خبر : هل هناك حرب قادمة؟ ...د. سفيان ابو زايدة

الثلاثاء 30 أبريل 2013 07:37 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل هناك حرب قادمة؟ ...د. سفيان ابو زايدة



يكثر الحديث هذه الايام عن امكانية اندلاع حرب في المنطقة، خاصة من قبل الاسرائيليين الذين اعادوا الى الواجهه الخطر النووي الايراني بعد ان اختفى بشكل شبه تام خلال فترة الانتخابات العامة لديهم ، اضافة الى امكانية التصعيد في سوريا و ذلك بسبب الاسلحة الكيمياوية، و ان لم يكن يكفي ذلك، فهناك حديث عن امكانية الحرب بين حزب الله و اسرائيل لاسباب مختلفة ، اضافة الى التهديد المستدام بالعدوان على غزة على اثر اطلاق بعض الصواريخ من هناك بشكل متقطع و اتهام اسرائيل المباشر بأن الصواريخ التي اطلقت على ايلات تقف خلفها مجموعات من غزة.هناك  من يذهب بعيدا اكثر من ذلك  بأن اسرائيل قد تجد نفسها متورطة في حرب على الاربع جبهات في نفس الوقت على اعتبار ان هناك قاسم مشترك بينها جميعا و هو العنصر الايراني و ان كان بنسب مختلفة. المناورات التي ستجريها الجبهة الداخلية في اسرائيل خلال الشهر القادم ستحاكي هذه المرة سقوط صواريخ بكثافة على التجمعات السكنية الاسرائيلية من اكثر من اتجاه و ان الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية و تجهيز الجبهة الداخلية في اسرائيل ينطلق من هذه القاعدة.هناك جدل حول مدى سخونة كل جبهة من هذه الجبهات، و ما اذا كان هذا التسخين هو حقيقي ام مصطنع. هناك جدل حول السياسة التي يجب ان تتبعها اسرائيل و مدى الدور الذي يجب ان تلعبه ، خاصة في الموضوعين السوري و الايراني حيث الخلافات في وجهات النظر متباينة و تصل في كثير من الاحيان الى حد التناقض. على الرغم من ذلك، هناك عوامل قد تجعل من امكانية حدوث مواجهة على و احدة من الجبهات الاربعة او جزء منها او جميعها في نفس الوقت امر ممكن الحدوث في كل لحظة.اولا: جبهة غزة. امكانية التصعيد في قطاع حيث يكثر القادة الاسرائيليين من تهديداتهم بالعدوان على غزة في ظل ما يعتبرونه استئناف اطلاق الصواريخ من هناك و كذلك الاتهام المباشر بأن مجموعات من غزة هي التي كانت وراء اطلاق الصواريخ من سيناء على ايلات. الرد العملي الاسرائيلي حتى الان تقليدي ، لم يتعدى اغلاق للمعابر و قصف بعض المواقع الخالية. حتى الان ليس هناك مصلحة اسرائيلية بعدوان جديد على غزة للكثير من الاسباب اهمها التركيز على الجبهتين السورية و الايرانية و السبب الاهم هو تقديرهم بأن اللاعب الاساسي في غزة و هو حركة حماس غير معنية في هذه المرحلة بخوض جولة جديدة من المواجهه ،و الاهم من ذلك كله انها تبذل قصاري جهدها من اجل منع اطلاق الصواريخ التي على الارجح يقف خلفها مجموعات صغيرة يعتبرونها متطرفة. هذا الامر قد يتغير بلمح البصر و ذلك اذا ما تصاعد اطلاق الصواريخ او حدوث اصابات في اوساط اللاسرائيليين . على الرغم ان اسرائيل تعتبر ان استمرار وجود آلاف الصواريخ في ايدي الفصائل الفلسطينية هو تهديد دائم لاسرائيل يجب التخلص منه. ثانيا: الجبهة السورية. ما يحدث هناك من تطورات يشكل مصدر قلق حقيقي للاسرائيلين و من اكثر من اتجاه ، على الرغم من عدم و جود موقف اسرائيلي واحد تجاه ما يحدث  ، حيث هناك من يعتقد ان سقوط الاسد و نظامه يصب في مصلحة اسرائيل حيث سيكسر ما يسمونه بمعسكر الشر و سيضعف حزب الله الذي يعتبر العدو الاكبر لاسرائيل و بالتالي يجب على اسرائيل ان تساعد في الاسراع بأسقاط نظام الاسد ، و هناك من يعتقد ان سقوط نظام الاسد سيخلق حالة من الفوضى و الفراغ الامني الذي ستشغلة قوى اكثر تطرفا و ان الجولان الذي تمتع بالامن و الامان خلال العقود الماضية سيتحول الى جبهة ساخنة من المواجهه و ان تنظيم القاعدة و التنظيمات السلفية الاخرى ستشكل مصدر ازعاج دائم لاسرائيل على الحدود الشمالية.مع ذلك هناك اجماع لدى اصحاب القرار في اسرائيل بعدم السماح لحزب الله او التنظيمات السلفية بالسيطرة على الاسلحة الكيمياوية او الاسلحة الحديثة الاخرى التي في ايدي الجيش السوري و التي قد تغير من المعادلة الامنية القائمة حتى الان. اسرائيل بطبيعة الحال غير قلقة على استخدام او عدم استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب السوري سواء من قبل النظام او المعارضة. ما يهم اسرائيل هو عد استخدام هذه الاسلحة ضدها. لذلك التطورات التي ستحدث في المستقبل القريب هي التي ستحدد مدى عمق التدخل الاسرائيلي في الموضوع السوري.ثالثا: الجبهة الايرانية. في الاونة الاخيرة اكثر الاسرائيليون من تصريحاتهم و تحليلاتهم حول الموضوع الايراني. الكثير من مراكز الابحاث خصصت مؤتمراتها السنوية لبحث موضوع النووي الايراني، خاصة مركز دراسات الامن القومي الذي يعمل فيه العديد من الجنرالات المتقاعدين و الذين على دراية بما يحدث في اروقة المؤسستين الامنية و العسكرية. هناك جدل كبير جدا حول المسألة الايرانية و لكن الرأي الذي يتبلور مبني على منطلقين اساسيين، الاول ان اسرائيل لن تسمح تحت اي ظرف كان ان تمتلك ايران سلاح نووي، و المنطلق الثاني الذي اصبح يتعزز اكثر ان اسرائيل قادرة على ايقاف هذا المشروع لوحدها اذا اقتضت الضرورة ذلك.لاشك ان هناك اجماع على انه من الافضل ان لا تتصدر اسرائيل هذه المعركة ، و ان من الافضل ان تتولى حليفتها المخلصة هذا الامر و لكن ايضا هناك تقدير اسرائيلي بأن امريكا بأمكانها ان تتعايش مع ايران نووية و لكن اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بذلك.في كل الاحوال حدوث مواجهه بين اسرائيل و ايران هو امر ممكن جدا و لكن ليس في الاسابيع و الاشهر القادمة، على الرغم ان الاستعدادات الاسرائيلية العسكرية و السياسية و تجهيز الجبهة الداخلية و الراي العام الاسرائيلي تسير بهذا الاتجاه.رابعا. المواجهه مع حزب الله. على الرغم من ان الحديث لا يكثر عن هذه الجبهه بالمقارنه مع الجبهات الاخرى الا ان احتمالية حدوث مواجهه بين اسرائيل و حزب الله هو امر ممكن الحدوث اكثر من امكانية حدوث مواجهه على الجبهات الاخرى. الكثير من الاسباب تجعل اسرائيل تركز على هذه الجبهه، اهمها ان التقدير الاسرائيلي و في حال حدوث هجوم اسرائيلي على المنشآت النووية الايرانية فأن ايران ستضرب اسرائيل من خلال صواريخ حزب الله، و السبب الاخر ان اسرائيل تعتبر ان لديها حساب مع حزب الله لم يتم اغلاقه بعد منذ حرب تموز 2006.اسرائيل استفزت حزب الله في الاشهر الاخيرة اكثر من مرة، اهم هذه الاستفزازات كانت قصف قافلة الاسلحة و الاختراق الدائم للاجواء اللبنانية. حزب الله بأستثناء ارسال طائرات بدون طيار تقريبا تجاهل الاستفزازات الاسرائيلية، و ذلك لانشغاله على الارجح لما يحدث على الجبهه السورية. ليس من المستبعد و قبل ان تقترب اسرائيل من ضرب ايران ان تصعد مع حزب الله و ذلك لازالة خطر الخمسين الف صاروخ التي يمتلكها حزب الله و التي تغطي كل شبر تقريبا من التجمعات السكنية و الاستراتيجية الاسرائيلية. ازالة هذا التهديد هو اولوية بالنسبة لاسرائيل قبل ازالة خطر النووي الايراني، و قبل غزة و اهم مما يحدث في سوريا.Dr.sufianz@gmail.com