خبر : هل نحن مستهدفون؟ ...د. علي راشد النعيمي

الأربعاء 06 مارس 2013 09:21 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هل نحن مستهدفون؟ ...د. علي راشد النعيمي



هل نحن مستهدفون؟ سؤال يتردد لدى معظم الإماراتيين ولماذا؟ويحق لنا أن نتساءل لأن الإمارات بلد مستقر ومسالم وأهله ينعمون بوطن حقق لهم ما لم يحققه الآخرون لشعوبهم، وبالذات في المحيط الإقليمي. وكل ما تتطلع له الشعوب الأخرى من حرية ورفاهية وخدمات راقية تمكنت الإمارات من توفير ذلك لشعبها. وكذلك يتميز الإماراتيون بحسن معشرهم وسهولة التعامل معهم واحترامهم للآخر بعيداً عن التشنجات الفكرية والعقد النفسية التي قد يعاني منها البعض. بالإضافة إلى أن الإمارات كدولة تحترم الاتفاقات الدولية، وتلتزم بتعهداتها أمام المجتمع الدولي كدولة مسؤولة تحرص على السلم والاستقرار الدوليين، ولذلك يحق لأهلها التساؤل: لماذا تستهدفهم بعض أجهزة الإعلام الغربي، وبعض المنظمات الحقوقية الدولية؟ وهل دافعهم لحملتهم على الإمارات هو الدعوة للديمقراطية وحماية حقوق الإنسان؟ لقد شن الغرب حربه على العراق بدعوى وجود أسلحة الدمار الشامل، ثم غلفها بعد ذلك بشعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، التي دغدغ بها عواطف الكثيرين، ثم كانت النتيجة أنه سلم العراق على طبق من ذهب للنظام الإيراني، وثبت في الحكم ميليشيا تحكم بنفس طائفي خانق، وحقق للعراقيين نموذجاً للحكم بشرت به كونداليزا رايس في وقتها بعبارة الفوضى الخلاقة، وليس له علاقة من قريب أو بعيد بالديمقراطية وحقوق الإنسان، ومع هذا نجد أن الغرب يدعم نموذج الحكم الحالي بالعراق ويعتبره ديمقراطياً. فهل هذا هو النموذج الذي يريدوننا أن نتبعه؟ يتهمون الإمارات بخرق حقوق الإنسان وبممارسة التعذيب ويلفقون القصص والأكاذيب ويضعونها في تقارير ثم لا يقدمون لنا حالة واحدة تثبت ذلك رغم أن الإمارات بلد مفتوح، بل هو مركز التقاء الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب ويتميز بالشفافية، ويسهل رصد أي حدث أو واقعة فيه، ثم إن الإمارات كنظام يرتكز على مبدأ الانفتاح، والذي من خلاله بنيت سياسته الخارجية ومنظومته الاقتصادية وبنيته الاجتماعية وليس بنظام منغلق على نفسه أبداً، بل إن الحرية والتنمية هما الرئتان اللتان يتنفس من خلالهما نظام الحكم في الإمارات.  لقد تغاضت العديد من أجهزة الإعلام الغربية وبعض المنظمات الحقوقية الدولية عن الجرائم اليومية، التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وحالات التعذيب التي يفضي بعضها للموت بحق السجناء الفلسطينيين، وتفرغت لتشويه سمعة الإمارات والإساءة إلى مكانتها الدولية وتشويه النموذج التنموي المتميز الذي حققته لشعبها. إن الهجوم على الإمارات واستهداف نموذجها التنموي لا يستهدفها هي فقط، بل في تصوري يستهدف الأمة العربية بأسرها، وذلك لأن المراقب لما يجري من أحداث، يجد أن أعداء العرب يريدون لهم البقاء أسرى الفقر والجهل والتخلف ووجود نموذج عربي تنموي ناجح يمنح الأمل لبقية العرب للحذو حذوه، وهذا ما لا يتفق مع أجندات أعداء العرب، ولذلك يأتي استهداف الإمارات للإنجازات التي حققتها في مختلف المجالات.   كاتب اماراتي