خبر : حزب الله في تنكر / بقلم: أدار بريمور / هآرتس 19/3/2013

الثلاثاء 19 مارس 2013 06:48 م / بتوقيت القدس +2GMT
حزب الله في تنكر / بقلم: أدار بريمور / هآرتس 19/3/2013



 إليكم مرة اخرى اوروبا المضللة. كانت زيارة الرئيس شمعون بيرس لمؤسسات الاتحاد الاوروبي تظاهرة مناصرة غير عادية. وبدا البرلمان الاوروبي – وهو تلك المؤسسة العاصية التي تُستعمل أكثر من مرة ميدان تحرشات من أعضائها - بدا للحظة مثل بيت مئات مُحبي صهيون. إن الجميع في اوروبا يعلمون ذلك جيدا جدا ولبيرس تكريم كبير. بل إنه نجح في الشأن المعقد الذي اختار إبرازه – وهو إدخال حزب الله في قائمة الاتحاد المتعلقة بالمنظمات الارهابية – نجح في إحداث تحول كما يقول المقربون منه.             بيد أنه لا يقبل الجميع هذا العرض. فقد قالت الصحيفة اللبنانية "لاريون لي جور" مثلا إن "اسرائيل فشلت في بروكسل ولا سبب يدعو حزب الله الى القلق". بل إن حقيقة أن أصحاب المدونات اتهموا المنظمة مؤخرا بالمسؤولية عن العملية التفجيرية في بورغاس لم تساعد هنا. ولم تُجد ايضا التقارير الجديدة التي تكشف عن نشاط حزب الله الزائد على ارض الاتحاد الاوروبي وفي أنحاء العالم؛ ولا تعاونه مع نظام الاسد القاتل ايضا. "ما زالت لا توجد عندنا أدلة كافية"، قال رئيس المفوضية الاوروبية جوجيه مناويل بروزو في لقائه مع بيرس.             واختار جيل دي كركوف، الموظف الرفيع الشأن في الاتحاد الذي يتولى المسؤولية عن مكافحة الارهاب، اختار من جهته أن يُخرج الثعبان من كيسه الشرعي: ففي مقابلة صحفية مدوّية لصدقها أعلن أنه "لا يوجد اجراء آلي للضم الى القائمة السوداء. وذلك يتعلق بالمسؤول ايضا عن النشاط الارهابي... علينا ان نتصرف بحكمة سياسية لا بحسب المنطق القضائي فقط".             إن الخوف من سقوط حكومة لبنان التي حزب الله عضو فيها هو التفسير الرئيس لسلوك الاوروبيين. وفي سيناريو رعبهم يحدث تأثير العصا المرتدة بحيث يزداد حزب الله تطرفا ويسيطر على الدولة كلها. وهم يرون في كوابيسهم كيف يفضي تدهور لبنان الى الاضرار بجنودهم الذين يخدمون في اليونفيل وكيف يفضي ذلك الى ضعضعة الاستقرار لا في الشرق الاوسط فقط بل في اوروبا، مع المجموعات المسلمة فيها وخلايا حزب الله النائمة فيها.             ومع ذلك فان الاوروبيين على علم باشكالية بعض دعاواهم: ·         أعلن الامريكيون (وكندا وهولندة ايضا) أن حزب الله منظمة ارهاب وبقيت حكومة لبنان على حالها. ولا سبب يدعو الى عدم نجاح اختراع القطيعة مع "الفتيان الأشرار" في الحكومة من جهة، مع استمرار اجراء حوار مع اعضائها ذوي الشرعية في الحالة الاوروبية ايضا. ·         يؤكد الاوروبيون أن نشاط حزب الله السياسي والاجتماعي يجعل القطيعة معه صعبة. وحينما يُسألون لماذا اذا أدخلوا حماس في قائمتهم السوداء، لا يُجيبون. ·         تخشى اوروبا العصا المرتدة لكنها لا ترفض دعوى ان حزب الله لم يحتج قط الى ذرائع للقيام بعمليات تفجيرية وان تجاهل عملياته الارهابية خاصة قد يفضي الى تعجيلها. ·         يخشى الفرنسيون خاصة كل زعزعة في "بلد الأرز". ومع ذلك فان طموحهم الى الحفاظ على مناطق تأثيرهم لا يمنعهم من العمل في تصميم على مواجهة الاسلام المتطرف في افريقية. يتوقع ان تصوغ اوروبا بازاء ضعف دعاواها صيغة تلائم تقرير التحقيق البلغاري النهائي الذي سيُعرض عليها. وبحسب الاقتراح في الحد الأدنى ستُفرض عقوبات على المسؤولين عن العملية التفجيرية في بورغاس، وبحسب الحد الأقصى سيُعلن ان المنظمة كلها "منظمة ارهاب"، أما صيغة المصالحة البريطانية فستفضي الى القطيعة مع "ذراعها العسكرية" فقط. إن حل القطيعة مع جهات في داخل حزب الله هو حل صناعي بالطبع. فحزب الله متنكر في صورة الـ "آي.آر.إي". لكن حزب الله غير مُقسم الى أذرع فالجميع فيه يخضعون لسلطان قيادة واحدة. لكن في الواقع الاوروبي الذي يُحتاج فيه الى اجماع 27 دولة فان حفل الأقنعة هو سبب للاحتفال ايضا.