خبر : الشيخ اوباما .. غفر الله ذنبك ...لنا شاهين

الإثنين 05 أغسطس 2013 04:29 م / بتوقيت القدس +2GMT
الشيخ اوباما .. غفر الله ذنبك ...لنا شاهين



"فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره " .. الله يفتح عليك ياسيدي الشيخ ، ويقوي ايمانك ، وينفعنا بعلمك وتقواك وزهدك ، واحمدك ربي واشكر فضلك ونحن في العشر الاواخر من رمضان انك قد اعززت الاسلام بأوباما وهيأت له من امره رشدا فغدا بفضلك اكبر راس في العالم ، صحيح انه لا زال يكتم اسلامه لاسباب لا يعلمها الا انت ، لكنه لا يعدم وسيلة ، ولو من تحت لتحت ، للعمل لما فيه خير الاسلام والمسلمين ، والعرب ايضا في المعية ، وعلى قاعدة من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، التي استهل بها كلمته في حفل الافطار السنوي المعتاد اقامته في كل رمضان وبحضور ممثلين عن الدول العربية والاسلامية ، ببيته الابيض الذي لم يجد نفعا على عالمنا العربي في يومه الاسود شيئا .

لست ادري لماذا رفض عقلي الذي يتعبني عناده احيانا ، ليش احيانا فالكذب في رمضان غير مستحب ، اقول ليس احيانا بل دائما ، ان يعديها ويطنش ، فالرجل ، اوباما ، يهوى دغدغة عواطف المسلمين والعرب بين الفينة والفينة فيعزف على وتر الدين الاسلامي ويتلو ما يتيسر له من آي الذكر الحكيم ، ليذكرهم باصوله الاسلامية، ويلهب خيال العرب فيذهبون الى ما هو ابعد من ذلك فيلبسونه عباءة اعرابي في نجد يناجي ليلاه عند سفح جبل التوباد ، مع ان عبلة اقرب للصورة من ليلى بحكم سواد لون عنتره ..

ضحكت وانا اتذكر ما لا احسبه الا دعابة من صديق مصري حدثني ذات يوم ان والد اوباما هذا ، قد مر بمصر وهو في طريقه من كينيا الى الولايات المتحدة ، لماذا مر بمصر مع انها ليست على طريق القوافل من كينيا الى امريكا فهذا سؤال لا يسأل في مثل هذه الروايات ، وتزوج بامرأة مصرية انجبت منه ولدا يشبه اخيه باراك الخالق الناطق ، وان عم حسين اوباما الافريكانو كما كانوا يطلقون عليه في الحارة التي كان يقيم بها ، قد اضطر الى التنكر لزوجته المصرية وابنه منها في سبيل تحقيق حلمه الاكبر بالهجرة الى امريكا ، وبصراحة فقد اوغل صديقي هذا في الخيال المبني على شيء من الحقيقة وارجع سبب تخلي امريكا عن الرئيس المخلوع مبارك بان باراك اوباما قد حاول التوسط لاخيه الكيني ابن المصرية للحصول على الجنسية لكن حبيب العادلي رفض رفضا قاطعا ، وسانده في ذلك مبارك تغليبا للقانون ، فقلب اوباما الطاولة عليهما .

ولان الحكمة تؤخذ احيانا من افواه المجانين ، وبعض مفاتيح القضايا الكبيرة والخطيرة قد ينفثها مسطول مع دخانه الازرق ، فقد توقفت طويلا عند قلب الطاولة على مبارك وحاشيته من قبل اوباما بصفته رئيس الولايات المتحدة الامريكية اولا واخيرا .. ولا تظنوا انني قد غدوت فجأة ممن تؤخذ الحكمة من افواههم احيانا ، وصدقت او يمكن ان اصدق واروج لقصة اوباما واخيه المصري ، لكن القضية اعمق من ذلك بكثير ، وقد بدأت في مخيلتي واستقرت في وجداني منذ ذلك اليوم الذي بدأ فيه اوباما نشاطه الخارجي كرئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية بزيارة الى مصر ليخاطب منها كل العرب والمسلمين بخطاب امريكي جديد ومن شخصية جديدة ..

ولاني بنت كار ، وتتبع الاخبار بتعمق وامعان قد غدا جزءا لا يتجزا من تركيبتي فقد رحت اتنقل بين الفضائيات لاجمع من كل قناة خبرا مفيدا .. ما رايته يومها وما سمعته اغرقني في الشك بان معجزة ما قد حدثت فعاد بي الزمان ما يزيد على قرن ونصف لأشهد السلطان العثماني القادم من الاستانة ، يدخل المحروسة ليبارك تنصيب الباشا الأكبر محمد علي حاكما لها ، لا اعتقد ذلك، القصة تبدو أعمق والحدث أكبر، لابد ان آلة الزمان قد زودتها حبتين وعادت بي إلى يوم دخول السلطان العثماني محمد الفاتح إلى القسطنطينية. أيضا لا أعتقد ذلك، فالمشهد أمامي لا يدع مجالا للشك بأن ما أراه يحدث في مصر، اذن ربما يكون هذا نقلا لوقائع دخول أحمد بن طولون ذاته إلى مصر وبدء استقلالها عن الخلافة العباسية ، الا رمزيا فقط .

لا يهم، دعوني أدقق أكثر وبموضوعية في الحدث وما يقوله هؤلاء المتحدثون المفوهون. الحديث كله يتمحور حول زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمصر وتوجيهه من القاهرة لرسالته إلى كل العرب والمسلمين.

مراسل اخباري لاحدى القنوات منتفخ الاوداج تكاد الفرحة بما جرى تطير به إلى عنان السماء، يتحدث عن مآثر أوباما ومنزلة مصر ومعنى اختياره لها لتوجيه رسالته. عمرو موسى ، يقر بجدية أوباما في السعي لحل مشاكل العرب والمسلمين، وثقته في صدقه ونزاهته ويرى أن أوباما قد مسح كل ذنوب الأمريكان بأستيكة وبدأ بداية جديدة.

مراسل فضائية شهيرة من الأراضي الفلسطينية يسهب في الاشادة بالبداية الجديدة وترحيب السلطة الفلسطينية بها ويركز على أولى بشائرها وبركاتها حيث اضطر نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل إلى الانصياع لرغبة القيصر أوباما من أول جولة وإعلانه أنه يشاركه حلمه في السلام.

وهذا أيضاً مدير مكتب قناة مصرية في واشنطن والذي حضر إلى القاهرة بصحبة الرئيس الأمريكي يشيد بكاريزما أوباما وحب الناس والصحفيين واحترامهم له إلى حدٍ كاد يجعلني أصيح دون ان ادري،(والناس اللي فوق والناس اللي تحت، وانا وانت ورقصني يا جدع).

ثم كان ختامها بمدير مركز البحوث والمعرفش إيه من واشنطن فقال في أوباما ما قال حسان اليماني (في ايه برضو معرفش) المهم أنه صال وجال وكاد يقول عقرت نساء الدنيا أن يلدن مثل أوباما، وأبشروا أيها العرب بحل كل قضاياكم فهي في قلب الرئيس الأمريكي وعقله والدليل على ذلك أنه بدأ الاهتمام بها في باكورة حكمه وليس في نهاياته كعادة من سبقوه، يعني باختصار حلاق فتح بأقرع استفتح.

المهم أن مدير المركز المحترم لم تغب عنه ان يستغل الفرصة في الدعاية لمركزه وما يقوم به من تبشير بالقضايا العربية وتقارب الثقافات. ذكرني ذلك بنكتة لا يزال المصريون يتداولونها رغم قدمها ، عن اليهودي كوهين عندما نعى ابنه في صحيفة الأهرام، وكتب يومها (كوهين ينعي ابنه ديفيد)واكتفى بذلك اختصارا للكلام وثمن الإعلان، لكن مندوب الاعلانات طمأنه بأنه لايزال بوسعه اضافة المزيد وبنفس الثمن، فكتب (ويصلح ساعات في ميدان العتبه)

لاحول ولا قوة الا بالله، مالذي أراه وأسمعه، كل هذا الشطط في وصف نزاهة ومصداقية وايمان أوباما بعدالة قضيتنا أو قضايانا، وكل هذه الثقة في جديته وقدرته على حل مشاكلنا، لمجرد أنه قد زار العالم العربي ووجه رسالة من جامعة القاهرة الى العرب والمسلمين .. مجرد رسالة شفهية ، كلام في كلام !!

مرة اخرى عادني حوار جرى بيني وبين صديق مقيم في امريكا ، تبادلناه قبيل الشوط الاخير من الانتخابات الرئاسية الامريكية .. باختصار كانت وجهة نظر هذا الصديق غريبة بعض الشيء في حينه ولا تجد من يصدقها او يستوعب منطقها الا من رحم ربي ، صديقي هذا كان يرى ان صناع الرئيس الامريكي ، وهو بالمناسبة يؤمن ان هناك مجلسا امريكيا خفيا يتحكم في اختيار الرئيس بغض النظر عن كونه ديمقراطيا او جمهوريا ، هذا المجلس حسب رؤية صديقي لم يأت بالحصان الاسود اوباما اعتباطا ، ولم يجعل كل خيول السبق المتنافسة معه عرجاء بطريقة او باخرى عن غير قصد ، الهدف الاسمى كان واضحا ، مرحلة راعي البقر العنيف الذي تسبق رصاصته لسانه ، اي جورج بوش الابن ، الذي كرهه كل العرب والمسلمين كراهية عمياء ، الا من تطابقت مصالحهم مع مصلحته ، قد انتهت ، وآن الاوان لوجه اخر من وجوه امريكا ، مناسب تماما للمنطقة المستهدفة في المرحلة المعينة ..

الشاب الاسود الطيب المهذب الذي يذكرك بطفل يداعب العصافير في حقول السافانا الافريقية ، وفوق ذلك كله هو ابن رجل مسلم ولاتزال عائلته الكبرى مسلمة ، اي باختصار شديد ابننا وحبيبنا ، وفوق مستوى الشبهات .. وتذكروا انه في كلمته الموجهه تلك قد صنف العرب والمسلمين او بالاحرى الاسلام ذاته ، تحت بندين لا ثالث لهما ، اعتدال وتطرف ، وقالها صراحة نحن واياكم ضد التطرف ..ترى اتكون محض صدفة ان تنقسم مصر الان وبقدرة قادر لتندرج تحت هذين البندين اللذين لا ثالث لهما ، اعتدال و تطرف ، او من الاخر وبدون رتوش ، ارهاب !!

وترى اهي ايضا صدفة محضة ان تكون امريكا هي ذاتها من رعى وصول الاخوان الى الحكم في مصر لينتقلوا بعد عام واحد لخانة التطرف اوالارهاب !! طب ونروح بعيد ليش ، ترى ايكون محض صدفة ايضا ان يستمر الانقسام الفلسطيني كل هذه السنين ، مواكبا لحكم اوباما ، ويبدأ في المرحلة الحالية الزج باسم حماس ومعها غزة كلها في اتون الوضع الملتهب في سيناء ، كخطوة على طريق الفرز النهائي للاعتدال والتطرف ، وبين قوسين الارهاب ؟!

وحتى لا نجور على سيدنا الشيخ ابي حسين فيدعو علينا دعوة عابرة للقارات لا تبقي ولا تذر ، دعونا نميل الى جانب نواياه الحسنة ونرى ما الذي قدمه على المسار المعتدل للمسلمين والعرب ، ونبقى في شأننا الفلسطيني ونسترجع كيف سرى بنا التفاؤل والاستبشار بعهد اوباما ، ابننا وحبيبنا ، الى ابعد من عنان السماء ، حتى كاد اللاجئون منا ان يقلبوا بيوتهم راسا على عقب بحثا عن مفاتيح بيوتهم في فلسطين التاريخية ، وكادت السلطة الفلسطينية المصنفة بالطبع في جانب الاعتدال ، ان تضع اللمسات النهائية لشكل الدولة ولونها والنيو لوك الذي يتناسب مع حضاريتها وحداثتها ، وكيف لا ، وسيدنا الشيخ اوباما قد صلى ركعتين استخارة خرج منهما مؤيدا ومعتنقا لحل الدولتين ونابذا للاستيطان اليهودي ومناديا باعمال مبدأ الديمقراطية في التعامل مع الفلسطينيين بنفس آلية التعامل مع الاسرائيليين ..

ونحمد الله ان اهلنا في رام الله واهلنا في غزة لم يخالفوا طبيعتهم ويتفقوا على اقامة مزار لسيدنا الشيخ ابي الحسين ، في باحة المقاطعة ، والا كنا وبعد سنوات من اللهاث وراء تصاريح نبش القبر واخراج الجثة لاعادة التشريح ، قد صدمنا صدمة عمرنا ، وما كنا لنجد تحت القبة شيخا ، ولا وجدنا من رفات سيدنا الشيخ اوباما الا غضبته المضرية ، النسخة الامريكية منها ، على السلطة الفلسطينية لمحاولتها اقامة الدولة المستقلة عن طريق الامم المتحدة ، رغم انه كان هو ذاته يدعي التبشير لها ، وما كنا لنجد ايضا الا تعهداته التي لا يأتيها الشك من تحتها ولا من فوقها بالحفاظ على امن اسرائيل ، والا غضه النظر عامدا متعمدا عن استمرار الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية.

مش اشكال ، نقول كمان .. لمن لا زالوا يتساءلون بدهشة واستغراب ، كيف تخلت امريكا واسرائيل عن حليفهما الاستراتيجي الاول والاهم في مصر والمنطقة باسرها بتلك السهولة ، وكيف سمحتا بكل هذه الفوضى التي اجتاحت من اجتاحت من الدول العربية ، والحبل عالجرار ، في منطقة حساسة لامنهما القومي ، تلك الفوضى التي سميت بداية بالخلاقة ، وثبت لاحقا انها مجرد فوضى متعمدة فحسب وهناك من يحرك خيوطها من الخارج للوصول من خلالها الى اغراضه ..

لهؤلاء المتسائلين بدهشة واستغراب اقول ، اراهنكم ان الكثيرين منكم لن يطاوعهم قلبهم ويوجهون اصابع الاتهام الى امريكا وهي تحت قيادة الشيخ الورع الفقير الى الله ، والمتدثر بعباءة الاسلام ، ابننا واخونا وحبيبنا ، بركة حسين ابو عمامة ، على قولة القذافي ، واراهنكم ان الكثيرين منكم يرفضون الاعتراف حتى بينهم وبين انفسهم ان الشيخ اوباما الذي لا يكف لسانه عن ذكر الله ولا يعمر قلبه الا بسماحة الاسلام وعشق المسلمين المعتدلين ، لم يكن الا وجها اخر لذات عملة بوش ، ولكنه الوجه الذي تعلم الدرس بالطريق الصعب ومن خلال حرب كلفت امريكا الكثير في العراق وافغانستان ،

هو وجه اوباما الذي اوكلت اليه وادارته مهمة تدمير كل العرب ذاتيا وبدون ادنى مجهود او تكلفة ، وكل ما فعله الشيخ اوباما لم يتعد تعطيل ، او باللغة التقنية التي اصبح يجيدها حتى تلاميذ المدارس ، ( دي اكتفيتنج ) الحقول الكهرومغناطيسية الامريكية التي كانت تحفظ تماسك الدومينو العربي ، فاحترق البوعزيزي في تونس ، ولاتزال قطع الدومينو الى يومنا هذا تتساقط واحدة تلو الاخرى .. ولا يزال التصنيف الامريكي على الطريقة الباراكية الاوبامية "عنوانان لا ثالث لهما ، اعتدال و تطرف " .. ولا يزال السؤال الذي تتبرأ منه كل الاجابات ، مع ايهما تقف ادارة اوباما بالفعل ، الاعتدال ام التطرف ؟! اذكركم قبل ان تسارعوا بالاجابة ، كل الحركات التي تتصدر ثورات الربيع العربي او تصارع لركوب موجتها ، وتلقى دعم ومباركة امريكا هي حركات اسلامية تتأرجح بين وصفها بالاعتدال اوالتطرف حسب المصلحة الامريكية في تقييمها .

طيب ولو فيها اساءة ادب للشيخ الجليل ابي الحسين ، سؤال واقف في زوري ، ترى هل كان المصريون الذين يطلقون على المرأة الحيزبون ، الساهية اللاهية ، اللي بتقرص وتلبد زي حية التبن ، لقب ام اربعة واربعين ، سابقين لزمانهم ، بعد ان تأكد علاقة هذه التسمية بكون اوباما الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة ، يعني ابو اربعة واربعين !!

وياسيدي الشيخ باراك حسين اوباما .. غفر الله ذنبك .. وتذكر ايضا "و من يعمل مثقال ذرة شرا يره "