خبر : «الشعب يريد…» فهل حقا سقط النظام (؟) ...ايمن الصياد

الأحد 09 فبراير 2014 02:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
«الشعب يريد…» فهل حقا سقط النظام (؟) ...ايمن الصياد



بغض النظر عن صحة أو سياق ما ينشر «بالمخالفة للقانون» من تسجيلات تقول أو تحاول أن تثبت أن كانت هناك «مؤامرة» لإسقاط نظام مبارك، فذلك لا ينفي على الإطلاق حقيقة أن الملايين التي نزلت إلى الميادين في مثل تلك الأيام قبل سنوات ثلاث كانت «حقًا» تريد إسقاط هذا النظام، وأنها، فيما رأينا ورأى العالم كله توحدت يومها حول شعار واحد: «الشعب يريد إسقاط النظام». وبالتالي فإن ثبوت أو عدم ثبوت أن نفرًا قد تآمر أو تخابر (وهذا محله قاعات المحاكم لا الصحف والفضائيات)، لا يعني على الإطلاق أن ما جرى في يناير من حراك شعبي «سانده الجيش» كان جريمة أو مؤامرة أو «نكسة» كما يسميها البعض اليوم. أو أنه قد بات علينا الآن «الاعتراف بالخطأ» والعودة إلى ما قبل يناير، أو إعادة إحياء «نظامه».

  وسط كل هذا الصخب الذي يذهب بالعقول، يبدو أن ما كان بدهيًا بات يحتاج إلى تأكيد.

•••

عندما التقط Dylan Martinez مصور «رويترز» هذه الصورة، كان اليوم الحادي عشر من فبراير، الثامن عشر من أيام ثورة تميزت في ملامحها وصورها وتفاصيلها الصغيرة. وكان الشعارُ الذي أصبح تجسيدًا و «تلخيصًا» لكل الشعارات والمطالب، قد أخذ مكانه «منذ أيام» في صدارة المشهد أصواتًا تهتف، ولافتات تحسم «الشعب يريد اسقاط النظام».

أيامها لم يكن أحدٌ يعرف الى أين ستصير الأمور بين عناد قصرٍ لايريد أن يصدق، وصمود شارع لايمكنه أن يتراجع.

كانت الأجواء على كل صعيد متوترة. كان الكثيرون ــ هنا وهناك ــ لا يعرفون أين يضعون أقدامهم، ان في وسائل إعلام تخبطت رسائلها، أو في عواصم العالم التي لم تكن تعرف ــ أو تصدق ــ الى أين تسير الأمور، فترددت، وتباطأت .. وتأخرت.

وحدُهم الملايين الذين كانوا في الميدان كتلة «واحدة» من البشر؛ بطوائفها وتياراتها وألوانها تحت علم واحد، كانوا يعرفون طريقهم، أو على الأقل كانوا يعرفون مايطلبون: «الشعبُ يريد اسقاط النظام».

قبل أن ينتهي اليوم الذي تباينت الحكايا في تفاصيله، ذهب مبارك، بغض النظر عن التباينات في توصيف هذا الذهاب؛ خروجًا أم إخراجًا، توافقًا أم اتفاقا.. إجبارًا أم امتثالًا للبديل الذي لابديل له. لم يكن هذا وقت التفاصيل على أية حال. فـ «الصندوق الأسود» مازال في أعماق بحر التاريخ العميق. وربما «ليس كل ما يُعرف يُقال.. أو ليس كل مايُقالُ جاء أوانه..» إلى آخر حكمة الإمام علي رضي الله عنه.

أيا ماكان الأمر، وأيا