خبر : ضاحي خلفان في الواقع الافتراضي ...سلطان فيصل الرميثي

الأحد 23 يونيو 2013 05:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
ضاحي خلفان في الواقع الافتراضي ...سلطان فيصل الرميثي



منذ دخوله عالم التواصل الاجتماعي أثار الفريق ضاحي خلفان الرأي العام العربي، مخلفاً زوابع من التساؤلات والشكوك حول طبيعة تغريداته، حاشدا العديد من المؤيدين والمعارضين له على وجه السواء، وبينهم فئة تنظر باندهاش إلى ما يدور حول الفريق من كلمة قيلت هنا أو عبارة وردت هناك، خصوصا أنه عُرف بينهم كرجل أمن من الطراز الأول ومؤسساً لأول إدارة لرعاية حقوق الإنسان بالدولة، ومساهماً في إنشاء مؤسسة تعليمية إلكترونية للجودة وداعماً للرياضة ومجتهداً ضمن مؤسسات الشؤون الإسلامية، ناهيك عن مواقفه الشخصية تجاه الفاتورة التي تدفعها الدولة، في ظل خطط التنمية الاقتصادية وسياسة الانفتاح، يضاف إلى كل ذلك العديد من المواقف التي صنفت هذا الرجل ضمن صقور حكومة دبي. السؤال: ما الذي يدفع رجلاً صاحب تاريخ حافل إلى دخول عالم «تويتر» بطريقة مغامرة، وبصورة لا تعكس شخصيته الرسمية؟ هل هو مجرد تواصل اجتماعي ونافذة يعبر فيها عن رأيه الخاص؟ أم أن للموضوع بعداً آخر؟ حاولت جاهدا فهم فكر ضاحي خلفان على «تويتر»، وتحليل تغريداته وردوده، رسائل مشفرة يمكن فهمها بشرط فهم فكر رجل الأمن، الذي يمثله الفريق ضاحي باحترافية عالية، لم يكن صدور قوانين جرائم المعلومات منتهى أمل هذا الرجل، في الحد من الجرائم والتجاوزات التي تثار في الفضاء الافتراضي، بل كانت دافعا لفكر شرطي جديد، يتوافق مع القانون الصادر ومتطلبات الطبيعة الخاصة للجريمة الافتراضية. فالوضع لايزال يحتاج إلى ممارسة شرطية ذكية. ولمحاولة فهم ما يدور في فكر القائد العام، وتقديراته لخطورة الجريمة المعلوماتية، التي يمارسها مجرم على مسرح افتراضي، يأتي الفكر الأمني ببناء مسرح خاص بالجريمة، يتمحور حول شخصية معروفة كالقائد العام، وباستراتيجية أمنية تمكّن رجل الأمن من ارتياد الأماكن المشبوهة ـ وفق اشتراطات محددة ـ بهدف إتمام شروط الضبطية القضائية. يدخل القائد العام محضرا تغريدة من فئة «إسرائيل لا تشكل خطرا على العرب»، أو «(الإخوان) لا يستطيعون إدارة بقالة»، ككمين ثم تبدأ العصافير والغربان بالتغريد في مسرح الجريمة كاشفة عن نياتها، ويبدأ السجال بين القائد العام ومجموعة مختارة من المغردين. قد يكون يواجه الفريق ضاحي بانتقادات من أشخاص يجهلون أنه الرجل الذي عمم أسماء وصور أعضاء الموساد المتهمين في قضية اغتيال المبحوح، وطالب بهم عبر «الإنتربول»، وفي الوقت نفسه تبعث هذه الممارسة مجموعة رسائل إيجابية، تتعلق بحرص المواطن الإماراتي على دولته ومؤسساته. المتابع لبلدان «الربيع العربي»، يجد أن الجماعات المتطرفة أظهرت الشرطة كأجهزة ظالمة تسعى إلى بث الفساد في الأرض وإرهاب العباد، وتعمل تلكم الجماعات وفق توجه استراتيجي مدروس، بإثارة المواطن ضد أجهزة الدولة، وتمثل ذلك في إحراق وتدمير مقار ومراكز الشرطة وممتلكاتها، لتسود الفوضى أرجاء الوطن، وتتحول الأجهزة الأمنية إلى دمية بلاستيكية في يد تلكم الجماعات، تستطيع من خلالها لاحقا أن تحكم سيطرتها بإشاعة الفوضى. تحرص كل دولة تعيش بأمان على أن تصون هذا النعمة، التي حفظ الله عزَّ وجلَّ بها النفس والعرض والمال، وشرّف رجال أمنها، بالعمل ليل نهار، خدمة لكل مواطن ومقيم على أرضها.