خبر : هضبة الجولان الآن \ بقلم: تسفي هاوزر \ هآرتس

الجمعة 13 ديسمبر 2013 04:24 م / بتوقيت القدس +2GMT




نشأت في المدة الاخيرة نافذة فرص لتغيير صيغة التسوية المستقبلية في هضبة الجولان. فسوريا – اذا بقيت دولة واحدة أصلا – لن تكون كما كانت. وأصبحت المواضعة الدولية على أن الحدود بين سوريا واسرائيل ستكون عند شاطيء بحيرة طبرية، في ضباب المعركة، غير ذات صلة بالواقع. وإن التوثيق بين ما يجري في سوريا والانسحاب الامريكي من العراق يوجب تبني استراتيجية اسرائيلية جديدة وظاهرة تربط بين تسوية مع الفلسطينيين في المستقبل وسيطرة اسرائيلية على هضبة الجولان. فاذا كان "المسار السوري" قد كان في الماضي بديلا عن المسار الفلسطيني، فينبغي جعله اليوم مسارا متمما.
إن نظام ادارة الأخطار الاسرائيلي يواجه اليوم ثلاثة تحديات رئيسة: الايراني والسوري والفلسطيني. وإن وضع ايران على شفا دولة نووية ينشيء معادلة خطر جديدة على اسرائيل. فستكون ايران في العشرين سنة القادمة كما يبدو أخطر مما كانت عليه في العشرين سنة الاخيرة.
والخطر على اسرائيل في الجبهة الفلسطينية ايضا أكبر مما كان قبل عشر سنوات. في حزيران 2002 عُرضت "خريطة الطريق" لتسوية مع الفلسطينيين. ولم تشمل تلك الخطة الفصل بين غزة الحماسية ويهودا والسامرة، ولم تأخذ في حسابها انهيار مصر – وهي القوة الاقليمية التي كانت القوة الدافعة التي دفعت الفلسطينيين الى اتفاق، ولا ارتفاع ايران قوة اقليمية بديلة. بل لم تشتمل التنبؤات على تدخل "وعد العقد" سلام فياض "الذي نهض في يوم ما واختفى".
برغم جميع التغيرات الاستراتيجية (الى اسوأ)، التي حدثت في الجبهة الفلسطينية، فان اسرائيل تحتاج اليوم الى معادلة ادارة أخطار مشابهة بل أخطر من تلك التي صيغت بخريطة الطريق وأن تتجاوز قبل كل شيء المرحلة المؤقتة لدولة فلسطينية في حدود مؤقتة. إن الذي يضع أمام الاسرائيليين طلب التوصل الى تسوية مع الفلسطينيين، يجب أن يسقط من صورة النهاية الانسحاب الاسرائيلي من الجولان. فاسرائيل الغد لن تستطيع أن تواجه تحديا في ثلاث جبهات يشمل ايران بصفتها دولة على حافة القدرة النووية، ودولة فلسطينية فاشلة "على مبعدة خمس دقائق عن كفار سابا"، والى جانبهما سوريا التي تغمس رجليها في بحيرة طبرية. والى ذلك فان عودة ايران الى أسرة الشعوب وخروج الولايات المتحدة من العراق الشيعية واستمرار الحكم العلوي في سوريا – يُنشيء محور شر جغرافيا فعالا – طهران – القنيطرة – لا يمكن أن يُقربه اتفاق الى طبرية.
إن الضمانات الدولية المطلوبة لأمن اسرائيل في اليوم الذي يلي اتفاقا مع الفلسطينيين يجب أن تتناول هضبة الجولان، وليس ذلك تباحثا منفصلا بل مُدمجا. ربط الرئيس جيرالد فورد في 1975 بين انسحاب اسرائيلي من سيناء وسيطرة اسرائيل على الجولان في وقت السلام، ووضع أسسا لصيغة أمنية أصبحت اليوم أكبر صلة بالواقع مما كانت. فيجب على اسرائيل بعد اربعين سنة من رسالة فورد أن تعرض على حليفاتها تصورا أمنيا شاملا، فلا تكفي ترتيبات أمنية وضمانات دولية في غور الاردن. فالتضاريس المختلفة في الجولان وعدم وجود حاجز فعال يوجبان اليقين فيما يتعلق ببقاء اسرائيل اليقين في هضبة الجولان باعتبار ذلك جزءا من الترتيبات الامنية المذكورة.
وفوق كل شيء وخلافا للوضع في يهودا والسامرة فان "خطاب حقوق الانسان" غير ذي موضوع في الجولان حيث توجد أكثرية يهودية ويستطيع الـ 20 ألفا من سكانه الدروز الحصول على جنسية في الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. فالبديل السوري بالنسبة اليهم لم يبدو قط أكثر هذيانا مما هو اليوم. ويستطيع العالم المتنور أن يعرض سعرا للقتل السوري دون مس بالمباديء العليا لحقوق الانسان. ويحق لاسرائيل من جهتها أن تطلب "جزرة" محسوسة أكثر عن اتخاذ قرارات "شجاعة" في فترة عدم يقين.