خبر : رئيس لبنان: لو سقطت المسيحية بلبنان ستموت فى الشرق الأوسط وآسيا كلها

السبت 26 أكتوبر 2013 11:24 ص / بتوقيت القدس +2GMT
رئيس لبنان: لو سقطت المسيحية بلبنان ستموت فى الشرق الأوسط وآسيا كلها



بيروت / سما / أكد الرئيس اللبنانى، أن مستقبل المسيحيين فى الشرق ليس فى التقوقع، وليس بالحماية العسكرية الأجنبية ولاسيما ما يسمى تحالف الأقليات، ولا يكون بالتماهى مع الأنظمة المستبدة والمتسلطة لأن فى ذلك عداوة مع الشعوب.

وقال الرئيس اللبنانى، اليوم السبت، خلال المؤتمر الأول لمسيحى الشرق من مركز حوار الحضارات العالمى، إن مشروع المسيحيين فى الشرق هو تعزيز منطق الاعتدال والانفتاح على كل جهد لبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان الأساسية بما فى ذلك حرية العبادة، معتبرا أن مشروع المسيحيين فى الشرق هو مشروع كل مواطن ينتمى لأى مذهب يتوق للعدل والسلام، مضيفا أنه إذا سقطت المسيحية الحرة فى لبنان، انتهت المسيحية فى الشرق الأوسط بل فى آسيا كلها.

وأشار إلى أن أهم مشكلات مسيحى الشرق التقلص فى الوجود الديمغرافى وتراجع الدور السياسى باستثناء لبنان، لافتا إلى تراجع أعداد مسيحيى المشرق حيث تراجعت نسبتهم من 25% من السكان فى بداية القرن إلى 6% حاليا نتيجة عوامل عنف، وانهيار الدولة العثمانية والصراع العربى الإسرائيلى، والدكتاتورية.

وقال إن القومية الربية أطلقت الآمال فى التعايش بالمنطقة العربية، أما اليوم فبعد صعود الحركة الأصولية المتطرفة عادت مشكلة التعايش إلى الظهور، وأشار إلى اندلاع الأزمات الدستورية فى العالم العربى حاليا حول سلطة الدولة وأحكام الشريعة.

وأكد أن إصرار المسئولين الإسرائيليين على مبدأ يهودية الدولة الإسرائيلية يكرس مبدأ التمييز بين الشعوب، وينذر بردات فعل عشوائية قد تطاول المسيحيين، إلا أنه لفت إلى أن التحولات العاصفة التى تشهدها المنطقة لم تكرس فى أى بلد الفكر الأحادى، موضحا أنه تبرز محاولات للتوفيق بين المفاهيم والنظم مثل وثيقة الأزهر التى تتحدث عن الدولة المدنية دون تحديد مفهومها.

وأشار إلى أن بعض الفقهاء قالوا إن الدولة المدنية دول غير ثيوقراطية، وليست دولة محايدة بين الأديان، وطالب أن تضم الدساتير الجديدة فى الدول العربية، ما يخدم وحدة المجتمعات وعزتها والكرامة الإنسانية، على قاعدة ما توصلت إليه البشرية من مكتسبات، وعلى ما نص عليه الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، معتبرا أن النموذج الاستثنائى اللبنانى المميز قد يشكل منطلقا لنظام مشرقى جديد حيث تأسس لبنان على الحرية، حرية الرأى والتعبير، والمعتقد، والاجتماع المتعارف عليها.

وأشار إلى أن النموذج اللبنانى يقوم على خصوصية التوازن والمشاركة فى السلطة من جميع الطوائف، معتبرا أن الآباء المؤسسين للبنان، أدخلوا بعدا جديدا هو ديمقراطية الجماعات، فى محاولة لإقامة لعبة سياسية تقوم على القبول المتبادل.

وقال إن العيش المشترك لا يعنى تجاور المسلمين والمسيحيين فقط، فهذا التجاور المعيشى عمره ألف و400 عام، ولكنه رسالة حرية وعيش مشترك وتكامل مبدع، وتعايش سياسى مشترك سياسى، ومشاركة فى الحكم والسلطة داخل إطار متبادل، لا تتحكم فيه الأكثرية العددية، ولا هيمنة الأقلية التى تؤدى إلى الدكتاتورية.

من جانبه، قال البطريرك المارونى الكاردينال بشارة الراعى إن "مصيرا واحدا يربط المسيحيين مع المسلمين فى الشرق"، مضيفا "نحن نؤمن أن الشرق الأوسط مكان تجسدنا، إننا نتمسك بوجودنا فى بلداننا المشرقية".