خبر : لن يكون "ربيع عربي" في سوريا/بقلم: دان مرغليت/اسرائيل اليوم 24/12/2012

الإثنين 24 ديسمبر 2012 02:02 م / بتوقيت القدس +2GMT
لن يكون "ربيع عربي" في سوريا/بقلم: دان مرغليت/اسرائيل اليوم  24/12/2012



 يصف مراسل صحيفة "نيويورك تايمز" في الشرق الاوسط، توم فريدمان، في كتابه "من بيروت الى القدس" زيارة تثير القشعريرة لسوريا حافظ الاسد. فقد وصل الى مدينة تمردت على السلطة المركزية وقتل الاسد كثيرا من أعدائه وطرحهم وهم أحياء في القبور. ان الوحشية جينية تنتقل من جيل الى جيل. فأمس كان الابن بشار الاسد هو الذي أمر بقصف وحشي انتهى الى موت عشرات المواطنين الأبرياء. وإن أحداثا كهذه في الأساس أضيق تحدث في كل بضعة أيام. ان الميل الطبيعي المفهوم من تلقاء نفسه هو ان نقول ان ايام الاسد في قصر الرئاسة في دمشق معدودة. فكم من الوقت يستطيع البقاء في السلطة واستعمال الجيش الذي يسيطر على ربع مساحة الدولة فقط؟ صحيح ان النهاية حتمية لا يمكن منعها. ويقول أحد الأنباء انه تم احراز اتفاق امريكي روسي على ان يفر الاسد الى بلد يلجأ اليه. وعلى حسب اقتراح فاروق الشرع الذي يخضع لسلطته، ينبغي اجراء تفاوض لأن الاسد ايضا يدرك انه لن يكون منتصرون في هذه الحرب. بيد انه يوجد فرق زمني ملحوظ بين التصريح عن ان الاسد قد قُضي عليه وبين النهاية بالفعل، وفي هذه المدة قد تحدث أحداث مصيرية لسوريا والشرق الاوسط. لن يكون ربيع عربي في سوريا وكل نتيجة ستكون مثل شتاء عاصف مظلم. ان الغرب يساعد الثوار الآن أكثر مما كان يفعل في الماضي. وهو ينقل سلاحا وذخيرة من غير ان يرسل وحدات عسكرية ومن غير ان يعترف بما يفعل وذلك في الأساس كي لا يتصادم مع روسيا التي ما تزال لها مصالح كثيرة مع النظام القائم والتي تمنع سقوطه ما لم يتم تحقيق مطالبها أم تُضمن. لم تتدخل اسرائيل حتى الآن في مذبحة الشعب في سوريا. ولم تهب الدول العربية ايضا لانقاذ مواطنيها. ان سقوط عائلة الاسد يُستقبل في اسرائيل مشاعر مختلطة. فمن جهة هناك احتمال كبير لسقوط حلقة حيوية لا بديل عنها اذا سقط الاسد من المحور الذي يربط طهران بحزب الله. وكل ضربة كهذه لايران تعزز أمن اسرائيل تعزيزا كبيرا. ومن جهة اخرى حرص الجيلاني من حكام عائلة الاسد منذ حزيران 1974 على حفظ وقف اطلاق النار في جبهة الجولان. ولا ضمان لحفظ هذا الهدوء مع تغير النظام حتى لو ضعفت السلطة المركزية في دمشق وقُسمت الدولة بالفعل الى أقاليم قبلية ذات طبيعة شبه إقطاعية. يُحسن خبراء بشؤون سوريا تحليل الوضع، لكنهم لا يستطيعون ان يعطوا الحكومة في القدس جوابا يوثق به يُبين أي احتمال من الاحتمالين هو الأقل ضررا بالنسبة اليها. ان من سيسيطر على دمشق ويقود الجيش سيسيطر على مستودع سلاح كيميائي ضخم. انه ما كان الاسد يُدبر أمور بلاده في تسلط كان هناك أساس لافتراض انه لن يستعمله استعمالا متسرعا، لكن هوية وارثه غير معروفة الى الآن. ومهما يكن الامر فمن الواضح ان اسرائيل ستضطر الى شد عضلاتها أكثر مما فعلت في الماضي في سنة سيزداد فيها الضغط لتقليص ميزانية الدفاع ايضا.