خبر : أوشفيتس من الأزل الى الأبد/بقلم: أوري مسغاف/هآرتس 9/4/2013

الثلاثاء 09 أبريل 2013 01:09 م / بتوقيت القدس +2GMT
أوشفيتس من الأزل الى الأبد/بقلم: أوري مسغاف/هآرتس  9/4/2013



 في الطريق الى المدرسة سألتني إبنتي، وهي طالبة في الصف الثاني: "أبي لماذا يجب علينا أن نقف للصافرة، هل لكي نكون مستعدين اذا نشبت حرب عالمية ثالثة؟". اليكم موجزا كاملا للرسالة. "يا مواطني اسرائيل، في كل عصر يثورون بنا للقضاء علينا"، أعلن رئيس الوزراء في خطبته في ميدان غيتو وارسو في "يد واسم". "في كل عصر يجب على الانسان ان يرى نفسه بأنه اجتاز المحرقة حيا وانشأ الدولة... تعلن ايران عن نيتها القضاء على دولة اسرائيل... إن الذي تغير منذ كانت المحرقة هو قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا بقوانا الذاتية". إن نتنياهو بالطبع يُعوج القصة التاريخية لحاجته بواسطة خطبته المقصوصة الملصقة الدائمة. وهو في الأساس يرويها بصورة جزئية جدا. صحيح أن دولة اسرائيل نشأت بعد المحرقة بثلاث سنوات؛ وصحيح ايضا ان هذا حدث بعد نصف سنة من زوال الانتداب الدولي المحدد على فلسطين. وكان النموذج الصهيوني أحد الحلول. وتؤيد عائلتي وأنا وكل يهودي اختار منذ ذلك الحين ان يسكن هنا، تؤيده بهذا القدر أو ذاك. ووجد ايضا ملايين من المقتلعين واللاجئين والناجين الذين اختاروا العيش في امريكا واوروبا واستراليا. وتحمي أمنهم منذ ذلك الحين جيوش اخرى على نحو غير سيء. لكن الدقة والصدق التاريخي لا تهمان إبن المؤرخ ولا رئيس الدولة شمعون بيرس ايضا الذي حرص في نفس المقام على دعمه ببضع حذلقات لغوية ألفت بين المحارق والقيادة الايرانية. يعمل كل شيء بصورة منظمة جدا بحسب قواعد الديمقراطية. فالقيادة السياسية توجه من القدس. وذراعنا العسكرية الطويلة تُرسل الى ما وراء البحر. وأوشفيتس في أيدينا. ويقود رئيس هيئة الاركان مرة اخرى مسيرة الحياة. وقد مرت عشر سنوات منذ كان الاستعراض الجوي البطولي في سماء المعسكر الذي نُفذ إستراقا تحت أنوف البولنديين. وكانت فرصة التقاط صور شارك في التخطيط لها ثلاثة قادة لسلاح الجو (دان حلوتس وعيدو ناحوشتان وأمير ايشل "الذي حقق حلم طفولة"). وتزين منذ ذلك الحين كل مكتب جنرال يحترم نفسه. وما زال الجيش الاسرائيلي يرسل بلا انقطاع وفودا كبيرة من الضباط والجنود في جولات جذور في المعسكرات يسمونها "شهودٌ في البزات العسكرية". ويصبح الارتباط آليا. وتُتم الصلوات الثالوث المقدس. وقد برز في مراسم يوم المحرقة العسكرية الأخيرة جنود يمسكون بالكتاب المقدس ووسائل الصلاة وكأن إله الجيوش قد برز حقا في عمله في أوشفيتس. قبل أن نتحدث في جدية عن تقليص ميزانية الدفاع ستكون حاجة الى تقليص قدسية الأمن وفصم العلاقة المتينة بين الجيش الاسرائيلي والمحرقة. ولم تنشأ في اسرائيل الى الآن قيادة على هذا القدر من العظمة. خُصص اسبوع الذكرى الوطني في جملة ما خُصص له للتحقق من ألا تنشأ، ولن يطلب الجمهور ان تنشأ. وُجد الطغاة دائما وسيوجدون. فقد حل محل عبد الناصر والسادات على ضفتي القناة عرفات في الملجأ الحصين في بيروت واحمدي نجاد في طهران. بل إن بن غوريون أكثر الحديث عن "الهتلرية". ومن بين جميع ورثته كان واحد وحيد هو الذي تجرأ على تجاوز جوقة التخويف من محرقة ثانية هو الذي أُلبس بزة الغستابو وأُعدم في ميدان المدينة (القصد الى رابين – المترجم). في الاسبوع الماضي بارك الرئيس بيرس برفع كأس تم في مقر لواء بنيامين قرب مستوطنة بيت إيل في ارض محتلة. وكرر هناك الزعم الأبدي وهو ان ميزانية الدفاع تناسب التهديدات الامنية وقال انه سيؤيد تقليصها حينما يستقر رأي أعدائنا على التقليص. وهذا كذب وافتراء. فميزانية الدفاع تزيد بلا انقطاع برغم أن أعداءنا ينهارون وبرغم أن التهديد البري لاسرائيل قد اختفى جبهة بعد جبهة. ويوافق الجمهور الاسرائيلي على هذا الجنون المستمر لأن ميزانية الدفاع قُدرت بحسب أوشفيتس لا بحسب أي شيء آخر.