خبر : يجب على اوباما أن يُبين لأبو مازن ثمن رفضه \ بقلم: دان مرغليت \ اسرائيل اليوم

الإثنين 17 مارس 2014 01:15 م / بتوقيت القدس +2GMT



سيجري لقاء براك اوباما وأبو مازن اليوم في واشنطن تحت تأثير المقابلة الصحفية ذات المستويات الثلاثة التي أجراها موشيه يعلون مع رينا متسليح في القناة الثانية.

لا يوجد في بداية المقابلة الصحفية أي شيء مرفوض. فقد عبر (لأسفه كما أضاف) عن تقدير أنه لن ينتج شيء عن التفاوض الجاري برعاية جون كيري. وهذا هو رأيه منذ زمن. صحيح أنه لو كنا في ديمقراطية اخرى لما عبر وزير عن رأيه في شأن يعالجه رئيس الوزراء ووزيرة القضاء التي اختيرت لذلك. لكن يوجد في اسرائيل عادة عجيبة وهي أن كل وزير يتحدث في كل شيء حتى خارج اختصاص وزارته. وعلى ذلك يصبح كلام يعلون في هذا الاطار عاديا.

وتوجد مشكلة في الطبقة الثانية، فيعلون يزعم أن كيري باع أبو مازن سلعة ما كانت له ولم تكن في يده. وهذا أمر خطير. لكن كان يجب عليه – باعتباره يرغب في اطلاع الجمهور على ذلك وهذا أمر جيد – أن يستعمل ما يسبق العمل قبل الكشف عن الحقيقة الاشكالية على رؤوس الاشهاد وهو أن يحصل على موافقة بنيامين نتنياهو على نشر المعلومة. فهل حصل عليها؟ لقد حافظ نتنياهو أمس على حق الصمت.

والمستوى الثالث خاطيء. فهو في مقابلته الصحفية التي تمت قبيل اللقاء في البيت الابيض يمنح أبو مازن ذخيرة دعائية ويشجع اوباما على الدفاع عن وزير خارجيته كي يلزم الموقف الفلسطيني أكثر فأكثر. وليس لاسرائيل اهتمام بمشاجرة كيري واوباما والبيت الابيض حتى في حال الاختلاف في الرأي. ولا يمكن أن يهاجم كيري باعتباره وسيطا مشكوكا في أمانته، وأن يتوقع منه أن يعود الى موقفه الاصلي الذي يؤيد طلب نتنياهو أن يعترف الفلسطينيون بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي. إن يعلون مثل نتنياهو ومثل كثيرين آخرين في الائتلاف الحكومي والمعارضة يقدر أن أبو مازن غير متجه الى تسوية. والاختلاف هو في سؤال من سيكون المذنب في نظر الحكومات الغربية والرأي العام الغربي. وإن هذا التصريح كتصريح يعلون قد يرجح الكفة لغير مصلحة اسرائيل وكأنها تتحمل المسؤولية عن فشل التفاوض.

إن الواقع على الارض مختلف ويجب أن يعرض بالصورة الصحيحة: فقد أدرك كيري أهمية طلب الاعتراف الفلسطيني باسرائيل دولة لليهود. وإن معنى هذا الاعتراف هو أنه حينما يوقع على الاتفاق فان المطالب الفلسطينية تنتهي ولا يوجد حق لابناء اللاجئين العرب في 1948 في العودة.

ما الذي جعل كيري يتراجع عن ذلك؟ أكان ضغط عربي ما؟ يجب على اسرائيل أن تتبنى سياسة الضغط تحت الضغط. فكما يظهر الامريكيون والغرب الثبات على طلبهم الكف عن البناء في المستوطنات كان يمكن أن يتوقع منهم أن يؤيدوا طلب اسرائيل الاعتراف بيهوديتها. فلماذا يكون كيري في الجانب الفلسطيني صلبا كالصخر ويصبح مثل ريشة في مهب الريح مع اسرائيل؟.

إن الأمل هو ألا يدع اوباما خيبة الأمل الامريكية لموقف عدد من وزراء اسرائيل تنجر وراء مطالب أبو مازن. وحتى لو كان عنده مطالب من اسرائيل وعبر عنها سرا وعلنا فان ذلك لا يعفيه من واجب أن يُبين لأبو مازن الثمن الباهظ الذي يجبيه رفضه العنيد للاستمرار على التفاوض.