خبر : لا تحولوا عبدالظاهر إلى بطل سياسى عماد الدين حسين ...عماد الدين حسين

الأربعاء 13 نوفمبر 2013 10:42 ص / بتوقيت القدس +2GMT
لا تحولوا عبدالظاهر إلى بطل سياسى عماد الدين حسين ...عماد الدين حسين



نبتعد عن السياسة قليلا بمعناها المعروف ونتحدث فى الرياضة بمفهومها السياسى لنكتشف أنه لم يعد هناك فارق بين الاثنتين.

فاز الأهلى ببطولة أندية إفريقيا لأبطال الدورى «من ثقب الإبرة»، لم يكن أحد ليلومه لو تعثر، لأنه لم يحتك مع فرق قوية.

إذن هذا إعجاز خاص ينبغى أن نحيى عليه الفريق وإدارته.

أقول هذا الكلام وأنا مصاب بعشق الزمالك منذ كنت فى العاشرة، لكن فوز الأهلى بالبطولة يعنى أن هذا الشعب قادر على اجتراح المعجزات لو كان هناك حد أدنى من الجدية والالتزام.

هذا ما نحتاجه فى عموم حياتنا وليس فقط فى الرياضة.

وبالتالى يصبح السؤال هو: هل يمكن استنساخ تجربة الأهلى الأخيرة فى بقية مجالات حياتنا؟.

معنى ان تفوز ببطولة فى ظل كل هذه الأجواء والمظاهرات والاعتصامات وشبح الألتراس، فالمؤكد أن أى تنظيم ولو كان محدودا مع حد أدنى من الجدية وتطبيق سياسة الثواب والعقاب، سوف يجعلنا نخرج من هذه الدوامة الجهنمية.

فاز الأهلى وأسعد الجميع، لكن حركة إشارة رابعة التى أتى بها اللاعب أحمد عبدالظاهر حولت الأمر كله من فرحة شعب كامل إلى خناقة وجدل وسب متبادل بين «شعب رابعة» و«شعب على الحجار» كما كتب البعض ساخرا على مواقع التواصل الاجتماعى.

من حق اللاعب ــ مثل غيره ــ أن يكون إخوانيا أو شيوعيا لكن ليس من حقه إقحام السياسة فى الملاعب، وإلا تحولت المباريات إلى ساحة للحروب الأهلية المفتوحة والمذاعة على الهواء مباشرة.

هل فعلا أراد اللاعب التضامن مع شهداء رابعة كما قال؟ وإذا كان صادقا فكان أمامه عشرات الطرق ليفعل ذلك مثل الإدلاء بتصريح صحفى أو حديث تليفزيونى.

ورغم ذلك فإن تركيز الإعلام وبعض أجهزة الدولة وهيئاتها على معاقبة من يقوم برفع إشارة رابعة هو أمر مبالغ فيه تماما، وزاد عن حده وقد ينقلب إلى ضده.

أن يرفع الإنسان أى إنسان يده بإشارة رابعة أو خامسة فهذا قد يدخل فى باب حرية التعبير، ويبقى الجدل فقط حول مدى ملاءمة ذلك من عدمه.

قد يكون اللاعب أخطأ، لكن السؤال الجوهرى هو: هل رد الفعل المبالغ فيه يفيد أم يضر؟!.

تقديرى أن المبالغة فى رد الفعل قد تكون مفيدة للإخوان أكثر من فائدتها للحكومة وأنصار 30 يونيو، سيكرس ذلك فى الوعى الشعبى دلالات لإشارة رابعة تتجاوز ما يريده حتى أنصار الإخوان أنفسهم، وستزيد أيضا من التعاطف الشعبى مع الإخوان، بل قد تدفع كل من يشعر بالظلم أن يرفعها حتى لو لم يكن إخوانيا، فقط ليغيظ الحكومة!.

تخيلوا لو أن أجهزة الحكومة لم تعاقب لاعب الكونغ فو محمد يوسف رمضان.. لكان الأمر سيشغل الإعلام ليوم أو أسبوع ثم يتلاشى، لكن الذى حدث أن الجميع سيظل يتذكر أن دولة بكاملها جيشت كل أجهزتها لمهاجمة لاعب أشار بكف رابعة.

الذين يستفزهم شعار رابعة، لا يدركون بالمرة أنهم بأفعالهم يزيدون من التعاطف مع الإخوان وليس العكس.

الخطأ الذى حدث مع محمد يوسف لا ينبغى أن يتكرر مع أحمد عبدالظاهر.. اللاعب كان بطلا فى الملعب وأحرز هدفا فلا تحولوه إلى بطل سياسى!.