خبر : المرشد لادارة المفاوضات/ بقلم: اللواء احتياط عوزي دايان/ اسرائيل اليوم 16/8/2013

السبت 17 أغسطس 2013 02:33 م / بتوقيت القدس +2GMT



ما كان حتى الان هو مفاوضات على مفاوضات. مفاوضات على مجرد وجود المفاوضات. والان يبدو أنه ستبدأ المفاوضات الحقيقية.

بعد سنوات طويلة من الانشغال في المسائل الاسرائيلية وخمس سنوات في التجربة في كون رئيس اللجنة الامنية في المفاوضات مع الاردنيين، مع السوريين ومع الفلسطينيين، أسمح لنفسي بان اوصي بسبعة اقانيم عند توجهنا الى هذه المفاوضات الجديدة – القديمة.

* عودة سريعة وعنيدة الى المفاوضات – دون أي شروط مسبقة

لا خضوع آخر لشرط مسبق مثل تحرير ارهابيين قتلة. التحرير اشكالي سواء من ناحية قيمية ام من ناحي تكتيكية. وقد طرحته الولايات المتحدة كشرط مسبق. رئيس الوزراء، الذي يقود المسيرة المركبة بتصميم وذكاء، قبله، على حد فهمي، كي يعطل مطالب تجميد البناء والبحث في خطوط 67. والان ينبغي العودة في كل المجالات الاخرى الى "صفر شروط مسبقة".

* الاعتراف باسرائيل كدولة الشعب اليهودي وعاصمتها القدس غير المقسمة

لا نحتاج الى اعتراف الفلسطينيين بحقنا التاريخ وبجوهر دولة اسرائيل كدولة الشعب اليهودي. ولكن عدم الاعتراف بكوننا دولة يهودية يطرح علامة استفهام كبرى على استعداد الفلسطينيين لان ينفذوا عن حق وحقيق اتفاق الدولتين للشعبين.

* حدود قابلة للدفاع

لاسرائيل حق مكتوب بالدم في حدود قابلة للدفاع. اين توجد خطوط الحدود هذه؟ في المكان الذي تكتمل فيه ثلاثة احتياجات أمنية اساسية هامة:

عمق استراتيجي: عرض اسرائيل من نهر الاردن وحتى البحر المتوسط هو بالمتوسط 64كم. هذا عمق استراتيجي صغير اهميته ترتفع فقط في عصر التهديد بالتحول النووي الاقليمي، الصواريخ الباليستية والصواريخ بعيدة المدى التي تهدد ايضا وبالاساس المراكز السكانية.

مجال عمق دفاعي: انتهت فترة "احتمالية قليلة للحرب". في ضوء واقع عدم اليقين في الشرق الاوسط الثوري، الحروب الاهلية وخليط الارهاب والحركات مثل الاخوان المسلمين – يوجد واجب الاحتفاظ في ايدينا بامكانية الدفاع ضد الهجوم من الشرق.

مجال قتال ضد الارهاب: تواجد اسرائيل فقط في كل الغلاف الشرقي لمنطقة يهودا والسامرة سيسمح بتنفيذ التجريد الحقيقي للسلطة الفلسطينية. ومثل هذا التجريد ليس فقط الشرط الذي طرحته اسرائيل لموافقتها على "دولتين للشعبين" بل هو شرط للامن ولتنفيذ كل اتفاق. والوضع في سيناء يشهد. غور الاردن هو "غلاف دولة اسرائيل".

السيطرة الاقليمية في غور الاردن فقط تنفذ احتياجات الامن القومي الثلاثة. هناك، في غور الاردن بسيادة اسرائيلية سنحرص بانفسنا على ترتيباتنا الامنية. نحن، وليس قوات أجنبية بل جنود الجيش الاسرائيلي وبلدات الغور.

* صفر حلول وسط في موضوع حق العودة

حق الهجرة لكل شخص سيكون لدولته فقط. بالطبع اذا كانت هذه تريد أن تستوعبه. هكذا بالقطع وبلا لبس.

* الترتيبات الامنية

العديد من الترتيبات الامنية مطلوبة من أجل توفير الحماية للاسرائيليين (ممن حياتهم وليست حياة الفلسطينيين توجد في خطر دائم) في الهامش الحساس والخطير القائم على الارض. الاحباط والمنع، المطاردة الساخنة، صلاحيات الاعتقال وغيرها وغيرها.

في هذا المجال يوجد موضوع حرج – وهو السيطرة في المجال الجوي. 40 ميل فقط هو متوسط عرض القاطع بين نهر الاردن والبحر المتوسط. طائرة قتالية تجتازه بعدة دقائق. نضيف ايضا القلق على حرية الحركة الجوية المدنية وسنصل الى الاستنتاج المحتم – المجال الجوي يجب ان يكون ضمن السيطرة الحصرية لاسرائيل.

* حل لحماستان التي في غزة

من يمثل ابو مازن؟ فهو لا يستطيع ان يدخل الى غزة وهو لا يمكنه أن يدرج غزة في اطار الدولة الفلسطينية التي يمثلها. محظور علينا أن نوافق على وضع "ثلاث دول للشعبين".

* المفاوضات الثنائية

كم مرة سمعنا الكليشيه (الصحيح) في انه "هناك حاجة الى اثنين من أجل رقصة التانغو"؟ هل جربتم ذات مرة رقص التانغو مع شريك ثالث؟

في المفاوضات التي ادرناها مع الاردنيين، الامريكيون لم يشاركوا على الاطلاق. في المفاوضات مع الفلسطينيين، الامريكيون لم يدخلوا الى الغرفة. اما في المفاوضات مع السوريين – الامريكيون شاركوا بل وشاركوا جدا والنتيجة كانت كما كان متوقعا – توقف الطرفان عن الحديث بينهما وكل طرف كان يتحدث مع الامريكيين. صيغة حديثة لتعريف الحوار في المنظومة الشهيرة لشايكا اوفير.

على الفلسطينيين أن يتوصلوا الى توافق مع اسرائيل وليس مع الولايات المتحدة، الامم المتحدة او الرباعية. على الامريكيين أن يفهموا بان دورهم يتلخص بجلب الطرفين الى الطاولة وبالمساعدة على تطبيق ما يتفق عليه. كل ادعاء آخر – لن ينجح وسيضر.

عن استراتيجية المفاوضات

لقد اختار الطرفان المفاوضات للتسوية الدائمة رغم معرفتهما بان فرصها للتحقق طفيفة. هذا كان خيارهما لانهما يقدران الاثمان السياسية على التنازلات في الطريق الى تسوية انتقالية كاثمان لا تطاق، وانطلاقا من التقدير بانه حتى لو لم يكن توافق على تسوية دائمة، سيكون ممكنا النزول درجة الى تسوية انتقالية.

اسرائيل تسيطر على معظم المنطقة في يهودا والسامرة وليس لها مطالب على المنطقة التي في سيطرة السلطة الفلسطينية. وبالتالي علينا ان نصر على ألا يتفق في المسائل الاقليمية الا في النهاية. واذا لم يكن هذا، فستزول الذخيرة في الطرف الاسرائيلي في مراحل البحث الحرجة على القدس، على اللاجئين وغيرها.

وعليه فهذه هي الاقانيم. لا للاعلان عن خطوط حمراء ولا عن طرح لخطط حل. فالتجربة تفيد بان مثل هذه العروض تصبح تعهدا احادي الجانب. الفلسطينيون، بمساعدة "اغبياء اسرائيليين عمليين" يأخذون بها كمواقف اسرائيلية لا مرد عنها ويواصلون القضم والمساومة على التنازل التالي.

أتذكرون مصير "اتفاق بيلين – ابو مازن"، "اتفاقات جنيف"، "صيغة كلينتون"، "تنازلات اولمرت"؟ محظور العودة الى هذا الفخ.

والاهم هو أن نتذكر – لدينا دولة يهودية لنبنيها.