خبر : أيها الفلسطينيون ...د. مصطفى يوسف اللداوي

الأحد 23 فبراير 2014 08:47 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أيها الفلسطينيون ...د. مصطفى يوسف اللداوي



أيها الفلسطينيون في كل مكانٍ، في أرض الوطن أو في مخيمات اللجوء، في الدول العربية أو في بلاد الشتات،

أينما كنتم، وفي أي زمانٍ عشتم، وإلى أي الأحزاب انتميتم، وأي فكرٍ حملتم،

نناديكم بجنسيكم وفئاتكم العمرية، وثقافتكم وشهادتكم، وهويتكم وميولكم، ومجتمعاتكم ومخيماتكم،

عليكم بفلسطين دون غيرها، فلا تولوا وجوهكم إلى سواها، ولا تسلكوا طريقاً لا يؤدي إليها، أو لا يقود إلى قدسها، أو لا يحرر أرضها،

فلا طريق تؤدي إلى فلسطين إلا عبر فلسطين، ولا بوابة إلى القدس إلا عبر فلسطين، ولا درب يقودنا إلى ديارنا إلا عبر أرضنا الوطنية الفلسطينية،

ولا يخدعنكم أحد بأن الطريق إليها يمر عبر غيرها، أو يصل إليها على أنقاض سواها،

فلا تبذلوا دماءكم في غيرها، ولا تقاتلوا إلا من أجلها، ولا تقتلوا إلا في سبيلها،

ولا تحملوا السلاح إلا في وجه من احتلها، ولا تطلقوا الرصاص إلا على صدر من اغتصبها،

ولا تفجروا الأرض إلا تحت أقدام الصهاينة، ولا تنفجروا إلا بينهم، ولا تستشهدوا إلا على أيديهم،

كونوا استشهاديين بينهم، وخوضوا أعظم عملياتكم العسكرية ضدهم، أفقدوهم أمنهم، احرموهم طمأنينتهم، لا تجعلوهم يشعرون بالأمان في بلادنا، ولا يهنأون بالعيش على أرضنا، ولا يستمتعون بخيرات بلادنا، ولا يتعرضون لشمس وطننا، ولا يشربون من ماء فلسطيننا،

ولا تسمحوا لأحدٍ أن يغير بوصلتكم، أو أن يحرف مقاومتكم، أو أن يشوه جهادكم، أو أن يلوث بندقيتكم،

احفظوها طاهرة، وأبقوا عليها نقية،

ولا تسمحوا لأحدٍ أن يتخذها منكم مطية، أو أن يستخدمكم لأغراضه وسيلة، ولغاياته آلة،

لا تتسبوا في موتِ عربي، ولا في قتل مسلم، ولا تكونوا سبباً في يتمِ طفلٍ، أو ترمل امرأة،

لا تساهموا في هدم البيوت، ولا في حرق النفوس، ولا في حقد القلوب،

لا تشتتوا من اجتمع لأجلنا، وقاتل بسببنا، وضحى في سبيلنا، وأعطى وساند أهلنا،

لا تجبروا أحداً على القسوة عليكم، أو الإساءة إليكم، أو الندم على ماضيه معكم،

لا تدفعوا أماً أو أباً للدعاء عليكم، ولا لصغيرٍ بالحقد عليكم، ولا لشعب بكرهكم أو التبرم منكم،

لا تعطوا الحكومات مبرراً للتضييق عليكم، والإساءة إليكم، وتبرير قسوتها على أهلكم،

ولا تسهلوا عمل الإعلاميين وحملة الأقلام المأجورة المندسة، ولا تعطوهم الخنجر الذي يطعنوننا به، ولا تسلموهم السم الذي يدسونه لنا،

فهم لا يتأخرون عن الإساءة إلينا، والتحريض علينا، وتأليب المجتمعات ضدنا، فلا نكون لهم وهم الشياطين المردة عوناً وسنداً، نساعدهم في مهماتهم القذرة، ونيسر لهم تنفيذ مخططاتهم المشبوهة،

أيها الفلسطينيون ... لا تكونوا نزلاء سجوننا العربية، ولا معتقلين على خلفية مشاكل محلية، ولا متورطين في قضايا داخلية، ولا أعضاء في مجموعاتٍ عنفية، ولا عصاباتٍ تخريبية،

وكونوا مع فلسطين تكن الدنيا كلها معكم، ومن قبل يكون الله معكم، يرعاكم ويوفقكم ويبارك في جهودكم، ويجمع الأمة معكم وبكم وحولكم،

كونوا مع فلسطين تكن الأمة كلها في صفكم، تقاتل إلى جانبكم، وتناضل معكم، وتمد إليكم يد العون والمساعدة، ولا تبخل عليكم بمالها ولا بحلي نسائها، ولا تتأخر عن التضحية بخيرة رجالها، ولا بزهرة شبابها، من أجل حرية بلادنا، وطهر قدسنا،

واعلموا أن قضيتنا طاهرة فلا ندنسها، وهي شريفة فلا نعيبها، وهي مقدسة فلا نمس طهرها بسوء، ولا نسمح لأحدٍ بأن يجرنا إلى غير غاياتنا، ولا أن يأخذنا إلى غير معركتنا، وأن يضر بنا ويقودنا من حيث لا نريد إلى حتفنا، وضياع قضيتنا...

بالله عليكم أيها الفلسطينيون أصغوا السمع، واسمعوا واعوا ... وكونوا على قدر المسؤولية، فأنتم أمناء على أعز قضية، وأعظم أمانة، فلا تستهينوا بها، ولا تفرطوا في حمايتها، ولا تكونا سبباً في انفضاض الأمة من حولنا، وتخليها عنا، وابتعادها عن قضيتنا، فهذا والله يسعد الإسرائيليين، ويفرح الصهاينة، ويرضي أولياءهم، ويلبي آمال من أحبهم...