامريكية على وزير اسرائيلي. وقال إن التوتر بين الادارة الامريكية ويعلون سيثقل بلا شك على العلاقات الامنية بين الدولتين إن لم يكن ذلك مباشرة فبصورة غير مباشرة.

          وقد هدد يعلون الولايات المتحدة زيادة على قوله إن الولايات المتحدة "تظهر ضعفا" في ساحات مختلفة في العالم منها اوكرانيا، وإن حلفاءها في الشرق الاوسط خابت آمالهم فيها، بأنها اذا لم تتنبه فان الارهاب "سيصل اليها" مرة اخرى. وأثار كلامه غضبا كبيرا في جميع اقسام الادارة الامريكية ومنها وزارة الخارجية والبيت الابيض ولا سيما وقد سبقت ذلك المواجهة السابقة معه في كانون الثاني حينما اتهم وزير الخارجية جون كيري بـ "مسيحانية وسواسية". وقد نشر يعلون آنذاك اعلان اعتذار من انقضاضه على كيري صيغ مع رئيس الوزراء نتنياهو بين فيه "أن اسرائيل والولايات المتحدة شريكتان في جهد دفع التفاوض السلمي قدما بين اسرائيل والفلسطينيين بقيادة وزير الخارجية الامريكي كيري، ونحن نُجل الجهود الكثيرة لوزير الخارجية لاجل هذه الغاية". ونشر الاعلان بعد أن رفضت الادارة الامريكية قبل ذلك تصريحا ضعيفا صدر عن يعلون، رفضا باتا.

          قال شخص له صلة يومية بموظفين في الادارة الامريكية إن يعلون فوق حقيقة أنه يُصور في واشنطن على أنه "مُهين دائم" ولا يُقدر تقديرا صحيحا اسهام امريكا الامني لاسرائيل، فان عنصرين في الكلام الذي نشر في صحيفة هآرتس أغضبا الادارة غضبا خاصا: وهما تناوله المباشر لـ "الضعف" الامريكي في اوكرانيا في حين ما زالت الازمة في ذروتها، وحقيقة أن يعلون يبدو أنه يهدد امريكا بأن سياستها ستفضي الى تجديد الهجمات الارهابية عليها. "الامريكيون يفهمون اللعبة السياسية في اسرائيل وحاجة يعلون الى أن يكون ظهيرا أيمن لنتنياهو، لكنهم لا يفهمون لماذا يصر على الدوام على أن يبصق في البئر التي يشرب منها جهاز الامن الاسرائيلي الذي هو المسؤول عنه"، أضاف ذلك الشخص.

          وأشار يعلون الى أنه في ضوء تقديره أن الادارة الامريكية لن تعمل على احباط برنامج ايران الذري، فانه يجب على اسرائيل أن تستعد لعملية عسكرية مستقلة على منشآت طهران الذرية. "اعتقدنا أن التي يجب أن تقود المعركة على ايران هي امريكا، لكنها دخلت في مرحلة ما في مفاوضة معهم، ويؤسفني أن الايرانيين كانوا افضل في السوق الفارسية"، قال، "اذا كنا نريد أن يُصنع عمل الصدّيقين بأيدي آخرين فلن يحدث هذا قريبا ولهذا يجب أن نتصرف في هذا الشأن باسلوب إن لم أكن أنا لنفسي فمن يكون لي".

          وانتقد وزير الدفاع انتقادا شديدا سلوك الادارة الامريكية في القضية الايرانية بل اشار اشارة خفية الى أن الرئيس اوباما يفضل أن يدحرج هذه القضية الى باب من سيحل محله في البيت الابيض. "يعلم الناس أن ايران تحتال، لكن غربيين شبعانين يفضلون تأجيل المواجهة إما للسنة التالية وإما للولاية التالية، لكن ذلك سينفجر آخر الامر"، أكد. وقال إن ايران نجحت من حال كانت قد وقعت فيها على اربع قوائم بسبب ضغط اقتصادي وعزلة سياسية ثقيلة وخشية من انفجار داخلي وتهديد عسكري، نجحت بطريقة محنكة في أن "تقود هجوم ابتسامات" وتتخلص من الازمة التي كانت فيها. "يوجد تأخير للمشروع الذري لكن الاتفاق يريح الايرانيين جدا"، أضاف، "انهم يُثبتون انفسهم في منطقة الحافة ويستطيعون أن يقرروا متى ينطلقون قدما نحو القنبلة الذرية".

          وتطرق يعلون الى العلاقات السياسية الامنية بين اسرائيل وامريكا وزعم أنه "يجب أن نرى المساعدة العسكرية الامريكية لاسرائيل في تناسب". وقال "ليس الحديث عن افضال امريكي بل عن مصلحة"، واسرائيل لا تأخذ اشياء من الولايات المتحدة فقط بل تعطي الامريكيين ايضا. وقال: "انهم يحصلون منا على معلومات استخبارية نوعية وعلى تقنية. فنحن اخترعنا القبة الحديدية. ونحن اخترعنا أجنحة طائرة الشبح اف 35. ونحن اخترعنا حيتس".