خبر : كفوا عن الشبك بيننا وبين الولايات المتحدة/بقلم: عوديد تيرا/معاريف 11/11/2012

الأحد 11 نوفمبر 2012 11:48 ص / بتوقيت القدس +2GMT
كفوا عن الشبك بيننا وبين الولايات المتحدة/بقلم: عوديد تيرا/معاريف  11/11/2012



 بدا مؤخرا أن أطرافا في وسائل الاعلام في اسرائيل تعمل بشكل كفيل بأن يلحق اضرارا في علاقات اسرائيل والولايات المتحدة بشكل عام وعلاقات اوباما ونتنياهو بشكل خاص. هذا النشاط غير جدير سواء في جانب مصلحة اسرائيل أم في جانب الاخلاص للحقائق. معروف أنه بوسع وسائل الاعلام ان تخلق أجواء معادية بين رؤساء الدول. وأنا أنزع قبعتي أمام وسائل الاعلام على مراكمتها للقوة الهائلة، ولكني أغضب منها لانها تستخدمها احيانا بشكل غير مسؤول كنتيجة لاجندة المحرر، الصحفيين أو المالكين. ان دور الصحافة يتمثل في نشر الاخبار ودور المحلل في تفسيرها – ولكن عندنا بات الجميع محللين. قسم من وسائل الاعلام في اسرائيل مهووس برغبته في اسقاط الثنائي نتنياهو – باراك، ويعمل كل ما في وسعه في هذا الزمن لخلق أزمة في العلاقات بيننا وبين الامريكيين، في محاولة لتقليص فرص نتنياهو للفوز في الانتخابات. وبالتوازي تقدر وسائل الاعلام بان نتنياهو سيكون رئيس الوزراء التالي. والمعنى هو ان وسائل الاعلام تفهم بانها إذ تخلق أزمة بين نتنياهو واوباما بل وحتى تفاقم الازمة، فانها تلحق ضررا بدولة اسرائيل. من هنا فان أجندة وسائل الاعلام لاسقاط نتنياهو تتغلب على مصالح اسرائيل.  في جانب الحقائق احاول أن اشخص تصريحات لنتنياهو ضد اوباما فلا أجد، الا "اقتباسات هي مثابة تخمينات صحفية وليست معلومات دقيقة. زيارة ميت رومني الى البلاد كانت زيارة يحظى بها كل مرشح أمريكي للرئاسة. لو أن بيبي، بدواعي الحذر الشديد، أبدى لرومني كتفا باردة في زيارته الى اسرائيل، لفتكت وسائل الاعلام به – ولا سيما لو فاز رومني في الانتخابات. رئيس وزراء اسرائيل ليس في موقف يستطيع فيه أن يقول لمرشح الرئاسة الامريكية ما يفعله في زيارته الى اسرائيل. لو وصل براك اوباما لزيارة اسرائيل عشية الانتخابات، لنال من نتنياهو استقبالا حارا للغاية.  رئيس وزراء اسرائيل ليس في موقف يجعله يملي على قيادة الانتخابات لدى رومني كيف تعرض في الحملة مقاطع مصورة أو مكتوبة من وسائل الاعلام يظهر فيها نتنياهو. فنحن ورجال الاعلام نعرف ما هي قوة التحرير الصحفي. وعلى أفضل ما أتذكر، فقد أعطى نتنياهو لاوباما "هدية" كبيرة (أنا شخصيا آسف عليها) في خطابه الاخير في الجمعية العمومية للامم المتحدة. وقد بدد نتنياهو التوتر المبرر في السياق الايراني، وخلق احساسا بانه يمكن أن يؤجل الى صيف 2013 نقطة القرار بهجوم محتمل في ايران. وبرأيي، أخذ نتنياهو بهذه البادرة الطيبة مخاطرة محسوبة على أمن اسرائيل، وذلك للحفاظ على العلاقة الشجاعة مع الامريكيين بشكل عام ومع اوباما بشكل خاص. اذا كان ثمة أحد ما من المرشحين للرئاسة في الولايات المتحدة كفيل بان "يشكو" ويتهم نتنياهو بأخذ مخاطر محسوبة في صالح منافسه، في سياق الانتخابات في الولايات المتحدة، فسيكون هذا ميت رومني. أدعو رجال وسائل الاعلام في اسرائيل ان يكونوا متوازنين والا يخلقوا احساسا في أوساط فريق السفارة الامريكية في اسرائيل وفي أوساط قرائهم، مشاهديهم ومستمعيهم في الولايات المتحدة بان نتنياهو عمل ضد اوباما في حملة الانتخابات – وهكذا الامتناع عن قطع الفرع الذي يجلسون عليه.