خبر : رسالة الى وكالة "معا" ...هيئة تحرير "سما"

الأربعاء 02 أكتوبر 2013 09:31 ص / بتوقيت القدس +2GMT



لسنا مع القائلين بان ما قامت به وكالة "معا" ضد موظفيها في قطاع غزة يدخل ضمن ما يتردد كثيرا في ازقة ومخيمات القطاع ومدنه منذ سنوات بان الاجراء الاخير يدخل ضمن رؤية تيار انفصالي في الضفة الغربية يبحث عن كل ذريعة للتخلص من اعباء غزة وهمومها .

المثير للحزن والارتباك فيما اتخذته "معا" ان هذا الاجراء يتنافي تماما مع اعراف اعلامية محلية ودولية تؤكد على ان المؤسسة الاعلامية لا تحمل موظفيها او صحفييها مسؤولية اجراء سياسي اتخذته سلطة حاكمة ضد مقراتها او منعتها من العمل في بلدانها...والا كان الاجدر بالعربية مثلا  ان تفصل موظفيها في السودان وغزة او تقوم الجزيرة بذات الاجراء في القاهرة مع طاقم الجزيرة مباشر وحكايتنا الفلسطينية كمنطقة ساخنة تمتلا بروايات وقصص التحرش السياسي بالاعلاميين والضرب والاهانة .

يذكر الغزيون جيدا عندما منعهم الاحتلال من العمل في اسرائيل بعد العام 2000 كيف ان بعض مشغليهم الاسرائيليين استمروا في دفع رواتب لبعضهم لعدة شهور او سنوات على امل العودة للعمل ورأفة بحالهم الى ان تاكدوا من عدم عودتهم وجرى استبدالهم بعمال من الضفة واسيويين وغيرهم.

نفهم جيدا ان وكالة "معا" استفادت من قيام حكومة غزة وعبر اجراء نرفضه تماما باغلاق مكتبها بغزة على كافة المستويات وذلك في ظل عصر لا يفهم الان لغة تكميم الافواه في عهود الديجتال والفضائيات ووسائل الاتصالات الحاسمة في مثل عالمنا.

ولكن ما لا نفهمه ولا نستطيع ان نجد تفسيرا له هو زج "معا" كوكالة صديقة نفسها في اتون حرب وصراع مع "غزة" ككل عبر اجراءاتها الغير محسوبة بفصل موظفيها والتي وجدنا ان اول من تصدى لها بعنف هم الصحفيون المحسوبون على فتح والتيارات الوطنية قبل الاسلامية لشعورهم بمس رهيب في كرامتهم وهو ما اعتبروه تجاوزا لكل الحدود ولدرجة ان احدهم اعتبر ان ما يحدث هو تجسيد سريالي لعدم قدرة زملائنا في "معا" على فهم خطورة فعلتهم حتى وان اعتبرها البعض تكتيكية لخدمة هدف اكبر وهو فتح المكتب المغلق.

مديرو وكالة "معا" ومحرروها الكبار هم زملاء اعزاء لا نشكك بهم مطلقا ولكنهم دون ادنى شك اختاروا اسلوبا وتوقيتا قاتلا فيما يشتد الحصار وتزداد الهموم الغزية وتتراكم الطاقة السلبية المخزونة والمدمرة  لدى لاجئي القطاع ومواطنيه والتي من شأنها كما يعرف الجميع ان تنفجر في كل لحظة.

ما يحدث في هذه اللحظات تجاه "معا" هو اخطر مما يتخيل الجميع فعملية تجييش عاطفي ومعنوي غير مسبوق ضد الوكالة المحترمة ومخطئ من يعتقد بان حماس تقف وراءها وان اعتقد ذلك فهو لا يريد ان يفهم ابدا ابجديات السلوك النفسي والاجتماعي والسياسي للغزيين منذ 100 عام حتى الان.

وفي تصورنا "ممنوع ان تكره غزة احدى وسائلها الاعلامية المحترمة وممنوع ان تتحول "معا" الى عنوان للطاقة السلبية المدمرة التي تجتاح غزة الان ضد اسماء بعينها طالما دافعوا عن غزة ونظروا لبطولاتها ويجب النظر بروية اكثر وبعين ثاقبة خلال الساعات او الايام المقبلة لكيفية التصرف بحكمة اكثر تطيح بكرة اللهب المتفجرة بعيدا عن "معا" في الطريق الى حل لتلك الاشكالية والتي لن تكون الاولى والاخيرة.

ويجب على الاخوة الاعزاء في "معا" الادراك جيدا بان موضوع ايقاف العاملين قد تجاوز "حماس" الان واغلاقها لمكتبهم فقد كان قفزة في الهواء صفق لها عديد الكارهين واثارت الذعر بين كافة القوى والاطياف السياسية ومنظمات المجتمع المدني بلا استثناء في تفسيرات غير منطقية تصل الى حدود نخجل ان نسطرها الان.

رحم الله الشهيد ياسر عرفات عندما كان يردد دائما "هو الناس في غزة بتحبني قد ايه" وكان يخشى دائما رحمه الله مزاج غزة المتفجر رغم رمزيته وقيادته لمسيرة الكفاح الفلسطينية. 

اللهم انا قد بلغنا اللهم فاشهد .

وكالة "سما"