خبر : بالصور: محمد رمضان.. المخرج الذى عشق الفقراء وعاش مع المهمشين.. ومات على القمة

السبت 22 فبراير 2014 08:36 ص / بتوقيت القدس +2GMT
بالصور: محمد رمضان.. المخرج الذى عشق الفقراء وعاش مع المهمشين.. ومات على القمة



القاهرة وكالات

«صباح الخير يا سينا» مع صورة لجزء من وجهه وصورة لطفلة صغيرة ضاحكة يوم 14 فبراير، سيظل هذا هو آخر ما يتذكره أصدقاء المخرج الشاب محمد رمضان له، مصحوبا بصورة أخرى للقمر وراء جبال كاترين معلقا عليها «القمر مستخبى ورا الجبال».

تعكس هذه الصور حب رمضان للتصوير وللأطفال على السواء، وهو ما يعكس حالة الطفل المنبهر الذى يسكن بداخل محمد رمضان سعيد المولود عام 1981 لأب فلسطينى ينتمى لعائلة جبر، وأم مصرية ولم يزر رام الله سوى مرة واحدة وهو صغير.

عاش رمضان بمنطقة أبو قتاتة بالجيزة، وتوفى والداه فى فترتين متقاربتين، وكان مسئولا عن شقيقات ثلاث، اثنتان منهن اكبر منه.

رمضان تخرج فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم ميكانيكا ليلتحق بعدها بمعهد السينما قسم إخراج ويتخرج فيه عام 2010.

وعمل قبل التحاقه بالمعهد بعدة مهن، فعمل بائعا للبنطلونات الجينز بسوق الجمعة بالسيدة عائشة، وهى الفترة التى جعلته متعاطفا دوما مع مهمشى مصر كما يحكى صديقه وزميل دفعته السورى هافال قواسمى الذى يقول إنهما كان لديهما مشروع تحت اسم «سينما الترسو»، يشاركهما فيه ثلاثة آخرون هم الشاعر ضياء الرحمانى والسيناريست محسن ميرغنى والسيناريست عيسى جمال. وهو مشروع لصناعة سينما أبطالها من المهمشين فقط.

ويضيف هافال إن محمد لم يكن يسعى وراء نجومية الممثلين فى اختيار مشاريع تخرجه، بل كان يريدهم أبطالا حقيقيين لم يمثلوا من قبل وعاديين مثل من يسيرون فى الشارع.

ويحكى صديق عمره عن حبه الشديد لجنسيته المصرية وفرحته بحصوله عليها عام 2011 بعد ثورة يناير.

وعن أفلامه يقول هافال، إنه قدم فيلما وثائقيا قصيرا عن الأفراح الشعبية وهو فى العام الثالث بمعهد السينما عام 2009، وكان يسعى لتقديمه كفيلم وثائقى طويل.

وعام 2008 قدم فيلما روائيا قصيرا بعنوان «شنطة سوداء» عن الشاب الضائع الذى يبحث عن نفسه وهى معه فى هذه الشنطة السوداء.

اما مشروع تخرجه فى المعهد فكان فيلم «حواس» عام 2010، وهو عن ممرضة تعمل فى مستشفى وناقش من خلاله نظرة المجتمع للمرأة.

وصوره بتقنية الـ35 ميللى، وهو الفيلم الذى شارك فى مهرجانات عديدة وفاز بعدة جوائز من وهران أو مالمو أو المهرجان القومى الأخير.

أما عيسى جمال كاتب سيناريو فيلمه الذى لم يخرج للنور وفاز بمبادرة أفلام مصر العالمية الإنتاجية «الامام» فيقول إنه يعرف محمد منذ عام 2006، وإن الفليم كان أول مشروعات فكرتهم لسينما الترسو وأبطالها الفقراء، سواء ساكنو القبور أو سائقو التكاتك، والفيلم تم تطويره على مدى عام كامل فى 3 ورشات عمل بدهشور حيث تقع عزبة منتجة الفيلم ماريان خورى، مع مدرب فرنسى عالمى فازت عدة سيناريوهات أشرف عليها بـ«كان وبرلين» والأوسكار أيضا، اسمه جاك، واستمر عملهم حتى صلوا للنسخة الأخيرة، وهى النسخة التى أرسلها لمحمد لقراءتها قبل موته.

أما ماريان خورى منتجة الفيلم فقالت إنها ترغب فى الحديث أولا عن دافع محمد وجيله من الشباب لخوض مثل هذه الرحلات، وهى تعتقد أن الإحباط الذى يسيطر على جيله دفعهم للبحث عن الإنجاز والمغامرة فى مثل هذه الرحلات، وطالبت بتوفير المعلومات لأى شخص يرغب فى خوض الرحلة.

وحول فيلمهم «الامام» قالت إنه يدور حول رجل يسكن المقابر، ولديه بنت وحيدة وولد أعمى، ويبحث عن شخص يتولى رعاية الاثنين فيختار ولد لهذا.

وتتذكر خورى أنها التقته و«هاجر» الفتاة التى رحلت معه فى الرحلة نفسها ذات مرة عند قصر الاتحادية، وقالت له ماريان وقتها إنها ترى فيها بطلة فيلمه «فهى محجبة وجميلة محبة للحياة»، ولكنهما رحلا معا فى «باب الدنيا».