خبر : إظهار قوة فتح في غزة دعوة تعترض على الانقسام الفلسطيني/بقلم: عميره هاس/هآرتس 6/1/2013

الأحد 06 يناير 2013 02:18 م / بتوقيت القدس +2GMT
إظهار قوة فتح في غزة دعوة تعترض على الانقسام الفلسطيني/بقلم: عميره هاس/هآرتس  6/1/2013



 لم يفاجيء العدد الضخم للمشاركين في المسيرة التي تمت يوم الجمعة في غزة تذكارا بمرور 48 سنة على انشاء حركة فتح، سلطات حماس في القطاع فحسب بل قيادة فتح في القطاع ورام الله ايضا. بل إن الزحام الشديد و"الفوضى" التي تميز هذه الحركة – قياسا بالتنظيم العسكري الذي تنجح حماس في تنظيم جموعها بحسبه – سببا الغاء خطب مختلفة وعروض فنية، وكانت الخطبة الوحيدة التي خُطبت هي خطبة محمود عباس ببث حي من رام الله. لكن الغاء الخطب ومنها خطب مندوبي حماس والزحام واصابة عدد من الاشخاص بجروح لم تُفسد جو الفرح والتأثر الذي ميز المسيرة. فقد كانت هذه أول مرة منذ نحو من خمس سنوات تُمكّن فيها سلطات حماس فتح من اقامة حدث جماعي – بعد نحو من شهر من تمكين سلطات فتح حماس من اقامة مسيرات في أنحاء الضفة الغربية. إن هذا الانفتاح المتبادل من النتائج المباشرة لـ "عمود السحاب". جاء من الضفة من اجل المسيرة، عن طريق رفح وفد لفتح شمل جبريل الرجوب ونبيل شعث اللذين يقودان النهج الذي يؤيد المصالحة بل نجحا في انشاء علاقات ثقة بقيادة حماس. وجاءت كذلك فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي وأبو علي شاهين – وهو من مؤسسي فتح وهو مؤسس الشبيبة الفتحاوية. وشاهين من سكان القطاع هرب منه بعد ان هاجمه "مجهولون" وجرحوه في 2007، ويعتبر عدوا عقائديا لدود لحماس. فحقيقة أن سمحت له سلطات حماس بدخول القطاع خطوة رمزية مهمة على نحو متميز في اتجاه المصالحة. كانت الرسالة المباشرة الرئيسة للمسيرة في غزة في الحقيقة هي طلب انهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي – وهي رسالة لم تسيطر بالمناسبة على مسيرات حماس في الضفة الغربية. فأكثر سكان الضفة الغربية أقل شعورا من سكان غزة بسياسة القطيعة الاسرائيلية، والانقسام السياسي الاجتماعي أقل تأثيرا فيهم، لكن المشاركين في المسيرة أرسلوا ايضا رسالة واضحة الى سلطات حماس تقول ان سنوات القمع السياسي ومحاولة انشاء وحدة تفكير وسلوك لم تنجح ولن تنجح. وأرسلت نفس الرسالة بالضبط في الاتجاه العكسي مسيرات حماس في الضفة الغربية الى السلطة الفلسطينية. يوجد كالعادة من يبالغون ويقولون انه شارك مليون. ويقول الحذرون انهم كانوا أقل من نصف مليون لكن يتفق الجميع على أنها كانت أكبر مسيرة ظهرت في غزة منذ سنين كثيرة، ويبدو ان ذلك كان لأول مرة منذ شارك مئات الآلاف في جنازة رجل عز الدين القسام يحيى عياش الذي اغتالته اسرائيل في الخامس من كانون الثاني 1996. إن نجاح المسيرة أهم بأضعاف لأن قيادة فتح في القطاع منتقضة – فقد هرب مسؤولوها الكبار بل أُبعد فريق منهم عن صفوف فتح ولم تنجح المستويات المنخفضة في ان تتحدى في السنوات الاخيرة سلطات حماس وهي لا تتميز بتنظيم أحداث جماعية. يتحدث الناس الذين كانوا في المسيرة انه برز بين مئات الآلاف المحتفلين العدد الكبير من الشباب تحت سن العشرين، أي من تربوا كل حياتهم أو أكثرها في جهاز التربية الذي تسيطر عليه حماس وكانت هذه مفاجأة في ضمن مفاجأة، وكان عدد النساء قليلا جدا، لكنهن لم يُفصلن عن الرجال كما هي العادة في مسيرات حماس. ويقولون ايضا في القطاع انه كان بين المشاركين ناس من غير مؤيدي فتح أرادوا الاستمتاع بشعور التحرر والاختلاف وأن يضيفوا صوتا الى طلب انهاء الانقسام الواضح. تقول تقارير مختلفة ان مصر تنوي ان تجمع ممثلي الحركتين في الاسبوعين القريبين للتباحث في تحقيق خطة المصالحة السياسية التي خُطط لها في أيار 2012، وبحسب هذه الخطة ينبغي انشاء حكومة انتقالية يرأسها محمود عباس تدعو في غضون نصف سنة الى انتخابات عامة في الضفة والقطاع. ويقول فتحي صباح، وهو صحفي ومحلل في غزة، إن كل واحدة من الحركتين خلصت الى استنتاج أنها لا تستطيع أن تحكم وحدها ولهذا توجد احتمالات جيدة لنجاح المخطط – ولأن لا تكون المصالحة في الرموز والجو العام فقط بل تُحقق سياسيا ايضا. وقال مئات الآلاف من المشاركين في المسيرة لفتح في رام الله ولحماس في غزة انه لا يجوز ان يكون هذا هوى قلب فقط