خبر : الحرب التي لم تنته/بقلم: أمنون ابراموفيتش/اسرائيل اليوم 12/6/2013

الأربعاء 12 يونيو 2013 10:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
الحرب التي لم تنته/بقلم: أمنون ابراموفيتش/اسرائيل اليوم 12/6/2013



 تكون قد مرت اليوم 46 سنة على انتهاء حرب الايام الستة. ولا يوجد في تاريخ الشعوب أمثلة كثيرة على تأثير جد حاسم وحاد كتأثير تلك الايام الستة في دولة اسرائيل ولا سيما اليوم السابع من الحرب وهو أطول يوم وقد استمر الى ايامنا هذه. لم تكن تلك الحرب حدثا عسكريا بل كانت وما زالت حدثا ثقافيا. فقد انتهت بمجموعات صور نصر وأناشيد نصر وأغاني نصر وأفلام نصر، وغُلفت بمعنى ديني هو بدء الخلاص، وحركت مسيرة مسيحانية، وعرّفت من جديد بصيغة اسرائيلية مميزة التقسيم بين يمين ويسار. واستحثت شعورا فلسطينيا عند العرب من مواطني اسرائيل، وبدأت جدلا قويا وشجارا داميا حقيقيا يتناول قدسية الانسان أو قدسية الارض. والحكمة السياسية أو الحقوق التاريخية. أيما أسبق وأهم، أمساحة الدولة أم مضمونها ومحتواها. إن ميزانية الامن التي كانت تراوح الى وقت الحرب بين 6 في المائة الى 10 في المائة من الميزانية العامة ارتفعت بعدها جدا وبلغت الى 14 – 17 في المائة من الميزانية العامة. واستخرجت الحرب من يهود الجاليات الهتاف وصيحات الابتهاج. وقد هتف لها يهود الغرب لكنهم لم يهاجروا الى اسرائيل. وغيّرت الصهيونية الدينية التي كانت تيارا سياسيا معتدلا جلدها ووقفت على حرف المنحدر. وعارض حاييم موشيه شبيرا الذي كان آنذاك زعيم الحزب الديني القومي الخروج الى الحرب وتوسل من اجل الاصغاء الى اصدقائنا في العالم. أما وارثوه فاستخفوا به وبالأغيار وأنشدوا بصوت جهير: "ليس لنا من نتكل عليه سوى أبينا الذي في السماء". وأنشدوا: "كل العالم بأجمعه جسر ضيق جدا والشيء الأساس هو عدم الخوف ألبتة". ونشرت بعد الحرب ايضا كتب فكاهات. ولست أعرف كم من الحروب في التاريخ، من حروب اليونان القديمة الى الحرب الاهلية في سوريا، حظيت بكتب فكاهات وهذه علامة على الغرور وفقدان ما بقي من التواضع. وكانت فكاهات ربطت القوة العسكرية بالدين مثل: لماذا استمرت الحرب ستة ايام فقط؟ لأن الحاخامية العسكرية أمرت الجيش الاسرائيلي بالوصول الى قناة السويس قبل دخول السبت. إن المؤرخين القدماء والجدد مختلفون بينهم في مسألة أكانت اسرائيل آنذاك مُعرضة لخطر وجودي. أكانت الخطابة العربية تقصد ما تقول أم كانت حديث فانتازيا وتعبيرا كلاميا فارغا عن حلم ضئيل. وقد تنبأت وسائل الاعلام الرسمية في الدول المجاورة وقالت في تبجح: "سنمحو اسرائيل" و"سنمحو العار". و"الرجال للبحر والنساء لنا". فهل كان ذلك اسلوب كلام أم سعيا الى التنفيذ؟ وخافت اسرائيل آنذاك خوفا قاتلا. ومع مرور السنين اضطر ساسة مركزيون من الاحزاب المركزية الى الاعتراف بحقيقة انه يجب اعادة العجلة المناطقية والسكانية الى الوراء. ولطمهم الواقع المحلي والعالمي على وجوههم. لقد أدركوا انه يجب حل هذه العقدة المؤربة. منهم موشيه ديان وشمعون بيرس واسحق رابين وعيزر وايزمن واريئيل شارون واهود اولمرت وتسيبي لفني ودافيد ليفي وروني ميلو ودان مريدور وآخرون، لكنهم حينما بدأوا يفكرون تفكيرا يساريا شيئا ما اتجهت الأيدي الى اليمين بصورة قوية فكان الوعي في جهة والفعل في جهة اخرى. وتدفقت الموارد والمال والطاقات الى المناطق وما زالت تتدفق الى هناك. وابتعد النقب والجليل والأحياء الفقيرة عن القلب وعن الميزانية العامة. فان بئر السبع وحيفا تُعاملان اليوم معاملة الأطراف. أما اريئيل وعمانوئيل وشلوميئيل كما قال رابين بلغة وخازة فهي المركز. يسكن في جنوب البلاد في نصف مساحة الدولة تقريبا نحو من 10 في المائة من السكان. ينتمي رئيس الوزراء نتنياهو الى المستيقظين. وهو يقول إضمنوا لي ترتيبات امنية وسأبالغ في السير. بيد أن هذه الثقة المتملصة تعبر عن المفارقة المنطقية المستمرة وهي أنه من اجل تأمين دولة قومية ديمقراطية نتخلى عن دولة قومية ديمقراطية.