خبر : على درج السيادة \ بقلم: اليكيم هعتسني \ يديعوت

الإثنين 04 نوفمبر 2013 12:13 م / بتوقيت القدس +2GMT



حينما عُلمت مطالب الفلسطينيين الأساسية الـ 17، دهش منها أنصار كبار من معسكر السلام ايضا. ولو أنني كنت فلسطينيا لرددت بحوار ذاتي كما يلي:

"ما الذي يفاجئكم؟ أمطلبنا أن تسيطر دولة فلسطين على المعابر الحدودية لا اسرائيل؟ وأن تكون فلسطين حرة في التوقيع على اتفاقات دولية ومنها عسكرية؟ وأن تسيطر هي وفقط هي على المجال الجوي فوقها وعلى مخزون الماء تحتها وأن تكون السيدة وحدها على المياه الاقليمية بازاء غزة وفي البحر الميت؟ أوتوجد دولة في العالم لا تكون هذه هي العناصر الأساسية لسيادتها؟.

"نعلم أنكم تتنبأون بأننا سننقل عن طريق المعابر الحدودية مئات الآلاف الذين سيغيرون لصالحنا التوازن السكاني، ونُدخل ارهابيين وحرس الثورة ومن أشبههم؛ وأننا سنوقع حلفا عسكريا مع ايران وربما مع سوريا أو مع روسيا ولن تستطيعوا أن تحركوا ساكنا في مواجهة جنودهم اذا دعوناهم لحمايتنا منكم؛ وأن تجعل سيطرة سلاح الجو الفلسطيني مع اسلحة جوية صديقة استعمال مطار بن غوريون أمرا صعبا؛ وأن يبقى لكم من البحر الميت كله برك التبخير فقط في طرفه الجنوبي الغربي، وأن نسحب المياه الجوفية كما نشتهي حتى وإن نقصت عندكم في تل ابيب.

"سواء فعلنا ذلك أم لا – فالقرار قرارنا لأن هذا هو جوهر السيادة. واذا كان يصعب عليكم أن تُعايشوا هذا فهي مشكلتكم. كان يجب عليكم أن تفكروا في ذلك قبل خطبة بار ايلان وقبل بدء التفاوض بين عريقات ولفني ونقطة انطلاقها هي الانتقال من اوسلو الى السيادة.

"وتُشتق مطالب اخرى لنا ايضا من موافقتكم المبدئية كالسيادة على جميع الاماكن المقدسة مثلا. ما الذي ظننتموه: هل أن "تعطونا" شعفاط وتأخذوا جبل الهيكل؟ وسنطلب بالطبع سن قانون اسرائيلي يلغي ضم القدس. وفيما يتعلق بالمستوطنين في القدس والضفة أصبح عددهم 700 ألف. فهل يبدو لكم أننا نستطيع أن نُدير دولة مستقلة حقا وهم بين ظهرانينا؟ إنه منذ اللحظة التي قلتم فيها "دولة فلسطينية" قلتم "اليهود الى الخارج" وكان يجب عليكم أن تفكروا في هذا قبل ذلك ايضا".

الى هنا دعوى فلسطينية تصف التأثيرات الحتمية للخطأ القاتل الذي اخطأه نتنياهو بتحليله دولة فلسطينية في صهيون. ولم نذكر بعد حربهم لاغراق اسرائيل بـ "لاجئين" وهي التي إن تخلوا عنها الآن فسيجددونها بمساعدة الوسائل الرسمية التي ستعطى لهم.

تطلب رام الله منا كل ما يعوزها للسيادة. إن كل ما تملكه – المجلس التشريعي والحكومة والعلم والنشيد الوطني والممثليات الدبلوماسية، ومكانة في الامم المتحدة واقتصاد وقوات مسلحة – هو حكم ذاتي، والعناصر التي تركناها لأنفسنا هي التي تُفرق بين دولة ونظام حكم ذاتي. بيد أنه لن تستطيع اسرائيل بغير هذه التقييدات أن تبقى، ولهذا يحاول نتنياهو أن يبيع حكما ذاتيا في رزمة دولة.

وحُكم على هذه المحاولة بالفشل. أما عند العرب فلأنهم مُصرون وبحق على فتح الرزمة والفحص عن مضمونها. وأما عند اليهود فلأنهم يعلمون أنه حتى لو وافق العرب على الحصول على جوهر حكم ذاتي بمكانة دولة رسمية، فانهم سيستعملون القوى والصلاحيات السيادية لردم هذا الفرق. وسيقبل العالم بتفهم الغاءا فلسطينيا من طرف واحد لرموز السيادة التي احتفظت بها اسرائيل لنفسها لأن السيادة لا تقبل التقسيم.

إن نتنياهو يلعب بالنار. وستشتعل هذه النار في الموعد الذي حدده الامريكيون وهو نيسان 2014. وستقلب اسرائيل الراغبة في الحياة طاولة التفاوض قبل أن يحين هذا الموعد كي لا يصبح شيئا يقتلنا. ويزودنا الفلسطينيون باسباب طيبة لوقف المحادثات على الدوام لكننا نضبط أنفسنا "كي ننقذ التفاوض"، وهذا في حد ذاته فضيحة.