خبر : لا يتحدث العربية/بقلم: تسفي غباي/هآرتس 2/4/2013

الأربعاء 03 أبريل 2013 02:56 م / بتوقيت القدس +2GMT
لا يتحدث العربية/بقلم: تسفي غباي/هآرتس  2/4/2013



 كشفت خطبة رئيس الولايات المتحدة براك اوباما في مباني الأمة في القدس زمن زيارته المغطاة اعلاميا لاسرائيل عن علم بـ "اصلاح العالم" باللغة العبرية لسكان "ارض رائعة". وقال اوباما للاسرائيليين "أنتم لستم وحدكم" وأحدث حماسة بين المستمعين اليه، وحث الاسرائيليين على "دفع" زعمائهم الى اتخاذ سياسة مصالحة لاحراز تسوية مع الفلسطينيين وشجع فكرة المعارضة. في مقابل ذلك لم يُكشف بزيارته لرام الله عن أي علم له باللغة العربية. تحدث اوباما في الحقيقة عن اسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي لكنه لم يدعُ مستمعيه الفلسطينيين الى حث زعمائهم على الدفع قدما بتسوية مع اسرائيل. وبرهن مثل رؤساء امريكيين سبقوه على عدم فهمه لجذر الصراع الاسرائيلي العربي. ففي عيد الفصح قبل 93 سنة، حينما كان البريطانيون يحكمون البلاد، شغب العرب على يهود البلدة القديمة وقتلوا ستة وجرحوا مئات. ولم تُسمع آنذاك دعاوى تتحدث عن "احتلال" كما يزعم الفلسطينيون اليوم. اعتاد العرب ومنهم الفلسطينيون التفضلات. وبدأ ذلك حينما منح البريطانيون والفرنسيون الدول العربية استقلالا في نهاية الحرب العالمية الاولى دون ان يقاتلوا مُحتليهم العثمانيين الاتراك (ما عدا قبائل سعودية بقيادة لورنس رجل العرب). وغمرهم الغرب لاسباب جغرافية سياسية، ومنه الولايات المتحدة، بسلاح حديث وشجعوا بذلك فخرهم القومي الذي يقوم على "الخنجر والسيف". لم يستغل العرب الاستقلال السياسي الذي حظوا به لتوحيد صفوفهم (أنظروا نتائج "الربيع العربي") ولبناء اقتصادات مستقرة لدولهم. وكذلك الفلسطينيون ايضا. ومنذ كانت اتفاقات اوسلو في 1993 لم يصوغوا شعبهم (ما زالت حماس تقاتل فتح) ولم يبنوا اقتصادهم ايضا برغم المساعدة السخية التي تُمنح لهم. وعلق الفلسطينيون فشلهم بـ "الاحتلال"، الذي جلبوه على أنفسهم إثر حروبهم لاسرائيل. ولم يحثهم الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة على اجراء تفاوض مع اسرائيل في حل الصراع بل يستعمل عوض ذلك ضغوطا على اسرائيل كي تستجيب لمطالبهم المتطرفة. ويتجاهل الفلسطينيون الواقع الجغرافي والسكاني الذي نشأ على مر السنين. ويرفضون ان يفهموا أنه لا يمكن ان يُعاد عجل التاريخ الى الوراء. وهم لا يُصغون ايضا للمثقفين العرب ولا سيما السعوديين والكويتيين الذين دعوهم الى الاسراع في التباحث مباشرة مع اسرائيل في حل الصراع. وأضاعوا فرصتين للحل – مع رئيسي الوزراء اهود باراك واهود اولمرت – وينتظرون الآن اوباما كي يمنحهم فرصة ثالثة. إن استمرار الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة على التزام مواقف مناصرة للعرب، لن يفضي الى حل الصراع بين الفلسطينيين واسرائيل. فينبغي ان يُقال للزعماء الفلسطينيين باللغة العربية إن انتظار قطار التاريخ لن يفضي الى حل.