خبر : حماس وإشكالية محمد دحلان ...ابراهيم المدهون

الأحد 16 فبراير 2014 09:03 م / بتوقيت القدس +2GMT
حماس وإشكالية محمد دحلان ...ابراهيم المدهون



لا شك أن شخصية محمد دحلان مثيرة للجدل فلسطينياً وعربياً وتفرض نفسها مع كل حراك سياسي داخلي، وهو شخصية طموحة جداً لدرجة أكبر من قدراته الذاتية، ولديه عجلة وتهور ساعدتا بتوالي هزائمه وانكساراته، إلا أنه يتمتع بإرادة وعلاقات دولية وإقليمية تعيده مجدداً لمواصلة سعيه لنيل غاياته.

أما عن علاقته مع حركة حماس فقد وصلت حد العداء الشديد، فدحلان اسم منبوذ من قبل أنصار الحركة وغير مقبول لقواعدها بعد موقفه وسلوكه إبان رئاسته لجهاز الأمن الوقائي في العام 1996م، ولعلاقته المميزة بقيادات العدو الإسرائيلي المسؤولين عن اغتيال قادتها.

أخطأ دحلان بحق حركة حماس في مرحلتين متواليتين إلا أنه دفع ثمناً كبيراً في المرة الثانية، فلم يُحسن لحظتها تقدير قوتها وقراءة الواقع الجديد، وأساء التعامل معها واستعداها بشكل مفرط، فكانت سبباً في تدمير حلمه الشاب وإضعافه أمام منافسيه في فتح، مما أدى لهروبه من قطاع غزة و كسر شوكته في الضفة الغربية.

إلا أن السياسة مرنة ولها حديث آخر يُظهر في كثير من الأحيان أنه متناقض وغير منطقي، فلقد استطاع محمد دحلان رُغم إبعاده وطرده من حركته أن يحافظ على جماهيريةٍ نسبية ويمتلك بعضاً من أوراق اللعبة داخلها واستمر ذلك بعد فصله من اللجنة المركزية والمجلس التشريعي، وما زال يُعتبر أحد أقطابها والمنافسين الرئيسيين على رئاستها ورئاسة السلطة، وأعتقد أنه سيتمتع بتأثير ونفوذ أوضح بعد أبو مازن، وسيضطر رئيس فتح القادم مهما كان شخصه لاسترضاء دحلان واستعادته.

حركة حماس من جهتها تقوم بهجوم بالمصالحة الوطنية لتقوية الجبهة الفلسطينية في مواجهة خطة كيري والتحديات الإقليمية والإسرائيلية، ويوجد الآن رفض قاطع ومُعلن من قبل قادة فتح لإشراك دحلان في هذه العملية.

حماس نفت أن تكون قد تقصدت المصالحة مع محمد دحلان وإن خدمت بعض قراراتها تيار دحلان والنواب التابعين له، وعني أجد ألا عيب أن يتم تقصد ذلك والعمل على إعادة ترميم العلاقة، فهو لا يختلف عن الرئيس عباس، ويمثل تياراً كبيراً ومؤثراً في فتح، كما أن ثقل دحلان الحقيقي في قطاع غزة، ولا يمكن التصالح مع فتح غزة إلا بواسطة تيار دحلان، لهذا أنصح السيد محمد دحلان أن يساعد حماس على اتخاذ قراراتها الإيجابية إن فكرت بذلك.

فهناك قطاع كبير ومؤثر في حركة حماس لا يتقبل حتى اللحظة التصالح مع دحلان وينظر إليه على أنه خطر مستقبلي، ويمكن أن يغدر بالحركة إن تمكن وعادت شوكته، لهذا يفضل من وجهة نظري أن يقوم أبو فادي بتقديم بوادر حسن نية وخطوات تطمينية تجاه حركة حماس وجمهورها وأنصارها، كأن يعترف بخطئه ويعلن ندمه، ويتعهد بألا يحاول إقصائها أو استعدائها في المستقبل، ويعترف بشرعية حكومتها ويطرح مراجعات حقيقية لصالح الوطن ومستقبله، ويؤكد استعداده لفتح صفحة جديدة مع الشعب الفلسطيني.