خبر : الحرب الإعلامية.. بين "رابعة" و"التحرير"!..بقلم: هاني حبيب

الأربعاء 31 يوليو 2013 11:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الحرب الإعلامية.. بين "رابعة" و"التحرير"!..بقلم: هاني حبيب



انتقدت سها النقّاش، مذيعة قناة النيل للأخبار، عدم وجود مراسلين لقناة النيل والتلفزيون المصري في "رابعة العدوية" لتغطية أحداث طريق النصر وما نتج عنها، رغم أنه لا يوجد قرار سياسي بمنع تغطية أنشطة "رابعة"، إذ من واجبات التلفزيون المصري ـ تقول سها النقّاش، أن يكون مصدر التغطية لكل الأحداث التي تشهدها مصر باعتباره خدمة عامة، وبالتالي فإنها غير مسؤولة عن المحتوى الإعلامي المقدم من خلال نشرات الأخبار.

تلقفت "الجماعة" هذا الانتقال، لتشير الى أن سها النقّاش تؤيد "الجماعة" و"المعزول" ما اضطرها إلى التصريح أن انتقادها يعود لأسباب مهنية بحتة، وأن استغلال هذا الانتقاد من قبل الجماعة، يعبّر عن إساءة فهم لطبيعة هذا الانتقاد، خاصة أنها لا تؤيد لا "الجماعة" ولا "المعزول".
ويأتي هذا الانتقاد وهذا الاستخدام من قبل "الجماعة"، في إطار الحرب الإعلامية بين طرفي الاستقطاب في جمهورية مصر العربية هذه الأيام، هذه الحرب التي تجاوزت حدود المهنية والموضوعية في معظم الأحيان، وانطوت على كم هائل من الخروج على التوازن والموضوعية بل لجأت إلى الخداع في الكثير من الأحيان، من الصحيح أن هناك عقبات أمام نقل متوازن في حال توفرت الإرادة والرغبة إلى ذلك، إذ من المستحيل أن تصل بعض القنوات المستقلة وأطقمها، إلى ميدان إشارة رابعة العدوية وميدان النهضة حيث يعتصم مؤيدو مرسي بعد جملة من التعديات على هذه الأطقم، ما اضطرت معه بعض هذه الفضائيات إلى النقل المباشر من شاشات فضائيات أخرى، كـ "الجزيرة" مثلاً.
وفي هذا السياق، قامت فضائية "فرانس 24" بنقل "مباشر" من رابعة العدوية من شاشة الجزيرة، ليتبين لها، أن ما نقلته ينطوي على خداع كبير، حيث نقلت جموع "الاتحادية" على أنها حشود "رابعة العدوية"، وبعدما تنبّهت القناة "فرانس 24"، إلى هذا الخداع، اضطرت إلى الاعتذار لمشاهديها، وصور هذا الخداع متوفرة على الإنترنت!!
السيدة الإعلامية لميس الحديدي، من الشخصيات المؤثّرة لدى الرأي العام المصري، والحقيقة أني من المعجبين بأدائها وقدراتها ومهنيتها، لكنها سقطت في مغالطة واضحة، فقد أشارت أكثر من مرة، إلى أن منظمي "رابعة" يمنعون المعتصمين من مغادرة المكان ويجبرونهم على البقاء هناك على الرغم منهم، لكن في محاولة منها للنيل من دور قناة "الجزيرة" وتغطيتها للأحداث، أشارت لميس في إحدى مداخلاتها، الى أن الجزيرة لا تغطي موقع "رابعة" اثناء الصباح، نظراً لقلة الحشود، وحتى لا يظهر أن هناك فراغاً في "رابعة"، وهذا يعني أن بإمكان المحتشدين المغادرة كما بإمكانهم العودة، وهو ما ينفي الادعاء بأنهم مجبرون قسراً على التواجد في "رابعة"!
وفي ذات السياق، استمعنا من أحد منظمي "رابعة"، وعلى الهواء مباشرة القول، بأنه لا ينبغي لأحد أن يستمع إلى كل من يحاول تحريضه على ترك المكان، ويجب التبليغ عن ذلك، إذ إن هذه الدعوة جريمة وعقابها بالغ الشدة، نظراً لأنها مؤامرة على الاعتصام، وهذا يعني من الناحية المقابلة، أن الموجودين مجبرون على البقاء في "رابعة"، تحت سطوة التهديد والوعيد والاتهام بالخيانة.
واستندت معظم المواقع والمدوّنات، إلى "غوغل" كل منها لتأكيد عدد الحشد والمليونيات، غير أن "غوغل" ذاتها، أعلنت أنه لا يمكنها تحديد الأعداد والحشود، مع أن هذه المواقع والمدونات أشارت من ناحيتها الى أن "غوغل" حددت أن عدد المشاركين في الحشد "الفلاني" كذا وكذا، وطبعاً تبين للمتلقي أن هذا غير صحيح.
أغرب ما سمعته وشاهدته، أن أحد الإعلاميين، لام بعض الفضائيات، كونها لا تنشر معلوماتها حول الأعداد والمواقع والأخبار، باللغة الإنجليزية على الأقل، كي لا يتم تزوير هذه الأرقام من الجهات المنافسة، فهذا الإعلامي يعتقد أن الأمر يتعلق بالنشر، وليس بطبيعة المتلقي، فحتى لو تم نشر كل هذه المعلومات على الشاشات المصرية العربية، فمن يشاهد هذه الفضائيات سوى المصريين والعرب، وما فائدة الترجمة في هذه الحالة، سوى ربما لخدمة بعض السياح والأجانب، في أفضل الأحوال، ممن يتواجدون على الأرض المصرية، بافتراض أنهم يشاهدون القنوات المصرية، طبعاً هذا الأمر يصحّ فقط، لدى القنوات المعروفة والتي تبث أصلاً باللغات الأخرى، كما شهدت الساحة الإعلامية، تبادل الاتهامات حول ما قيل تصوير "فوتوشوب"، أو تزوير اسم الموقع كالنهضة بدلاً من الاتحادية، واتهامات بأن ما يتم بثه تسجيلات قديمة، وفي هذا السياق، ورداً على مثل هذه الاتهامات، أبدع الثوار السوريون، عندما كانوا يرفعون يافطات أثناء المظاهرات، تحمل اسم البلد والتاريخ، حتى لا يشك أحد بأنها صور قديمة.
باعتقادي أن إعلام "الجماعة" كان أكثر نجاحاً وتزويراً، أرسل رسائل خادعة إلى العالم الخارجي، وظهر وكأن "الجماعة" ما هي إلاّ ضحية "خارطة المستقبل" التي أعلنها السيسي من دون أن تنجح الجهة الأخرى، في توفير رسالة كانت واضحة بأن حشود واعتصامات "الجماعة" وأنصارها، ما هي إلاّ عصابات مسلحة!!

Hanihabib272@hotmail.com – www.hanihabib.net