خبر : عن الحياة وعن الموت/بقلم: عمانوئيل روزان/يديعوت 14/4/2013

الأحد 14 أبريل 2013 01:49 م / بتوقيت القدس +2GMT
عن الحياة وعن الموت/بقلم: عمانوئيل روزان/يديعوت  14/4/2013



 إن يوم ذكرى ضحايا الجيش الاسرائيلي هو يوم تأسيسي في تقويم دولتنا المميزة. وأنا على ثقة بأنه يجب الاستمرار في الاحتفال به كما هو، أي يوم حداد وطني. انه يومنا وليس بالضرورة يوم أبناء العائلات الثكلى التي أصبح "يوم الذكرى" عند كثيرات منها هو كل واحد من ايام السنة. إن يوم الذكرى هو يوم حزين ومهم ومقدس ومن اجل ذلك خاصة أستهجن جعله مهرجان تمجيد وتعظيم للموت. إن الألم المطلوب والحزن الذي لا ينتهي يُلحنان ويُنشدان، وتتحول الكليشيهات الى اقوال ثكلى. "مهدوا لنا بموتهم الحياة"، و"حسان النواصي والوجوه". وكذلك فان صلاة "الاله الممتليء رحمة" التي تمت ملاءمتها لضحايا الجيش الاسرائيلي لا يعوزها قول: "مقدسون طاهرون وأبطال، يضيئون كاضاءة السماء... بذلوا مهجاتهم من اجل تقديس الرب...". بالنسبة لأبناء العائلة وبالنسبة للاصدقاء فان كل واحد من الموتى قدّيس وحسن وطاهر. وسيكون من الحمق ان نحاول تحليل صورة كلامهم على أعزائهم أو ان ننتقد أو ان نحاول ان نُدخل في النص تعديلات وتناسبا، فالحداد والتعبير عنه شخصيان وغير محدودين. ولا جدل ايضا في الواجب على سلطات الدولة ان تحترم اولئك الذين ماتوا حينما كانوا رسلها، ولا يهم سبب الموت ولا تهم الظروف، وكذلك زعم ان كثيرا من الاموات لم يكونوا بالضرورة أبطالا وأن كثيرا منهم لم يسقطوا في القتال قد يكون هو ايضا صحيحا لكن لا حاجة اليه. فالمراسم هي المراسم ولا يتم التدقيق في التفصيلات في يوم الذكرى. ان المشكلة هي مشكلة اولئك في الحكومة والجيش ووسائل الاعلام ايضا الذين يحاولون تجميل الموت وتحسين الثمن الفظيع بكلام جميل لأن الموت قبل الأوان هو دائما أمر لا حاجة اليه لأن الموتى أرادوا ان يحيوا وخرجوا لخدمة الدولة لأن ذلك كان الواجب عليهم لكنهم لم يشاؤوا ان يمهدوا لها الحياة بموتهم. وإن جملة الكليشيهات تطمس على عمد على حقيقة ان الثمن باهظ جدا وليس هو ضروريا دائما. وهي تطمس على عمد حقيقة انه في كثير من الحالات كان الموت في الجيش كان نتيجة تقصير سياسي أو اخفاق عسكري. إن "حسان النواصي والوجوه"، ان هذا القول في نظري قول مغسول يرمي الى تمكين السلطة من الاستمرار في جباية ثمن حياتنا وحياة أعزائنا. أصبحنا نعلم اليوم ان ترومبلدور لم يقل "الموت من اجل ارضنا حسن". وأنا محتار ايضا في أنه هل كان العمل البطولي لروعي كلاين الراحل الذي ضحى بنفسه بقفزه على القنبلة اليدوية لانقاذ جنود آخرين، هل كان عملا بطوليا أو عمل عدم مسؤولية عن نفسه وعن عائلته. هل من الصحيح ومن الواجب ان نربي الجنود على الانتحار في معركة لانقاذ آخرين؟. في تاريخ اسرائيل معارك كان الموت فيها ضروريا، فقد صد جنود العدو بأجسادهم لأن العدو كان هناك وكانوا هم هناك ولم تكن توجد أية سبيل فرار أو دفاع عن النفس. ومنع فريق منهم بلا خيار بأجسادهم دخول العدو الى داخل البلاد ولم تكن هذه حالة روعي كلاين. إن روعي، وهو ضابط شجاع ممتاز، لم يمهد حياتنا بموته بل أنقذ حياة عدد من رفاقه الذين كانوا يقفون الى جانبه بثمن موته الفظيع. أنا أرى ان يوم الذكرى مع كونه وقتا للصلوات والذكرى والبكاء هو يوم يستحق بحثا عميقا في أكثر القضايا حساسية – في مسألة ألم ننسَ في طريقنا الى تقديس الموت وتجميله احيانا، ألم ننسَ الحياة نفسها؟ وأنا على يقين من ان بعض اصدقائي المدفونين تحت الشواهد الحجرية كان سيفرحهم لو استطاعوا ان يشاركوا في هذا الحوار المهم.