خبر : رد جدير بالشجب المزدوج \ بقلم: اوري اليتسور \ معاريف

الإثنين 28 أكتوبر 2013 09:15 م / بتوقيت القدس +2GMT



          (المضمون: لم يكن هناك خيار بين تجميد البناء وتحرير السجناء. ولو كان لاختار نتنياهو الامكانية الاولى. اما ابو مازن فما كان سيتنازل عن هذا التحرير حتى لو مقابل التجميد في تل أبيب - المصدر).

          لقد استسلمت حكومة اسرائيل منذ قبل عشرين سنة لضغط امريكي شديد وتنازلت عن مطلبها بالمفاوضات دون شروط مسبقة، ووافقت على تحرير مخربين كشرط لعقد المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. برأي بعض من الشركاء الائتلافيين، كان هذا خطأ، ولكن القرار اتخذ والتعهد قطع، والكل يفهم بانه لا يمكن الندم على هذا في منتصف الطريق. ورغم ذلك فان البكاء والاحتجاج مسموح لهم. ليس فقط مسموح لمنظمات المعارضة، بل وللشركاء الائتلافيين مسموح ايضا. الجدال المحدد انتهى مع قرار الحكومة، ولكن الجدال المبدئي لا يزال على حاله، والنقاش الجماهيري عليه محظور أن يتم اسكاته. واليوم بالذات حيث بات واضحا كالشمس عدم جدوى هذه البادرة، فان من واجب المعارضين في الائتلاف ان يقولوا: "نحن شركاء في المسؤولية الجماعية، ولكننا نشارك في هذه الخطوة بحزن وبعدم رغبة، ونأمل في الا يتكرر هذا الخطأ في المستقبل".

          قبل أن تجري المفاوضات السياسية، لم تمتنع تسيبي لفني وعمير بيرتس عن الاحتجاج والاعراب عن الاسف اليومي على أنها لا تبدأ، ولم يعتقد احد بان هذا يتناقض مع الشراكة في الحكومة. ولهذا فجدير بالشجب رد فعل "مقربي" لفني وبيرتس بصوته نفسه. قبل كل شيء، بسبب التكرار من التسعينيات لخطأ التحريض كوسيلة لكم افواه كل انتقاد من اليمين الى اليسار. لا تكتبوا كلمة "قتلة" الى جانب أسماء وصور الوزراء المؤيدين للتحرير، يطالب بيرتس. هذا تحريض لان احدا ما من شأنه ان يفهم باننا نحرر قتلة. أحقا. اذا كنت تحررون قتلة فواجهوا ذلك واشرحوا لماذا هذا صحيح، ولا تطمسوا الحقائق. فالكلام لا يقتل، هذه خدعة. واضح أنه يوجد خطر في حرية التعبير، مثلما يوجد خطر في حرية الحركة، ولكن الديمقراطية تعتقد بان ليس فقط الخطر مجدٍ بل ان الخطر في كم الافواه اكبر، وفي نهاية المطاف فبالذات في الاماكن التي لا يسمح فيها بالكلام، يكون هناك عنف أكثر.

          وليس أقل جدوى من ذلك شجب الاحبولة القذرة التي بموجبها بسبب ضغط البيت اليهودي لعدم تجميد البناء في المستوطنات اضطرت الحكومة رغم أنفها الى الموافقة على تحرير المخربين. هذه خدعة لا اساس لها من الصحة. احبولة من مصنع حزب الاحابيل الفاسد اياه. ونحن اعتقدنا ان لفني غادرته واقامت شيئا جديدا. فلم تطرح في اي لحظة على الحكومة امكانية الاختيار بين هاتين الامكانيتين ولا ريب أنه لو كانت امكانية للاختيار بينهما لكان نتنياهو اختار تجميد المستوطنات وليس تحرير المخربين. ولكن احدا لم يترك له امكانية الاختيار بين هاتين الامكانيتين.

          الحقيقة غير المريحة والمعروفة للجميع هي أن احدا ليس له توقعات عالية من هذه المفاوضات، واقل من الجميع هو ابو مازن. شيء واحد حقيقي توقع ان يحققه، ومن أجله كان مجديا له ألا يتنازل عن المزايا الكبرى التي منحه اياها الرفض الطويل: تحرير المخربين. كان هذا هو شرطه المسبق الحصري، وما كان يتنازل عنه حتى مقابل تجميد البناء في تل أبيب. مسموح الاعتقاد بان صفقة تحرير المخربين مقابل المفاوضات التي لا تسير الى اي مكان هي صفقة مجدية وربما مع ذلك سيخرج منها شيء ما ولكن اذا كنتم لا تنجحون في الدفاع عن هذا الموقف فلا تخترعوا الخدع كبديل. الايام السيئة لكديما اجتزنها.