خبر : نحن في فتح نحب الاموات ..د.سفيان ابو زايدة

الجمعة 31 مايو 2013 05:43 م / بتوقيت القدس +2GMT
نحن في فتح نحب الاموات ..د.سفيان ابو زايدة



الكثيرون من ابناء فتح خاصة و ابناء الشعب الفلسطيني بشكل عام لم يعرفوا قيمة القائد الوطني الكبير ابو علي شاهين الذي تركنا بجسده فقط حيث ارثه النضالي الكبير لن يرحل و سيبقى نبراسا يسير على هديه كل احرار و شرفاء هذا الوطن . خلال الاعوام الماضية ، خاصة بعد ان اكتشف الاطباء ان كبده لم يعد يعمل كما يجب ، و على مدار اكثر من عامين في صراعه مع المرض كان لي الشرف ان اكون قريبا منه. خلال وجوده في شقته هو و الحجة ام علي الكائنة في عين منجد بمدينة رام الله كنت ازوره تقريبا كل ليلة، لم اتأخر الا اذا كنت خارج البلد او كان هناك مبرر حقيقي يعيقني عن رؤيته. لم اكن لوحدي بل كان هناك عدد من ابناء فتح و قياداتها و على رأسهم ابو الطيب و ظافر ابو مذكور الذين كانوا متواجدين حوله بشكل دائم.بين الحين و الاخر كان يأتي لمعايدته العديد ممن تربطهم علاقات قديمة مع ابو علي ، خاصة الاسرى القدامى الذين هم وحدهم اكثر من غيرهم يعرفون قيمة هذا الرجل و هم وحدهم اكثر من غيرهم يعرفون كم اعطى هذا الرجل لفتح و لفلسطين .كان لي الشرف ان العب دورا في اعادة الاخ و القائد و المعلم ابو علي الى بيته في قطاع غزة ليمكث ما تبقى من حياته بين ابناءه و احفاده و محبيه بعد ان غاب عنها بشكل قسري لاكثر من خمسة اعوام. و على الرغم من الشعور بالحزن على فراقه و لكن عندما خرجنا بجثمانه الطاهر من جامع العودة في مدينة رفح بعد صلاة الظهر قبل ان يوارى الثرى الذي افنى حياته من اجل تحريرة و الحفاظ على طهارته شعرت بقليلا من الرضى على نفسي . لقد تعلمت من ابى علي الكثير، على الرغم من اختلافي معه في كثير من الامور، و لكن كل يوم كنت احبه اكثر، و كلما اشتد عليه المرض اتمسك به اكثر. لم ارى في حياتي، و قد رأيت الكثر، لم ار انسانا ينبض قلبه بالحب لفتح و ابناءها مثل هذا الرجل، لم اشعر ان هناك انسان بهذا الحجم و هذا التاريخ اقرب الى فلسطين اكثر من هذا الرجل. لا يمكن ان انسى عندما كان في احدى رحلات العلاج له في المانيا، اتصلت عليه لكي اطمئن على صحته، فقال لي انا بخير صحتي مش مهمه المهم ماذا فعلت بالموضوع الذي طلبت منك متابعته؟ هل تعرفون ما هو هذا الموضوع الذي كان يشغل بال ابو على و هو على فراش الموت؟ لقد طلب مني ان اتابع موضوع مساعدة مالية لعائلة فقيرة من غزة لها شيك في وزارة الشؤون الاجتماعية . في اليوم التالي اتصل هو من المانيا ليسألني اذا كنت قد فعلت شيئ لهذه العائلة. لم يُنصف ابو علي في حياته و لكنه انصف في مماته، هكذا نحن في فتح نحب القادة الاموات و لا نعرف قيمتهم الا بعد ان يرحلوا عنا. السؤال كم ابو علي في فتح ما زالوا على قيد الحياة و لم نعرف قيمتهم و سنحبهم و نحترمهم فقط بعد ان يرحلوا عنا؟