خبر : جهد فلسطيني للقبول في المنظمات الدولية/بقلم: ايلي بردنشتاين/معاريف 26/12/2012

الأربعاء 26 ديسمبر 2012 11:59 ص / بتوقيت القدس +2GMT
جهد فلسطيني للقبول في المنظمات الدولية/بقلم: ايلي بردنشتاين/معاريف  26/12/2012



 بعد أن حصل الفلسطينيون على اعتراف بدولة مراقب في الامم المتحدة، بدأوا يستخدمون الانجاز السياسي هذا كي ينالوا الاعتراف من منظمات دولية اخرى. ويعمل الفلسطينيون الان على المضي قدما في الانضمام الى أربع منظمات: منظمة الابتكارات العالمية (WIPO)، منظمة جودة البيئة العالمية (UNEP)، منظمة البريد العالمية (UPU) ومنظمة الصحة العالمية (WHO). وينسق قسم القانون وقسم المنظمات الدولية في وزارة الخارجية الجهود لاحباط الخطوة.  اضافة الى ذلك، فان سفراء اسرائيل في الدول التي تعمل فيها مقرات المنظمات ذات الصلة يقيمون اتصالات مع اداراتها لفحص اذا كان الفلسطينيون قد تقدموا بطلبات للانضمام، ويشرحون لها لماذا يمكن لقبولهم ان يضر بالمنظمة ويضع العراقيل امام التقدم في المسيرة السياسية.  ولكن الرافعة المركزية كفيلة بان تحبط قبول الفلسطينيين، على الاقل لبعض من المنظمات، هي قانون سنه في الماضي البعيد الكونغرس الامريكي ويقضي بانه اذا انضمت م.ت.ف كعضو في منظمة دولية، فان الولايات المتحدة ستوقف تقائيا دفع نصيبها في تمويل المنظمة. ويبلغ المعدل الامريكي في الميزانية السنوية لكل واحدة من وكالات الامم المتحدة 22 في المائة، والقانون الامريكي لا يسمح للرئيس بتجاوزه أو فرض الفيتو على تطبيقه.  في القدس يعملون على التأكد من أنه لا توجد نية للكونغرس لتغيير القانون القائم.  اما في اسرائيل فيخشون جدا كل تغيير في القانون يضعف الموقف الامريكي بالنسبة لقبول المنظمات الدولية للفلسطينيين. وفي القدس يعملون على التأكد من أنه لا توجد نية في الكونغرس لتغيير القانون القائم. كما انهم يفحصون امكانية ارسال وفد رفيع المستوى الى واشنطن لبلورة موقف مشترك في مسألة المسعى الفلسطيني ومنع تراجع محتمل للموقف الامريكي.  وبالنسبة لمنظمة الصحة العالمية، فقد نقل عدد كبير من الدول النامية رسالة الى الفلسطينيين بانهم لن يؤيدوا طلبهم، لان الاموال الامريكية حيوية للغاية للعديد من مشاريع المنظمة.  وبالنسبة لمنظمة الابتكارات العالمية، فان الضغط اكبر وهو يأتي من جانب الدول النامية. وتخشى الصناعة الامريكية من انه اذا دخل الفلسطينيون الى المنظمة فان الامر سيؤدي الى وقف تحويل الدفعات من جانب الولايات المتحدة وقد يؤدي الى الغاء العضوية الامريكية في المنظمة.  ومن شأن هذا الوضع ان يمس بالدفعات لقاء ابتكارات الشركات الامريكية. وفي اسرائيل يخشون على نحو خاص من انضمام فلسطيني الى هذه المنظمة الامر الذي من شأنه أن يلحق ضررا اقتصاديا كبيرا ويؤثر سلبا على القانون الامريكي.  وبالنسبة لمنظمة البريد العالمية، فان منظمة البريد السعودية هي التي رفعت باسم الفلسطينيين طلب العضوية قبل عدة اشهر، والان سيفعل الفلسطينيون ذلك بأنفسهم. ويتمثل التخوف في اسرائيل في أن قبول فلسطيني في المنظمات الدولية قد يقضم أكثر فأكثر الموقف الاسرائيلي قبيل المفاوضات السياسية. فقد اشار موظف كبير في القدس الى ان الفلسطينيين كفيلون بان يبادروا في هذه المنظمات الى قرارات ذات طابع سياسي تتعلق بمناطق يهودا والسامرة والمستوطنات.  وكانت المنظمة الدولية الوحيدة التي نجح الفلسطينيون في الانضمام اليها حتى الان كدولة عضو هي منظمة التعليم، العلوم والثقافة في الامم المتحدة – اليونسكو – ومن خلالها نجحوا في الحصول على اعتراف بكنيسة المهد كموقع للتراث العالمي. واشارت محافل سياسية في اسرائيل الى ان القبول في اليونسكو والاعتراف في الامم المتحدة سيسهلان على الفلسطينيين الانضمام الى منظمات اخرى.  "بعد أن ايد عدد هائل من الدول الاعتراف الفلسطيني في الامم المتحدة سيكون من الصعب جدا على اسرائيل منع قبول الفلسطينيين في منظما دولية"، قال موظف كبير في القدس. واضاف بان "الجمود السياسي وقرارات البناء خلف الخط الاخضر ستقلص اكثر فأكثر مجال مناورة الاسرة الدولية بالنسبة لكل طلب اسرائيلي للمساعدة".