خبر : اثر الحرب في سوريا على حماس/بقلم: أساف جبور/معاريف 11/6/2013

الثلاثاء 11 يونيو 2013 01:32 م / بتوقيت القدس +2GMT
اثر الحرب في سوريا على حماس/بقلم: أساف جبور/معاريف  11/6/2013



 تحدث الحرب في سوريا شرخا وخصاما أيضا بين منظمتي الارهاب حزب الله وحماس اللتين على مدى سنوات طويلة تعاونتا بشكل وثيق ضد عدو واحد – اسرائيل. والان كل شيء يتغير: الكتف الباردة التي أدارها مسؤولو حماس لبشار الاسد والاقوال العلنية التي اطلقوها ضد نظامه أدت الى اغلاق مكاتب المنظمة في دمشق. مسؤولوها، الذي عملوا من العاصمة السورية عشرات السنين، توزعوا في كل صوب وطردوا من لبنان ايضا. وبقي مسؤولو حماس دون بيت فيما أنهم هم أنفسهم في خلاف شديد بالنسبة للموقف الذي ينبغي أن يتخذوه كي ينجوا من التقلبات في العالم العربي. كما أن للازمة جانب آخر، هاما بقدر لا يقل: فتدفق الاموال من  ايران توقف وصندوق حماس فارغ.  الابعاد من سوريا في كانون الاول 2011، بعد اكثر من عقد على ابعاد منظمته من الاردن واستقباله في دمشق باذرع مفتوحة، مرة اخرى حزم رئيس المكتب السياسي لحماس أمتعته. خالد مشعل وكبار مسؤولي حماس آخرون ممن كانوا في سوريا هجروا الاسد في ساعته الصعبة وانتقلوا الى قطر. وصرح رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية في مهرجان في غزة بانه يؤدي التحية للثوار الذين يقاتلون في سبيل حريتهم. وقد اثارت هذه الخطوة غضب النظام السوري. ففي مقابلة منحها مؤخرا لتلفزيون "الميادين" المتماثل مع حماس، تحدث وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، عن حماس كمن استغلت سوريا وذهبت. "سوريا ساعدت حماس أكثر من أي دولة عربية اخرى"، قال. "فقد دخلت سوريا الى قائمة المنظمات الارهابية الامريكية لانها قدمت ملجأ للمنظمة في اراضيها". ومع دخول حزب الله الى المعركة في سوريا انطلقت حماس بالشجب للمنظمة الشيعية. واقتبست صحيفة "القبس" الكويتية تحقيقا لـ "التايمز" اللندنية جاء فيه ان مقاتلين من كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحماس، أشرفوا على تدريب مقاتلي الجيش السوري الحر وساعدوا في تأهيل متطوعين للانضمام الى صفوفه. وقد تمت التدريبات في سوريا، في مناطق تسيطر عليها حماس، ضمن مواقع اخرى في مخيم  اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وكشف مصدر لبناني كبير النقاب عن أن عددا من اعضاء الذراع العسكري لحماس قتلوا في المعارك الوحشية في مدينة القصير الحدودية ومقاتلون آخرون اعتقلهم جيش النظام. ولدى التحقيق معهم قالوا أنه جندهم الثوار السوريون.  في حزب الله ذهلوا من النتائج. "حزب الله درب ومول عددا كبيرا من رجال كتائب عز الدين القسام واستثمر اموالا طائلة لتأهيلهم كمقاتلين جيدين. ولهذا فقد فوجيء إذ اكتشف بان القوة التي دربها تقاتل ضده"، قال مصدر للصحيفة. "رجال حزب الله يرون ان حماس تقاتل مع المنظمات الامنية الاسرائيلية – القطرية لابادتهم ولاسقاط نظام الاسد". وأفادت الصحيفة بانه في أعقاب ذلك أبلغ حزب الله كبار رجالات حماس ونشطائه في لبنان بمغادرة الدولة في غضون ساعات.  الخلاف بين ايران وحماس يخلق خلافات ايضا داخل حماس نفسها بين القيادة السياسية التي على رأسها خالد مشعل والقيادة العسكرية الكفاحية. وسفر قائد الذراع العسكري لحماس الى طهران، حيث التقى مع مسؤولين ايرانيين للبحث في تعزيز الحلف بين حماس وايران وحزب الله فاقم الخلافات. فقد جرت الزيارة قبل يومين فقط من الزيارة التاريخية للزعيم السني، الشيخ يوسف القرضاوي الى غزة. القرضاوي، الذي وصف حزب الله بانه حزب الشيطان الذي يجب الجهاد ضده بسبب تدخله في سوريا، عمق الخلاف الداخلي في حماس.  مشعل، الذي يقود نحو التقرب من قطر ودول الخليج، يؤيد اقوال القرضاوي، في خلاف مع مسؤولين آخرين من حماس كمحمود الزهار، الذي بعث برسالة عاجلة الى زعيم حزب الله حسن نصرالله كتب فيها "انت شيخ الاسلام، والقرضاوي لا يمثل الاسلام". صحيفة "الحياة الجديدة" التي كشفت النقاب عن مضمون البرقية، نشرت تقريرا عن وضع حماس واضافت بان تصريحات القرضاوي دفعت مسؤولي حزب الله في لبنان الى تبلغ 226 نشيطا من حماس بان عليهم ان يغلقوا مكاتبهم السبعة في الضاحية الجنوبية في بيروت، معقل الشيعة في لبنان والخروج من الدولة. "ليس لكم مكان في اوساط حزب الشيطان، كما قال سيدكم القرضاوي". لا يوجد بيت اغلاق المكتب السياسي لحماس في دمشق جاء بعد ان صعد الى الحكم في مصر الحزب الام لحماس، الاخوان المسلمون. وذلك بعد عقود من القمع والمذلة تحت حكم ناصر، السادات ومبارك. وكانت في حماس حالة نشوة ومسؤولوها اعتقدوا بان من الان فصاعدا مصر الكبرى ستمنح المنظمة بيتا حارا ومحبا وستساعدها على زيادة قوتها في المنطقة. وهنا جاءت الخيبة الكبرى: مساعي البقاء لدى الرئيس مرسي في مواجهة معارضيه، الوضع الاقتصادي الصعب في مصر، والتعلق بالولايات المتحدة أجبر مصر على ادارة الظهر لحماس.  قتل 16 شرطيا مصريا في ليل رمضان قرب الحدود الاسرائيلية – المصرية أدى الى اتهامات حادة من جانب مصر ضد حماس التي نفت كل صلة لها بالفعلة. ولكن في مصر، مقتنعون بان المشاركين في القتل تلقوا مساعدة من قطاع غزة وبدلا من فتح المكتب السياسي للمنظمة في القاهرة، بدأت مصر بهدم الانفاق من رفح الى غزة وأضرت شديدا باحد الفروع الاكثر ادرارا للمال للمنظمة. مسؤول حماس الكبير محمود الزهار، المعروف بتأييده لايران، هاجم القاهرة مباشرة. فقد قال: "نحن نحترم مصر كدولة ولم نحاول ابدا التدخل في شؤوها او التسلل اليها". واشار الى أن المصريين يدفعون نحو الانتفاضة ضدهم في القطاع، والمح بان نظام مبارك كان افضل من نظام مرسي إذ قال: "النظام السابق كان وحشيا ولكنه لم يسمح ابدا بتجويع غزة".  خالد مشعل، المؤيد الاساس لتحالف حماس مع مصر، انتقل لتجربة حظه في حلف مع دول الخليج. وهو يوجد اليوم اساسا في قطر. مسؤولون آخرون من المنظمة يوجد في مصر وفي تركيا. اين المال؟ لحماس توجد مشكلة اقتصادية عسيرة، بسبب هدم الانفاق، ولكن أكثر من ذلك، بسبب انخفاض التبرعات من الدول ذات المصلحة. ونشر في صحيفة "الحياة الجديدة" بان ايران نقلت رسالة واضحة لممثلي حماس في طهران بان الدعم والتعاون مع المنظمة مجمدان بسبب تأييدها للثوار ضد الاسد. غازي حمد، نائب وزير الخارجية في حكومة حماس اعترف بان المال من ايران لا يأتي مثلما في الماضي.  وحاول مسؤول كبير آخر في المنظمة تخفيض عدة اللهيب وقال: "موقفنا مما يجري في سوريا يختلف عن موقف ايران وحزب الله، ولكن فضلا عن رفضنا الوقوف الى جانب الاسد توجد لدينا المسائل الاكثر اشتعالا من ناحيتنا وهي تحرير ارضنا ومقاومة اسرائيل. في هذا الموضوع الدعم الذي نحصل عليه من طهران لم يقلص. يجب حث حوار مشترك ووحدة عربية ضد العدو الحقيقي الوحيد – اسرائيل".