خبر : فقط لو كان بيبي يريد \ بقلم: يوئيل ماركوس \ هآرتس

السبت 22 فبراير 2014 04:17 م / بتوقيت القدس +2GMT



          هل تعرفون من هو شلومو بن بيسح هكوهن. ليس مؤكدا. فقد كان هذا الاسم العبري لستانلي فيشر حين ولد في روديسيا. ما كان بحاجة لان يدعى باسم يهودي بالذات كي يصبح فنان اقتصادي عالمي. ولكن لم يتأثر دوما رجال الغابة المالية عندنا  بمشوراته وبخطواته. فقبل ان يعتزل بنك اسرائيل، أوصى رئيس الوزراء أن يعين مكانه نائبة المحافظ كرنيت بلورغ. ولكن بيبي الذي لم يفوت فرصة لان يتزحلق على كل قشرة موز، تورط مع يعقوب فرنكل، وابقى لفترة طويلة المنصب الهام دون رأس ثابت، الى أن عين بلوغ. وعندها قال الجميع يا له من خيار رائع. لماذا أذكر هذا؟ لان ذات فيشر بعث، قبل أن يغادر البلاد، برسالة شخصية الى بيبي روى فيها ما حصل في روديسيا في الطريق الى تحولها الى زامبيا وزمبابوي. ولما كانت هذه رسالة شخصية، فاننا لن نعرف اذا قيل فيها "انسى حلم بلاد اسرائيل الكاملة".

          بيبي الذي لا يزال يتغذى بتعهده بتسوية سلمية بين دولتين، لا ينجح في القيام بالخطوة التاريخية. ليس واضحا مما يخاف اكثر: من غضب الادارة الامريكية، من تهديدات المقاطعة العالمية، ام من رجال بلاد اسرائيل المتزمتين والعنيفين. ينبغي أن نذكر هنا بانه عندما تنافس بيبي على ولايته الاولى، طلب حراسا ثابتين لم يكونوا في حينه ضمن الانظمة الدارجة. "هو حقا يخاف خوفا جسديا"، كشف لي في حينه النقاب احد قادة المخابرات الذي اشتهر في الفيلم الوثائقي ذائع الصيت "حماة الحمى".

          والان، عندما تكون الحكومة في مفاوضات يديرها كيري، تقع أمور غريبة. وزير الخارجية ليبرمان الذي عاد الى الحكومة وهو مفعم بالقوة والنشاط، فاجأ مؤيديه بخطة لفظية لكبير السن المسؤول. "عندما يكون جدال بين وحدة البلاد ووحدة الشعب، فان الشعب أهم... أنا أرى بينيت يهرع الى الميكروفونات ولكن ليس الى المعارضة... كيري هو صديق حقيقي... لا توجد اي حكمة في جعل الاصدقاء أعداء... أن نكون لا نتفق مع كيري في كل شيء فهذا ليس سرا، ولكن لا يجب ابراز ذلك".  وللصحفيين الذين دهشوا لرقة ليبرمان، قالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية: "هذه رسالة قوية". ليس واضحا اذا كان ليبرمان غير جلدته، بل وليس هاما. فالكلمة التي تقال من فم كبير لا تسترجع.

          قبل ثمانية ايام جرت في المنطقة التي بين القدس ومعاليه ادوميم مظاهرة كبيرة، في اعقاب الخوف من اخلاء المستوطنات مقابل السلام. وشارك فيها ثلاثة وزراء وعشرين نائبا. والسؤال الذي يطرح هو ضد من تظاهروا؟ ضد أنفسهم؟ فهم وزراء الحكومة والنواب. النائب نحمان شاي قال في الغداة في البرنامج الصباحي للشبكة الثانية، انه بدلا من أن يصوتوا ضد أنفسهم، من الافضل أن يتركوا الحكومة. سهل عليه الحديث. بيبي هو الذي يجب أن يقرر اذا كان يقبل ان يكون وزراؤه ونواب الكنيست خاصته في الداخل وفي الخارج في نفس الوقت. عندما كانت غولدا مائير رئيسة الوزراء، انتبهت الى أنه في صباح ايام الاحد كانت وسائل الاعلام تمتلىء باعلانات الوزراء عن استجوابات ستقدم الى الحكومة. وأوضحت بان سؤالا ظهر في الصحيفة لن يظهر في جلسة الحكومة. وحذرت قائلة: "لا تكونوا ابطالا في الخارج وجبناء في الداخل".

          يلقي بيبي بظل طويل من الضعف على نفسه اذا كان لا يقيل اوري اريئيل وامثاله او على الاقل يوضح لهم: اما انكم في الداخل أو انكم في الخارج. بينيت، مع القبعة الصغيرة على صلعته، والذي في بداية طريقه أعطى انطباعا عن سياسي محدث، انكشف كرجل بلاد اسرائيل الكاملة الاكثر تطرفا، الذي يفضل العيش على حرابنا مما على التسوية السلمية. وباختصار قبعة دينية صغيرة ورأس صغير. هذا ليس الرجل الذي سيرفع يده في الحكومة في صالح تسوية.

          لقد أجبر كيري الطرفين على وضع المبادرة الامريكية على الطاولة. في كل الاستفتاءات الشعبية نحو 60 في المئة مع حل سياسي. ليس هكذا في الحكومة، الذي يوجد في دواليبها عصي باسم بينيت، دانون، اوريئيل، ريغف وحوتوبيلي. في الوقت الذي يرق فيه محمود عباس، السؤال هو لا يزال ماذا يريد بيبي. اذا كان يريد ويقرر، فيمكنه أن يصل الى تسوية قبل أن يفوت الاوان. أن يدخل التاريخ وان ينتخب كرئيس الدولة في نفس الوقت وان يستمتع بالحياة في الجامبو الرئاسية مع سارة حول العالم.